الرئيس اليمني داعيا الحوثيين تسليم الى أسلحتهم الثقيلة: «لقد أعذر من أنذر»

مقتل 6 من الجيش في مواجهات مع عناصرهم

TT

دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أتباع عبد الملك الحوثي إلى تسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة المحلية في محافظة صعدة بشمال اليمن، وذلك في افتتاحه المؤتمر الـ 11 لقادة القوات المسلحة اليمنية الذي بدأ أمس بصنعاء. وحض الرئيس اليمني العناصر «التخريبية والإرهابية» التابعة لعبد الملك الحوثي على تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى قيادة محافظة صعدة في أقرب وقت ممكن، موضحا في صيغة تحذيرية «.. وقد اعذر من انذر». وأكد الرئيس اليمني مقتل 6 من أفراد الجيش وجرح نحو 20 آخرين في هجوم من قبل «العناصر الإرهابية المتمردة الخارجة عن النظام والقانون»، مشيرا إلى ان نجدة عسكرية من احد المعسكرات تعرضت لكمين قتل فيه جندي وجرح أربعة ليصبح إجمالي القتلى 6 والجرحى 20 جنديا. وقال الرئيس صالح ان الكل يعلم إنه اصدر قرار عفو عام عن المتمردين الذين كان يقودهم حسين بدر الدين الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي، وأنه وجه بإعادة بناء ما خلفته الحرب في منطقة مران على الرغم من سوء تصرفات المتمردين، لكنهم ـ كما ذكر الرئيس صالح ـ يتجمعون مرة أخرى بقيادة عبد الملك الحوثي في منطقة النقعة على بعد 60 كيلو مترا من محافظة صعدة، ويشترون الأسلحة والذخائر من الأسواق لا لشيء إلا للانقلاب على النظام الجمهوري بعد مضي 44 عاما بهدف اعادة الملكية إلى اليمن. وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة أن الحوثيين سيطروا أول من أمس على موقع عسكري لقوات الجيش في منطقة بني معاذ من مديرية الصفراء بصعدة، وقالت المصادر إن السيطرة على الموقع جاءت بعد اشتباكات نجم عنها تدمير دبابة وسيارة ناقلة للجنود في هذه المواجهات فيما تعزز القوات المسلحة مواقعها من خلال فرق جديدة إلى المناطق الساخنة في الصفراء وصحار من أعمال محافظة صعدة. وعلى ذات الصعيد قال محافظ صعدة اللواء يحي الشامي إن قوات الأمن اعتقلت 12 شخصا شاركوا في هجوم شنته «عناصر تخريبية» على عدد من المواقع التابعة لقوات الجيش. وقال إن محافظة صعدة أصبحت «ساحة لتصفية حسابات حزبية وإقليمية» في الوقت الذي تواصل فيه أجهزة الأمن ملاحقة بقية العناصر المشاركة في الاعتداء على مواقع القوات المسلحة والذي أسفر عن مقتل 6 جنود وجرح 20 من القوات المسلحة، لكن الشامي استبعد أن تكون هذا الوقائع تجددا للمعارك بين القوات المسلحة وعناصر من الحوثيين، فيما قالت مصادر من الحوثيين إنه لا تزال هناك فرصة لوقف الاشتباكات، متهمة القوات المسلحة باستخدام الدبابات والقصف المدفعي في منطقة مذاب الواقعة على الطريق إلى آل سالم التي أرغم فيها أنصار الحوثي بنزوح 45 يهوديا يسكنون هذه المنطقة إلى مدينة صعدة والنزول في فندق بها، وهو ما اعتبر مقدمة لعودة المواجهات والاضطرابات الأمنية إلى هذه المحافظة التي كانت مسرحا لحرب متقطعة أوشكت على إنهاء عامها الثالث. وقاد الداعية اليمني الزيدي بدر الدين الحوثي تمردا عام 2004 استمر ثلاثة اشهر في الشمال قتل خلاله اكثر من 400 شخص. وتجدد التمرد في ابريل 2005 واستمر اسبوعين وخلف نحو 280 قتيلا. ووقعت بعد ذلك اشتباكات متفرقة بين المتمردين والقوات اليمنية.

وقد اعلنت صنعاء في ابريل (نيسان) 2005 انها هزمت التمرد الزيدي لـ«الشباب المؤمن» بزعامة بدر الدين الحوثي منذ مقتل نجله حسين الحوثي على ايدي القوات الحكومية في سبتمبر 2004. وعبد الملك الحوثي هو شقيق حسين الحوثي ونجل الداعية الزيدي، وبات بمثابة القائد الميداني للمتمردين الزيديين. وفي 25 سبتمبر 2005، اعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عفوا عن المتمردين المفترضين الزيديين الذين اتهمهم بالسعي للإطاحة بالنظام. ويرفض المتمردون نظام الحكم الجمهوري في البلاد بحجة انه غير شرعي لانه استولى على السلطة في انقلاب جرى عام 1962 وأطاح بالامامة الزيدية.