ألمانيا تجيز حبوباً جديدة لتخليص المدخنين من الإدمان

ستطرح في السوق مطلع مارس بثمن زهيد

TT

أجازت السلطات الصحية الألمانية حبوبا جديدة لمعالجة الإدمان على التدخين، وذلك بعد نشر عدة دراسات علمية تحدثت عن تفوق هذه الحبوب على «لاصق النيكوتين» في تخليص جسم المدخن من عوامل الإدمان. وتختلف الحبوب الجديدة، واسمها تشامبيكس CHAMPIX، عن بقية الحبوب واللواصق، بانها لا تباع إلا في الصيدليات وحسب وصفات يكتبها الأطباء.

وكتبت مجلة «الطبيب الألماني» ان الحبوب ستكون في الصيدليات يوم الأول من مارس (آذار) المقبل وأنها لن تكلف المدخنين اكثر مما تكلفه علبة سجائر يومياً. وتشترط طريقة العلاج تناول حبتين في اليوم على مدى أسابيع، مع إمكانية زيادتها تدريجياً لدى من يدخنون بكثافة. وتعتبر مادة «فارنيسلين» المادة الاساسية في حبوب «تشامبيكس» التي تضمن تحرير المدخن من الدخان خلال أسابيع قليلة. ويحوز من يشتري الحبوب، حسب وصفة الطبيب، رقم تسجيل خاصا يتيح له متابعة العلاج مع الأطباء المختصين على صفحات الانترنت.

وتمت تجربة «تشامبيكس» في عدة دراسات أجريت في ألمانيا وأوروبا، بينها دراسة شملت 4000 مدخن أدمنوا التدخين منذ فترة طويلة. وأعطى الأطباء للمتطوعين حبتي «تشامبيكس» يومياً أو حبة بوبروبيون Bupropion، وهي مادة أخرى تستخدم في الحبوب المضادة للتدخين السائدة في السوق، أو حبة بلاسيبو (علاج كاذب). وكانت النتائج، بعد عدة أسابيع، ان 44 في المائة ممن تعاطوا «تشامبيكس» استطاعوا التخلص من التدخين، مقابل 30 في المائة فقط ممن تعاطوا بوبروبيون و18 في المائة ممن تعاطوا العلاج الكاذب.

ولأن نسبة عالية ممن يتخلون عن التدخين يعودون إلى علب سجائرهم بعد فترة، فقد أصبح علاج ادمان النيكوتين يقاس إلى حد كبير بمدى نجاحه في وقف حالة «النكوص» عن وقف التدخين. وتقول المجلة إن احتمال نكوص متعاطي «تشامبيكس» يقل 300 في المائة مقارنة بمن يتعاطون أنواع العلاج الأخرى.

وحسب تقرير «الطبيب الألماني» فإن مادة «فارنيسلين» تعمل على العواقب الجسدية الناجمة عن الإدمان على النيكوتين. فالإنسان يدمن على السجائر لأن النيكوتين يحفز مستلمات عصبية معينة في الجهاز العصبي للإنسان ويدفعها لافراز مادة «دوبامين». وتفعل «فارنيسلين» فعل النيكوتين على الأعصاب أيضا، لكنها تؤدي إلى فرز الدوبامين بكميات أقل بكثير. وهذا بالطبع يقلل بالتدريج حاجة جسم الإنسان للنيكوتين ويقلل من أعراضه على الجسم. كما تعمل «فراينسلين» على منع تراكم النيكوتين على النهايات العصبية وتقلل بالتالي من حالة الإدمان، وهذه ضمانة في ذات الحال على عدم عودة المدخن إلى السجائر مجددا.

ولا تخلو حبوب «تشامبيكس» حالها حال العقاقير الأخرى، من أعراض جانبية، لكنها أعراض خفيفة. وتذمر ثلث المتطوعين في الدراسة المذكورة، من حالة غثيان يعتقد الأطباء أن من الممكن تجنبها عن طريق رفع الجرعة تدريجياً وصولا إلى الكمية المطلوبة من «تشامبيكس».