المبعوث الدولي يكشف اليوم «في اجتماع مغلق» مصير كوسوفو

3 سيناريوهات محتملة أكثرها ترجيحاً وضع الإقليم تحت وصاية أوروبية

TT

من المقرر ان يعرض المبعوث الدولي بشأن كوسوفو، اليوم في فيينا، مشروعه للحل النهائي بخصوص هذا الاقليم الخاضع حالياً للادارة الدولية لكنه لا يزال تحت السيادة الصربية. وسيعرض مارتي اهتساري مشروعه امام ممثلي «لجنة الاتصال الدولية» بخصوص كوسوفو والمكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا وايطاليا وفرنسا، وذلك بعد سنة تقريباً من تكليفه من قبل الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان بإعداد مشروع حول مصير كوسوفو.

وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة لمستقبل كوسوفو، لكن اكثرها ترجيحا هو المتعلق بمنح الاقليم استقلالا منقوصا ووضعه تحت الوصاية الأوروبية.

وقد التقى اهتساري أمس مع الامين العام الجديد للامم المتحدة، بان كي مون، وشرح له نتائج دراسته للاوضاع في المنطقة وكوسوفو. وسيجري الاجتماع اليوم في فيينا وراء ابواب مغلقة، ولن يتم الافصاح عما دار فيه إلا بعد عرضه في 2 فبراير (شباط) المقبل على بلغراد وبريشتينا. ووفقا لمصادر مطلعة فإن اهتساري سيتحدث اليوم في فيينا عن نتائج جولات المباحثات المباشرة بين بلغراد وبريشتينا، التي جرت العام الماضي وما تم التوصل إليه بخصوص مواضيع اللامركزية وضمان حقوق الانسان والاقليات في كوسوفو، والتي تم أخذها بعين الاعتبار أثناء إعداد المشروع النهائي على مدى عام كامل.

وكان البرلمان الاوروبي قد صوت مساء الاربعاء الماضي بالاغلبية لصالح استقلال كوسوفو، حيث وافق 99 عضوا على ان «استقلال كوسوفو سيجلب الاستقرار للمنطقة»، في حين رفض ذلك 36 عضواً، ما أثار سخط بلغراد، وزاد من آمال الألبان في تحقيق الاستقلال بعد قرون من الهيمنة الصربية على أراضيهم.

وقال رئيس كوسوفو فاطمير سيدو: «لقد أصبح واضحا أن المجتمع الدولي، وبعد اعلان الوضع النهائي، سيتولى الاجابة على الاسئلة الكبرى المتعلقة بالامن والقضاء والشرطة» وهي المؤسسات التي لا تزال في يد الامم المتحدة. وقال زعيم الحزب الديمقراطي الالباني هاشم تاجي: «لدي أمل كبير في أن يكون القرار وفق رغبة الأغلبية في كوسوفو وهي الاستقلال والسيادة».

ورغم القلق الصربي والتفاؤل الالباني فإن المراقبين لا يتوقعون حصول تغييرات كبيرة جدا على المشهد في منطقة البلقان، وقال مدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية البريطانية، جون سورز: «لا أتوقع حصول تغييرات جذرية وإنما قرار مبني على ما تم أثناء المحادثات المباشرة».

ومن جهتهم، أكد صرب البوسنة الذين أثاروا في وقت سابق قلقا كبيراً بخصوص مستقبلهم، أنهم لن يلجأوا للعنف في حال تم منح كوسوفو الاستقلال، وأكد رئيس وزراء صرب البوسنة ميلوراد دوديك أمس لوسائل الاعلام على ذلك: «نحن مهتمون بالوضع في كوسوفو ولكن لن يتم اللجوء للعنف في حال تم منحه الاستقلال».

وكان الوضع في كوسوفو أيضا على رأس المباحثات التي جرت امس في بروكسل بين الامين العام لحلف شمال الأطلسي جاب دي هوب شيفر والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أكد على أن «التعاون بين حلف شمال الاطلسي والامم المتحدة فيما يتعلق بالوضع النهائي في كوسوفو مهم جدا». أما جاب دي هوب شيفر فقد أشار إلى أن «حلف شمال الاطلسي والامم المتحدة اتفقا على التعاون فيما يتعلق بالاوضاع في كوسوفو وأفغانستان» وأن «وزراء دفاع الحلف سيبحثون يومي 8 و9 فبراير المقبل الاوضاع في البلدين». من جانبها، اعلنت روسيا، على لسان رئيس مكتب الحكومة الفيدرالية، أندريه فلاديميروفيتش كريفتوف، مجددا رفضها لأي مشروع يقدمه المبعوث الدولي اهتساري يقضي باستقلال كوسوفو. وتساءل كريفتوف: «لماذا نؤيد مشروعا لا يخدم مصالحنا؟». وتابع في تصريحات لصحيفة «غلاس يافنوست» الصربية في بلغراد، ردا على تصريحات خافيير سولانا، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ومسؤولين أميركيين، بأن روسيا لن تستخدم الفيتو: «هذه مجرد آراء شخصية لاني لا أقبل بأن تترك روسيا صربيا بمفردها». وقال رئيس الدائرة السياسية في البرلمان الروسي (الدوما) قسطنطين كوزاتشوف: «استقلال كوسوفو خطر على روسيا» في إشارة إلى الاوضاع في القوقاز وآسيا الوسطى.واشارت الولايات المتحدة، على لسان نائبة مساعد وزيرة الخارجية روزماري دي مارلو إلى أن «الحل النهائي ليس جيدا لأي من الطرفين الصربي والالباني بقدر ما هو جيد للاستقرار والامن في المنطقة». وتابعت في حديث لإذاعة «صوت أميركا»: «لقد حان الوقت لتحقيق تقدم في المنطقة، حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي منفتحان على حميع دول البلقان». وجددت التأكيد على دعم واشنطن للمبعوث الدولي مارتي اهتساري، وعلى ضرورة التعجيل باعلان قرار مشروع الحل، وأن روسيا ستدعم في النهاية مشروع الحل في كوسوفو بإعطائها صفة اللاعب الرئيسي. ويرى مراقبون أن سيناريوهات الحل في كوسوفو لا تخرج عن ثلاثة احتمالات، أولا منح كوسوفو الاستقلال التام وميلاد الدولة رقم 193 في الأمم المتحدة، وهو أمر مستبعد نسبيا نظراً لحجم المعارضة لهذا المشروع، والثاني منح كوسوفو استقلالا منقوصا بحيث لا يمكن للدولة الجديدة أن تكون لها وزارة خارجية أو جيش، أو الحق في عضوية الامم المتحدة، وثالثا منح كوسوفو الاستقلال تحت الوصاية الاوروبية وهو ما يبدو الاحتمال الاكثر ترجيحاً حيث يستعد نحو 1600 موظف ومراقب أوروبي للتوجه الى كوسوفو قريبا.