لندن ـ رويترز: أفلت رجلان مسلمان من جنوب افريقيا تتهمهما واشنطن بتمويل تنظيم القاعدة من ادراج اسميهما على قائمة الامم المتحدة للاشخاص المرتبطين بالارهاب غير أن ذلك قد يكون مؤقتا. وتسلط قضية جنيد وفارهاد دوكرات ضوءا نادرا على نظام سري للعقوبات تابع للامم المتحدة لا يزال يسمح بتجميد الاصول المملوكة لاشخاص دون ابلاغهم بالسبب رغم اصلاحات أدخلت عليه الشهر الماضي بهدف جعله أكثر نزاهة.
وأفلت جنيد وفارهاد وهما قريبان من حظر دولي على السفر وتجميد أصولهما في أنحاء العالم وذلك بعدما عرقلت حكومة بلادهما مقترحا أميركيا الاسبوع الماضي لوضعهما على قائمة الامم المتحدة الخاصة بالعقوبات المفروضة على تنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية. غير أنهما سيكونان عرضة لاي محاولات أميركية بدءا من العام المقبل مع انتهاء فترة عضوية جنوب أفريقيا بمجلس الامن الدولي وفقدانها لعضويتها بلجنة العقوبات المكونة من 15 عضوا والتي يمكن لاي من أعضائها الاعتراض على وضع أي أسماء بالقائمة.
ويقول منتقدو النظام انه ذو صبغة سياسية الى حد كبير حيث أنه ربما يشجع الحكومات على تأييد عقوبات للامم المتحدة ضد خصومها في الداخل حتى اذا لم تكن هناك أدلة قوية على صلتهم بالارهاب.
وكان جنيد وفارهاد محظوظين أيضا بسبب تسرب قضيتهما مما مكن محاميهما من القيام بحملة دعائية مكثفة.
وتظل أغلب القضايا سرية الى أن تظهر أسماء المشتبه فيهم على قائمة للامم المتحدة تحتوي حاليا على أسماء 362 فردا. وبمجرد وضع الاسم على القائمة يصعب شطبه منها. ومنذ عام 2002 لم يتمكن سوى تسعة أفراد فقط من رفع أسمائهم منها.
ويمكن حاليا للاشخاص الذين يعتقدون أنهم تعرضوا ظلما للعقوبات أن يقدموا شكاوى مباشرة الى أمانة الامم المتحدة بدلا من الاضطرار الى اقناع حكوماتهم بتبني قضيتهم.
ولم تتحدث واشنطن علنا بخصوص القضية الخاصة بالمواطنين الجنوب افريقيين سوى يوم الجمعة الماضي حيث زعمت أنهما قدما أموالا لصالح تنظيم القاعدة.
وأمرت الولايات المتحدة بتجميد أي أصول أميركية مملوكة لهما كما منعت الاميركيين من اقامة علاقات تجارية معهما.
وفيما يخص القائمة السوداء الخاصة بالامم المتحدة يقول بعض المحامين انهم حاولوا وفشلوا على مدى سنوات في معرفة التهم الموجهة الى موكليهم. وقال محامي رجل من منطقة الشرق الاوسط وضعته واشنطن على القائمة بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) «يقال لك دائما.. لن نعطيك كل شيء لان جانبا كبيرا منها سري ولا يمكننا كشف كل ذلك». وأضاف «لا تكتشف مطلقا جميع الادلة ضد موكلك».