أفغانستان: كرزاي يعرض إجراء محادثات سلام مع طالبان لوقف إراقة الدماء

نشر قوة أميركية للتدخل السريع في إطار الناتو

TT

عرض الرئيس الافغاني حامد كرزاي اجراء محادثات سلام مع حركة طالبان في اعقاب العام الاكثر دموية بالبلاد منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 ووسط تحذيرات من هجوم عنيف في فصل الربيع، ويأتى ذلك فيما اعلن ناطق باسم حلف شمال الاطلنطي (ناتو) امس ان هذه المنظمة ستنشر الاسبوع المقبل في افغانستان مزيدا من القوات الاميركية تضم في عدادها قوة تدخل سريع.

وقال كرزاي في حشد في المجمع الديني الرئيسي بالعاصمة «بينما نقاتل من اجل شرفنا مازلنا نفتح الباب للمحادثات والمفاوضات مع عدونا الذي ينشد القضاء علينا واراقة دمائنا»، كما قال كرزاي انه يدعو من اجل «هداية» هؤلاء الذين تآمروا على افغانستان في اشارة الى باكستان المجاورة حيث توجد ملاذات لطالبان وحلفائها الاسلاميين. وسقط أكثر من اربعة الاف قتيل بينهم 170 جنديا اجنبيا في القتال العام الماضي الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في التفجيرات الانتحارية حيث تحاكي طالبان وغيرها من المتشددين الاساليب التي يتبعها المسلحون في العراق.

وعرض كرزاي قبل عامين العفو عن عناصر طالبان التي اعتبرها هو واخرون معتدلة، لكن امس لم يقم بمثل هذا التمييز. ولم يستسلم اي قيادي بارز او زعيم من طالبان او ينضم الى الحكومة في اطار الجهود السابقة لدمجهم في التيار الرئيسي وسخر زعماء بارزون للمتمردين من مثل هذه الدعوات ووصفوها بأنها اشارة إلى الضعف. وتعهدت طالبان بطرد القوات الاجنبية والاطاحة بكرزاي وحكومته. وتنشط طالبان وحلفاؤها الاسلاميون أكثر في المناطق الواقعة في جنوب وشرق البلاد المتاخمة لباكستان، وتقول طالبان وقادة اميركيون ومن حلف شمال الاطلنطي ان عنفا داميا سيندلع خلال شهور مع اقتراب حلول فصل الربيع وذوبان الثلوج. وتعهدت الحكومة الاميركية بتقديم مساعدات اضافية بمليارات الدولارات ومزيد من القوات العام الحالي لسحق التمرد.

من جهة أخرى، اعلن ناطق باسم حلف شمال الاطلنطي امس ان هذه المنظمة ستنشر الاسبوع المقبل في افغانستان مزيدا من القوات الاميركية تضم في عدادها قوة تدخل سريع، وستتولى الفرقة الاميركية الثانية والثمانون المجوقلة العمليات العسكرية في شرق البلاد تحت امرة القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) للحلف الاطلسي. وأوضح الناطق باسم ايساف الكولونيل توماس كولينز ان 700 عسكري من هذه الفرقة سيشكلون قوة تدخل سريع وسيتخذون من قندهار في جنوب البلاد قاعدة لهم، وأضاف ان «ذلك سيعطي قيادة ايساف قوة قادرة على تلبية طلبات التدخل في كافة انحاء البلاد بسرعة كبيرة». واكد كولينز انه في «ظروف استثنائية» سيكون بالامكان انزال هذه القوات جوا في مناطق محددة في افغانستان. وكان القائد الاعلى للحلف الاطلسي في افغانستان الجنرال البريطاني ديفيد ريتشاردز الذي سيحل محله الجنرال الاميركي دان ماكنيل في الرابع من فبراير (شباط) يطالب بهذه القوة للتدخل السريع منذ توليه مهامه قبل تسعة اشهر. واوضح كولينز انه مع انتشار هذه الفرقة المجوقلة سيبلغ عديد الجنود الاميركيين في قوة ايساف 15 الفا بينما هو اليوم 11500. وتعد ايساف نحو 33 الف عسكري في افغانستان ينشطون الى جانب ثمانية الاف جندي معظمهم من الاميركيين في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ خريف 2001. وعلى صعيد ذى صلة، هاجم مسلحون مركزا للشرطة في مدينة قندهار، معقل حركة طالبان السابق في جنوب افغانستان، وقتلوا رجل شرطة وجرحوا اثنين اخرين، حسب ما صرح مسؤولون امس. وهاجم مسلحون في وقت متأخر أول من أمس منطقة سانغ اي ساراك في قندهار. وصرح قائد الشرطة في الولاية عصمت الله عليزاي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «شرطيا قتل وجرح اثنان آخران في تبادل اطلاق النار الذي استمر ثلاث ساعات، ووقعت اصابات في صفوف طالبان ولكنني لا استطيع تحديد عددها». وتبنى المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي في اتصال هاتفي الهجوم باسم الحركة، وذكر ان تسعة رجال شرطة قتلوا، الا ان طالبان عادة ما تبالغ في اعداد القتلى.

من ناحيته، وصل وزير الدفاع الاسباني خوسيه أنطونيو ألونسو إلى القاعدة الاسبانية في هيرات بشمال غرب أفغانستان، لزيارة القوات الاسبانية المنتشرة هناك في ثاني زيارة يقوم بها للمنطقة خلال أقل من عام، ووصل ألونسو في الثامنة من صباح أمس الاثنين بالتوقيت المحلي (0330 بتوقيت جرينتش) على متن طائرة قادمة من الكويت حيث توقفت الطائرة مؤقتاً عقب أكثر من 10 ساعات من السفر من مدريد. وكان في استقبال ألونسو الذي يرافقه وفد عسكري المسؤول عن المنشأة العسكرية الاسبانية الكولونيل فرانثيسكو رينكون بجانب السلطات المحلية، ولم يتم الكشف عن زيارة ألونسو لاسباب أمنية. يذكر أن إسبانيا تقود قاعدة دعم متقدم في هيرات ولها 500 جندي بجانب وحدة إعادة إنشاء إقليمي في منطقة «قالا إي ناو» وبها 180 ضابطاً، ويشار إلى أن إسبانيا لها في أفغانستان 700 جندي تحت لواء قوات المساعدة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي (الناتو).