تحفظات في روسيا إزاء اقتراح خامنئي إنشاء «تحالف للغاز» على غرار «أوبك»

بوتين أكد في رسالته لأحمدي نجاد رفضه خيار القوة

TT

أكد إيغور إيفانوف، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، تمسك موسكو بعدم اللجوء الى خيار القوة سبيلا لتسوية المشكلة النووية الايرانية، مؤكدا ارتياح بلاده لرغبة القادة الإيرانيين في تطوير التعاون مع روسيا في كافة المجالات. وأشار ايفانوف الى انه نقل رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد، موضحا ان الجانبين تبادلا الآراء حول الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان من منطلق أهمية التوصل الى الحلول المناسبة من خلال السبل السياسية. وأشار الى ان بلاده ترى ضرورة تحديد اطر زمنية لجلاء قوات الاحتلال الأجنبية عن العراق، وضرورة اعداد خطة للتسوية يمكن ان تسمح بذلك تمهيدا لتسليم كل السلطة الى الممثلين الشرعيين للشعب العراقي وهو ما يجب بحثه مع السلطات الشرعية هناك. وقال بأنه قد يكون من المفيد أيضا في هذا الصدد مشاركة ممثلي المجتمع الدولي. وفي لقائه المبعوث الروسي أعلن المرشد الأعلي لإيران آية الله على خامنئي عن فكرة تأسيس مؤسسة مشتركة مع روسيا للتعاون في مجال الغاز وهو ما وصفه البعض بمنظمة «أوبك» للغاز والتي يمكن ان تضم أيضا حسب تقديرات الخبراء كلا من الجزائر وليبيا وقطر وعدد من البلدان الآسيوية الى جانب روسيا وإيران. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء تصريحات عن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي تقول إن ذلك يمكن ان يدعم موقع موسكو في علاقاتها مع أوروبا وعدد من جيرانها مثل جورجيا وأوكرانيا، ثم سارعت موسكو بدحضها. وكان أركادي دفوركوفيتش رئيس ادارة الصادرات بديوان الكرملين سبق أن أعلن في نوفمبر من العام الماضي ان روسيا لا تعتزم المبادرة بطرح موضوع انشاء مؤسسات على غرار «اوبك»، مشيرا الى ان مثل هذه المقترحات تفضي الى عدم الاستقرار. وتباينت التعليقات حول الاقتراح الإيراني بين المؤيدة والمعارضة وان اتسمت غالبيتها بموقف متحفظ. ففي الوقت الذي اعرب فيه غينادي سيليزنيوف، عضو مجلس الدوما ورئيسه السابق، عن ترحيبه بمثل هذا الاقتراح، كشف آخرون عن عدم جدواه من الناحية الاقتصادية مثل مارك اورنوف رئيس مؤسسة «البرامج السياسية» الذي مضى الى ما هو ابعد حين قال إن الاقتراح الإيراني سيجلب الضرر على روسيا، مشيرا الى «ان مناقشته بشكل جدي يعني الموت بعينه ويعني ان بلادنا يمكن ان تبتعد بذلك عن مجموعة الدول المتحضرة في الوقت الذي لم ترسخ مواقعنا بين صفوف هذه الدول». أما عن عدم جدواه الاقتصادية فقد اشار الى ان احتياطيات روسيا من الغاز ليست بالقوة التي يتصورها البعض وليست لدى موسكو الإمكانيات اللازمة لتطوير مكامنه الجديدة.

أما ايغور يورغنس، نائب رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال، فقد قال ان الموضوع ذو صبغة سياسية اكثر منها اقتصادية، مشيرا الى ضرورة مراعاة السلبيات التي يمكن ان تلحق بروسيا من جراء توتر العلاقات الدولية حول هذا الموضوع. وأضاف أن روسيا لا تملك سوى قرابة 30 في المائة من احتياطيات الغاز العالمي في الوقت الذي تملك فيه كميات هائلة منه قطر وبلدان اخرى تمد الولايات المتحدة ـ الخصم السياسي لإيران ـ باحتياجاته، ما يعني ان التحالف على اساس علاقات السوق يصبح مسألة معقدة على حد قوله.