عمر سليمان يتصل بهنية لدفع المبادرة المصرية لإنهاء الاقتتال

أبو مازن في القاهرة يطلع مبارك على تطورات الأوضاع بغزة

TT

في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى الى 33 قتيلا وعشرات الجرحى في المواجهات بين حركتي فتح وحماس، ارتفعت وتيرة الاتصالات العربية الفلسطينية لوضع حد للاقتتال. فقد ذكرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية أنه تلقى ظهر امس اتصالاً هاتفياً من عمر سليمان وزير المخابرات المصرية تناول آخر التطورات على الساحة الفلسطينية. وحسب المصادر، فقد أعرب الوزير سليمان عن قلقه لما يجري من أحداث مؤلمة على الساحة الفلسطينية، مؤكداً حرص مصر على بذل كل الجهود من أجل تطويق الأحداث ووقف النزيف.

من جهته، أكد رئيس الوزراء أن حكومته تبذل قصارى جهدها من أجل إنهاء الوضع المتفجر على الساحة، مشدداً على أن الحكومة ستواصل تحمل مسؤولياتها الوطنية من أجل حماية الوطن والقضية والتمسك بالوحدة الوطنية وتغليب لغة الحوار. من ناحية ثانية، قالت حركة حماس إنها تدرس المبادرة المصرية التي تقدم بها الوفد الامني المصري لكل من حركة فتح وحماس اول من امس. من ناحيته، قال غازي حمد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية ان المبادرة المصرية تتكون من خمس نقاط وهي سحب المسلحين من الشوارع وازالة كافة اشكال التوتر والافراج عن جميع المختطفين وازالة الحواجز من الشوارع وان تكون الشرطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق في القضايا الامنية، وتقوم حركتا حماس وفتح بتقديم كشوفات بمن لهم علاقة بالاحداث الاخيرة. وأوضح حمد ان رئيس الوزراء استمع الى المبادرة ورحب بها ووضع الوفد المصري في صورة التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية والاسباب التي ادت الى نشوب هذه الازمة. ونقل حمد عن هنية تأكيده ضرورة ان تعمل الحكومة على وقف التدهور والاحتقان وسفك الدم واعادة النظام والهدوء الى الشارع الفلسطيني. واشار حمد الى أن الحكومة حريصة على تهيئة المناخات من اجل انهاء الاحتقان والتوتر في الشارع الفلسطيني عبر ترجمة عملية على الارض، مشيرا الى وجود عدة اتجاهات يجب ان يعمل بها من اجل تجنب كل جذور الازمة وليس فقط معالجة القضايا السطحية او القضايا العالقة.

وطالب هنية بسحب المسلحين كافة من الشوارع الا ما تستوجبه الضرورة الامنية، مشددا على ضرورة سحب قوات الامن الوطني وقوات امن الرئاسة من الشارع لانها تشكل عقبة امام استتباب الامن والقانون.

من جهته، اعلن الناطق باسم حركة فتح عبد الحكيم عوض عن موافقة حركة فتح على المبادرة المصرية، معربا عن استعداد الحركة للشروع فورا في تنفيذها. وقال عوض ان موافقة حركة فتح على المبادرة المصرية تأتي من اجل وقف حالة التدهور التي تشهدها الاراضي والقضية الفلسطينية وللحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية المشروع الوطني. وقالت حماس إن عمر شراب قد اصيب بعدة اعيرة نارية في الرأس ادت الى وفاته على الفور، وذكرت الحركة أن شخصين قتلا برصاص مسلحين من حركة فتح شرق مدينة خانيونس. وقالت الحركة إن مسلحين أطلقوا النار على علاء أبوعليان عندما حاول إنقاذ جرحى من حماس أصيبوا برصاص مسلحين، كما قتل ابراهيم الغندور جراء اصابته باعيرة نارية اطلقها عليه نفس المسلحين. وفي منطقة عسقولة بحي الزيتون وسط مدينة غزة قتل اثنين من أفراد القوة التنفيذية، التابعة لوزارة الداخلية وهما طارق نصر الله (24 عاماً)، ومحمود مشتهى (27 عاماً). وذكرت القوة التنفيذية أن مسلحين من فتح وأحد الأجهزة الأمنية أطلقوا النار على مجموعة من القوة التنفيذية كانت تقف على مفترق عسقولة، ما أدى لجرح اثنين من أفرادها.

وفي القاهرة, يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يقوم بزيارة لمصر تستمر عدة ساعات. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أبو مازن اجتمع فور وصوله القاهرة مساء أمس قادما من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا مع الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية، فيما قال مصدر مصري مسؤول إن القاهرة تجري حاليا اتصالات مكثفة مع القيادة الفلسطينية من أجل وقف الاقتتال الداخلي وعدم الاحتكام إلى السلاح، والعودة إلى الحوار من أجل تشكيل حكومة للوحدة الوطنية. ويطلع عباس مبارك على الأوضاع في قطاع غزة الذي يعيش أجواء الحرب الأهلية بعد تجدد الاشتباكات العنيفة بين حركتي فتح وحماس في مناطق متفرقة من القطاع، كما يطلعه أيضا على نتائج لقائه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مؤخرا في دافوس في سويسرا.

وقال المصدر إن المحادثات بين مبارك وأبو مازن ستتناول المبادرة المصرية التي طرحها الوفد الأمني المصري المقيم بالأراضي الفلسطينية والتي تضم خمس نقاط لتهدئة الأوضاع بين الأطراف المتنازعة، وتتضمن سحب المسلحين من كافة الشوارع وإزالة كافة المظاهر المسلحة والإفراج عن جميع المختطفين وإزالة الحواجز من الشوارع والتحقيق في الأحداث وتقديم المتسببين للعدالة، بالاضافة الى إعادة تشكيل المؤسسة الامنية بعيدا عن الانتماءات الحزبية، ثم تفعيل الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأوضح المصدر «أن المبادرة المصرية لا تتعارض مع المبادرة السعودية»، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية تستهدف وقف الاقتتال الداخلي، أما المبادرة السعودية فتتعلق باستضافة الحوار، فيما أكد المصدر «أن هناك تنسيقا تاما بين القيادتين في السعودية ومصر حول الملف الفلسطيني».