افتتاح القمة الأفريقية بانتقادات للخرطوم بسبب دارفور

غانا تتولى الرئاسة بدلا من السودان

TT

افتتحت قمة زعماء الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا امس بانتقادات واسعة للسودان بسبب العنف في اقليم دارفور الذي يهدد كذلك تطلعات السودان لتولي رئاسة الاتحاد. وانتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «عمليات القصف الرهيبة» لإقليم دارفور من قبل القوات السودانية التي انتقدها كذلك رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري. ووافق الاتحاد الافريقي على تولي غانا رئاسة المنظمة بعد ظهور معارضة قوية لتولي السودان رئاسة الاتحاد بسبب أزمة دارفور.

وقال الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للصحافيين ان جون كوفور رئيس غانا سيرأس الاتحاد الافريقي العام المقبل. وقال «بتوافق الآراء..انه الرئيس كوفور». وأضاف أن «السودان أيد القرار». وقال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري للصحافيين «السودان حضر هذا الاجتماع والرئاسة ذهبت الى غانا. وانسحب السودان».

وحذر كوناري عند افتتاح القمة الافريقية، من ان الصومال سيغرق في «الفوضى» ان لم تنتشر القوات الافريقية بشكل «سريع» في هذا البلد. ومن المقرر ان يجتمع بان مع الرئيس السوداني عمر البشير على هامش القمة التي تستمر يومين. وتركز القمة التي تعقد وسط اجراءات امنية مشددة في اديس ابابا، كذلك على جهود تشكيل قوة حفظ سلام لنشرها في الصومال الى جانب مسائل من بينها الاحتباس الحراري ومباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستجري في جنوب افريقيا عام 2010. الا ان الوضع في دارفور هيمن على استعدادات القمة والكلمات الافتتاحية التي القيت.

ودعا الامين العام للامم المتحدة القمة الى التوصل «الى اجماع للاسراع في نشر قوة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي» في اقليم دارفور غرب السودان الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003.

وأكد بان كي مون في خطابه الاول امام الاتحاد الافريقي منذ تسلمه مهامه في الاول من الشهر الجاري، على وجوب التوصل الى «اجماع من اجل انتشار عاجل» لقوة مشتركة في دارفور. وأضاف متوجها الى الدول الافريقية «علينا العمل معا لوضع حد للعنف وسياسات الارض المحروقة التي تعتمدها اطراف عدة بينها الميليشيات، وكذلك لعمليات القصف التي لا تزال مظهرا مرعبا للحياة في دافور». ودعا كوناري الحكومة السودانية والقوات المتمردة «الى وقف عمليات القصف والمجازر في دارفور».

ويتوقع ان يسود التوتر على اللقاء بين بان والبشير خاصة بعد ان حمل بان الرئيس شخصيا مسؤولية العنف الذي جرى مؤخرا في دارفور. وقال بان اول من امس «سأحث على وقف كافة عمليات القصف والهجمات التي تستهدف المدنيين».

وترغب الامم المتحدة في ارسال قوات الى دارفور لتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي المتواجدة حاليا في دارفور الا ان الخرطوم تحاول الحد من تواجد المنظمة الدولية واقتصار دورها على الدعم.

وذكرت مصادر الامم المتحدة انها تتوقع ان تكون الخرطوم اكثر استجابة للضغوط اذا ما جرى انتخابها لرئاسة الاتحاد الافريقي، وتعتقد ان نبذها دبلوماسيا سيزيد من عزلتها.

وجرت محادثات خلف ابواب مغلقة حول ايجاد بديل للسودان التي جمدت تطلعاتها للرئاسة العام الماضي وتراجعت عنها تحت الضغوط الدولية الهائلة.

وكان البشير قال انه «لن تكون هناك مشكلة» في حال لم يتسلم رئاسة الاتحاد الافريقي للسودان خلال قمة الاتحاد المنعقدة في العاصمة الاثيوبية. وقال البشير ردا على سؤال من وكالة الصحافة الفرنسية حول رئاسة الاتحاد الافريقي للعام 2007 «اذا لم يمنحونا اياها، فذلك ليس مشكلة».

وكان ادريس ديبي رئيس تشاد، الخصم اللدود للسودان، قال للصحافيين انه لا يعتقد ان امام الخرطوم اية فرصة لتولي الرئاسة. وأضاف «لن يتم منح رئاسة الاتحاد الافريقي للسودان».

وفيما انتقدت الولايات المتحدة الحكومة السودانية بشدة، الا ان مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جنداي فريزر التي تحضر القمة بصفة مراقب، رفضت تقديم موقف واشنطن من الخلاف.

ومن ناحيته انتهز كوناري خطابه لحث مزيد من البلدان على الانضمام الى مهمة حفظ السلام في الصومال، محذرا من حدوث فوضى اذا لم يتم نشر القوات بسرعة. وأعطى الاتحاد الافريقي الضوء الاخضر لقوة مؤلفة من نحو 8000 للتوجه الى الصومال، الا ان ثلاثة بلدان فقط هي اوغندا وملاوي ونيجيريا هي التي تعهدت بارسال قوات.

وقال كوناري انه من الضروري ان تسعى الحكومة الصومالية الانتقالية التي تمكنت من طرد المحاكم الاسلامية من مقديشو بمساعدة اثيوبيا، الى المصالحة والتوصل الى حل دائم في البلد الذي يفتقر الى السلطة المركزية منذ نحو 16 عاما.

وقال «اذا دخلت القوات الصومال دون وجود حل سياسي حقيقي، فإننا سنصبح قوات احتلال».

وقالت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان في بيان عشية القمة التي تستمر يومين ان الاتحاد الافريقي سيقوض مصداقيته اذا أعطى الرئاسة للبشير فيما لا تزال الانتهاكات مستمرة في دارفور بغرب السودان.

وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قال للصحافيين ان الموقف المصري هو أن هناك قرارا بمنح الرئاسة للسودان ويجب أن ينفذ هذا الا اذا قررت القمة غير ذلك. غير أنه توقع حدوث صراع بهذا الحجم على ترشيح السودان مثلما حدث منذ عام. فيما قال الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو للصحافيين «أعتقد أنه سيكون لدينا حل أسهل لمسألة الرئاسة مما حدث العام الماضي. القرار لم يتخذ بعد».

وقال ديفيد تريزمان وزير الشؤون الافريقية البريطاني لرويترز قبل القمة ان الاتحاد الافريقي «واحد من قصص النجاح في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية .. ولكن ذلك يمكن ان يضيع في نصف ساعة. وهذا هو ما يحتاج الاتحاد الافريقي الى دراسته».

ومن المقرر أن تناقش القمة المنعقدة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا تشكيل قوة حفظ سلام للصومال لتحل محل القوات الاثيوبية فضلا عن الاضطرابات في غينيا وتغير المناخ اضافة الى بعثة الاتحاد الافريقي العسكرية في دارفور لكن دبلوماسيين يقولون ان السودان سيطغى على معظم المناقشات.

وحذر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري عند افتتاح القمة الافريقية في اديس ابابا امس، من ان الصومال ستغرق في «الفوضى» ان لم تنتشر القوات الافريقية بشكل «سريع» في هذا البلد.

وقال كوناري في خطاب افتتاح القمة «اني سعيد لان القوات الاثيوبية بدأت بالانسحاب من الصومال. لكن في حال عدم انتشار القوات الافريقية بسرعة فستعم الفوضى».

وأضاف «ادعو الى تعبئة قوات افريقية. لكننا بحاجة الى ثمانية الاف جندي واليوم هناك بالكاد اربعة الاف» جندي جاهزين للانتشار، موضحا ان نيجيريا وأوغندا وملاوي وغانا وافقت على ارسال قوات الى الصومال. وأكد «نحن بحاجة للامكانات». وتشهد الصومال حربا اهلية منذ العام 1991 لكن الوضع تبدل جذريا منذ بداية العام 2007 مع هزيمة الاسلاميين امام هجوم القوات الاثيوبية والحكومية الصومالية. وفي 19 يناير (كانون الثاني) الحالي قرر مجلس الامن والسلم في الاتحاد الافريقي ارسال 7650 جنديا الى هذا البلد.

واتهم وزير الخارجية السوداني لام اكول الولايات المتحدة وألمانيا الى جانب دول افريقية بمعارضتها رئاسة بلاده للاتحاد الافريقي، مشيرا الى ان هذه الدول سعت لخلق مشكلة، مؤكدا ان السودان تنازل طواعية لغانا.