ضابط اتصال تركي.. مهمته تحسين سمعة الشرطة لدى مسلمي أميركا

مهمته تقريب الثقافات وشرح مبادئ الإسلام لضباط شرطة نيويورك

TT

في مقر شرطة نيويورك، وفي غرفة ذات ارضية خشبية، يتحدث ايرهان يلديريم الى مجموعة من الضباط، واثناء تحديده لبعض الحقائق عن الاسلام، كانوا يمضغون اللبان ويدقون بأقدامهم على الارض.

ويلديريم رجل اقصر وارشق واكثر اناقة من معظم المستمعين اليه، وهو يتحدث بلهجة تركية بالمقارنة بلهجتهم التي تنتمي لبروكلين أحد أحياء نيويورك. ويلديريم بصفته ضابط اتصال مدني لشرطة مدينة نيويورك للمسلمين في جميع انحاء المدينة، مهمته تقريب الثقافات. ويوضح يلديريم انه رجل «علاقات عامة» ومهمته مزدوجة فهو يحاول تحسين اسم الشرطة بالنسبة للمسلمين وسمعة الاسلام بالنسبة لضباط الشرطة.

وبالطبع فإن سوء الفهم يمتد اكثر من ذلك، حتى بالنسبة ليلديريم، وهو حانوتي ربما اصبح او لم يصبح خبيرا في التحدث مع الشرطة ولكنه لا يتحدث لغات اغلبية المهاجرين المسلمين في نيويورك. ويمثل العرب وابناء جنوب شرق اسيا اكبر جماعات المهاجرين بين المسلمين في مدينة نيويورك البالغ عددهم 600 الف نسمة طبقا لدراسة لجامعة كولومبيا. ويلديريم ولد في المانيا لوالدين تركيين وتلقى تعليمه في مدرسة اسلامية في اسطنبول، ويعرف الصلاة والتحيات بالعربية ولا يعرف كلمة اوردية واحدة، الا انه يقول ان ذلك ليس بمشكلة «لانك تعرف كل شيء عن الثقافة الاسلامية لانك تؤمن بنفس الدين، واعرف المصطلحات واعرف الثقافة جيدا، واعرف التحيات». وعندما يعقد مفوض شرطة نيويورك رايموند كيلي اجتماعات في المساجد، فإن يلديريم يقف الى جانبه. ويقدم يلديريم تقريرا كل اسبوعين كما انتج فيديو وملخصا عن الاسلام للشرطة.

وهي وظيفة متعددة اسسها المفوض في اعقاب 11 سبتمبر عندما فتش المسؤولون الحكوميون الاحياء الاسلامية بحثا عن ادلة على نشاطات ارهابية وعنف جماعات المهاجرين مما اثار خوف جماعات المسلمين.

وكان كيلي يأمل في ان يساهم يلديريم في تخفيف التوتر، واوضح «كان ذلك يشمل اننا نفعل كل ما في امكاننا لتعلم الثقافة وتوصيل ذلك الى ضباط الشرطة، وتخفيف بعض مخاوف الجاليات الاسلامية باستهدافهم». وقد وصل يلديريم البالغ من العمر 33 وهو في الواحدة والعشرين من عمره، واصبح ناشطا في مسجد الفتح التركي في بروكلين، ثم افتتح مكتبا لدفن الموتى.

ويحظى يلديريم باحترام خاص لرغبته في تطبيق التقاليد الخاصة بعمليات دفن الموتى لأية جنسية اسلامية واجراء الاتصالات الخاصة بنقل الموتى مع شركات الطيران والسفارات.

وقد بدأ يلديريم التطوع لتقديم خدمات للشرطة في عام 2000، فقد كانت الشرطة تتصل به بخصوص شكوى من الازعاج، بسبب ارتفاع اصوات الاذان من المساجد. وقبل فترة اتجه يلديريم بسيارته الاودي طراز 2007 الى ساكوند افينيو في مانهاتن وتوقف امام مطعم تركي، وقد حضر للتوسط بين صاحب المطعم وشخص اخر يمتلك مطعما، وعندما لم يجده هناك طلب الغذاء.

ويوضح يلديريم انه من الصعب التوفيق بين عمله ومسؤولياته في الشرطة ولكنه يضع خطا بين المهمتين: «لا اريد من احد القول ان ايرهان يستخدم وظيفته في الشرطة للحصول على جنازات».

وقد اجاب بالنفي على سؤال عما اذا كان يتعرض لعداوات بسبب تعاونه مع الشرطة.

غير ان الشخصيات الاسلامية التي تتعاون مع الشرطة بطريقة غير رسمية تؤكد انها تشعر بالتوتر من نيات هيئات تطبيق القانون، فوائل مصفر، رئيس اتحاد المسلمين العرب الاميركيين لاحظ ان العملاء السريين راقبوا مسجده وغيره من المساجد وكتبوا ارقام السيارات. وقد تعرض العديد من المسلمين للتحقيق وقبض عليهم او جرى ترحيلهم لمخالفات تتعلق بالهجرة. وفي اجتماعات جماعات المهاجرين يشتكي المسلمون من وجود عدد كبير من رجال الشرطة في احيائهم بحيث انهم يتلقون نسبة اعلى من مخالفات المرور.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»