مساجد الجزائر تطلق حملة توعية ضد «الهجرة عبر قوارب الموت»

وزارة الشؤون الدينية تدعو الشبان المجازفين للاستفادة من «صناديق الزكاة»

TT

تعتزم وزارة الشؤون الدينية الجزائرية إطلاق حملة توعية ضد الهجرة غير المشروعة الى أوروبا عبر «قوارب الموت»، ودعوة الشبان الذين يجازفون بأنفسهم بانتهاج هذا الطريق الى الاستفادة من صناديق الزكاة المنتشرة في البلاد.

وقال عبد الله طمين الناطق باسم وزارة الشؤون الدينية ان المساجد الـ 14 ألفا المنتشرة في الجزائر ستنطلق في حملة توعية كبيرة لفائدة الشبان الذين يفكرون في المغامرة بأنفسهم، بقطع مسافة طويلة في قوارب غير آمنة بحثا عن لقمة العيش في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا. واضاف طمين لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة «منشغلة بتزايد أعداد الأشخاص الذين انتشلهم حراس السواحل، بعد تعطل محرك القارب أو بسبب عاصفة واجهتهم في عرض البحر».

وذكر طمين أن وزارة الشؤون الدينية تعتبر مجازفة الشبان بأنفسهم، وهم يعلمون حجم الأهوال التي سيصادفونها، «أمرا محرما شرعا»، مشيرا إلى أن علماء الدين ينظرون إلى هؤلاء على أنهم «فقدوا وعيهم». وتابع قائلاً: «لقد طلبنا من الأئمة أن يبلغوا الشبان الراغبين في ركوب المخاطر من أجل بلوغ أوروبا، بأن الجنة التي يتوهمونها سرعان ما سيكتشفون أنها سراب، والآية الكريمة التي تنهى عن ذلك واضحة، حيث تقول: ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة».

وكتب عضو «اللجنة الوطنية للفتوى» الشيخ أبو عبد السلام في الصحافة، أن رجال الدين بصدد الإعداد لفتوى صريحة تحرم الهجرة سرا عبر القوارب، وتنهى عن التعامل مع «شبكات تهريب الأشخاص». وقال أبو عبد السلام: «إننا نعتبر هؤلاء الشبان المهاجرين آثمين، وكل من ينساق وراء شبكات الهجرة عبر القوارب يحكم على نفسه بالدخول في دائرة الحرام، لأن هؤلاء المهاجرين خالفوا الطرق المشروعة للسفر، وعرضوا أنفسهم للخطر ومات الكثير منهم». وتابع بأن ركوب البحر بالطريقة التي تتم عليها رحلات الهجرة غير المشروعة، تشبه قتل النفس واعتداء على القانون والمجتمع «ولا يسعنا إلا أن نطلب المغفرة للذين ماتوا في عرض البحر».

وأحصى حراس سواحل الغرب الجزائري عام 2006 وفاة 74 شخصا انتشلوا من البحر حين انقلب بهم الزورق وهم في الطريق إلى إسبانيا. وأعلنت القوات البحرية الجزائرية قبل أيام عن مخطط يجري التحضير له، أهم ما فيه دعم حرس السواحل بمروحيات وطائرات استطلاع صغيرة، وتشديد مراقبة شبكات تهريب الأشخاص. وتعرف موانئ الجزائر العاصمة ومستغانم (غرب) وسكيكدة (شرق)، ظاهرة السفر عبر الزوارق أكثر من غيرها.

وفي الغالب يدفع الراغب في الهجرة ما بين 300 يورو إلى 500 يورو، غير قابلة للتعويض في حال أجهض حرس السواحل خطة السفر.

وقال عبد الله طمين إن وزارة الشؤون الدينية «تدعو الراغبين في الهجرة سرا، بدافع الفقر، إلى الاقتراب من صناديق الزكاة للاستفادة من قروض حسنة ينشئون بها مشاريع صغيرة». وأضاف قائلاً: «نحن ندعو الأشخاص الذين سبق أن امتهنوا حرفة معينة، أن يقدموا طلبا للانتفاع من أموال صندوق الزكاة، وحتى من ليست لديه حرفة يمكنه الحصول على ما نسميه زكاة الاستهلاك تغنيه عن المجازفة بحياته».