أولمرت يتوعد برد قاس.. وإسرائيل تتهم قوات الأمن المصرية بالتسيب

في أعقاب عملية إيلات

TT

وجه وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، آفي ديختر، الانتقادات أمس للسلطات المصرية بسبب ما أسماه «التراخي المستمر على الحدود مع اسرائيل»، وذلك بعد معلومات عن المخابرات الاسرائيلية مفادها أن منفذ عملية ايلات وصل من قطاع غزة الى اسرائيل عبر أراضي سيناء المصرية، رغم اعلان احدى الفصائل الفلسطينية ان منفذ العملية قدم من الاردن.

وقد اعلنت الشرطة الاسرائيلية ان الشاب محمد فيصل السكسك (21 عاما) وصل الى ايلات حاملا حقيبة تحتوي على 10 كيلوغرامات من المواد المتفجرة. وحاول الشاب أن يدخل الى منطقة الفنادق السياحية في ايلات ثم الى مركز تجاري كبير، ولكنه عدل عن رأيه عندما شاهد كميات كبيرة من رجال الأمن الاسرائيليين في كل مكان فركب سيارة أجرة وطلب نقله الى مركز تجاري صغير في أحد الأحياء السكنية القديمة في المدينة، وقام بتفجير نفسه داخل مخبز.

ودعا وزير الدفاع، عمير بيرتس، الى جلسة مشاورات للبحث في ظروف العملية وسبل الرد عليها. وحسب مصادر سياسية، فإن الاجتماع لم يخرج بقرارات للرد على العملية بعد ان نصحت المخابرات بالاستمرار في التهدئة الى حين تتضح صورة الاقتتال الفلسطيني الداخلي.

ومع ذلك خرج رئيس الوزراء ايهود أولمرت، بتصريحات تهديدية قال فيها: «تبين ان الهدوء في العمليات التفجيرية ظهر مزيفا، وسنجد الطريقة المناسبة للرد عليه وتلقين اصحابه درسا قاسيا».

واعتبر المجتمعون هذه العملية تطورا خطيرا في العلاقات مع الفلسطينيين، اذ انها العملية الأولى من نوعها في ايلات (في سنة 2003 وقعت عملية اطلاق صواريخ باتجاه المدينة وفي سنة 2003 أطلقت النيران على مجموعة سياح من الأكوادور وهي في طريقها من اسرائيل للأردن، ونفذ العمليتين أردنيون وتبناهما تنظيم القاعدة)، وهي العملية الأولى منذ أبريل (نيسان) 2006 حينما نفذ فلسطيني عملية تفجير في تل أبيب أسفرت عن مقتل تسعة اسرائيليين واصابة 60 شخصا.

وقال بيرتس ان التحقيقات الأولية تشير الى ان منفذ العملية وصل أمس الى ايلات من مصر، لكنه لم يستبعد أن يكشف التحقيق المعمق مسارا آخر.

وقال مصدر في الجيش الاسرائيلي انه لم يفاجأ بهذه العملية في ايلات، اذ ان «الجيش يحذر منذ سنوات من ان الحدود الاسرائيلية المصرية الطويلة سائبة وتحتاج الى بناء جدار عازل على طولها». وكشف النقاب عن أن قيادة الجيش الاسرائيلي في الجنوب عقدت اجتماعا خاصا في ايلات، بقيادة الجنرال يوآف غلانت، للبحث في أخطار التسيب على هذه الحدود. وكشفت الشرطة انها أجرت تدريبات في ايلات على احتمال وقوع عملية تفجير كهذه قبل بضعة أسابيع، من أجل فحص جاهزية قوات الطوارئ والجبهة الداخلية لمثل هذه الحالات. وأعلنت في اسرائيل، أمس، حالة تأهب قصوى لمواجهة خطر تنفيذ المزيد من عمليات التفجير في مختلف أنحاء البلاد، بدعوى وصول انذارات عن سبعة فلسطينيين مسلحين ينوون تفجير أنفسهم في البلدات الاسرائيلية.

واستغل اليمين الاسرائيلي المعارض عملية ايلات ليهاجم الحكومة على سياسة التهدئة التي تتبعها وعلى الخطوات التي اتخذتها لإعادة المسيرة السياسية مع الفلسطينيين وطالب النائب أريه الداد من حزب الاتحاد القومي بوقف إمداد الشرطة الفلسطينية بالأسلحة والامتناع عن تحرير المزيد من الأموال للسلطة الفلسطينية. وقال ان هذه العملية التي نفذها رجل حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني نفسه، محمود عباس (أبومازن)، تؤكد انه لا يوجد بين الفلسطينيين معتدلون وانهم جميعا متطرفون ويخططون لقتل أي يهودي في أي مكان في اسرائيل. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، ان اسرائيل تفكر في الخطوات التي ستتخذها عقب التفجير الانتحاري. وصرحت ليفني للصحافيين بأن «الحكومة الاسرائيلية ستقرر الخطوات الضرورية التي ستتخذها لضمان أمن المدنيين الإسرائيليين»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت إن «إسرائيل أظهرت ضبط نفس استثنائيا من أجل منح الفلسطينيين فرصة لمكافحة الإرهاب ووقف الهجمات. وللأسف فقد فشل الفلسطينيون في وقفها». وأضافت «من المهم جدا أن يمارس المجتمع الدولي الضغط على الحكومة التي ترأسها حماس، والحكومة الأسرائيلية ستقرر الخطوات الضرورية».