القمة الأفريقية تعين 5 حكماء بينهم امرأتان لمنع وإدارة النزاعات في القارة

الرئيس الصومالي يدعو إلى مؤتمر مصالحة وطنية في بلاده.. والاتحاد الأوروبي يشترط مشاركة كافة الفصائل لتمويله

TT

دعا الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد إلى مؤتمر للمصالحة الوطنية في بلاده خلال الأسابيع القليلة القادمة بمشاركة مختلف الاطراف الصومالية. فيما ابدى الاتحاد الاوروبي استعداده لتمويل المؤتمر بشرط مشاركة كافة الاطراف الصومالية بما في ذلك العناصر المعتدلة في المحاكم الاسلامية. ومن جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الى مصالحة وطنية شاملة في الصومال. وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري أنه تسنى تجميع نحو أربعة آلاف جندي من بين ثمانية آلاف من المزمع إرسالهم إلى الصومال في إطار بعثة حفظ السلام المقترحة. فيما عين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي امس خمسة «حكماء» بينهم امرأتان يكلفون العمل على منع وإدارة النزاعات في القارة مع حرية اكبر في التعبير عن آرائهم.

وكان انشاء «مجموعة الحكماء» هذه مرتقبا عند انشاء مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي في 2003 لكنه لم يطبق.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الافريقي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «مجموعة الحكماء هذه ستتيح للاتحاد الافريقي ابداء رأيه بحرية اكبر حول النزاعات الجارية او التي قد تحصل في افريقيا».

وأضاف المصدر نفسه ان «مجلس السلم والأمن يبقى هيكلا سياسيا وحكوميا، لكن مجموعة الحكماء ستحظى بالحرية التامة: لقد اخترنا اشخاصا انهوا مسيرتهم المهنية لكي تكون لهم الجرأة في التعبير عن آرائهم في النزاعات من دون قيود، وان يشكلوا حافزا لصانعي القرار السياسي على ان يكون سجلهم الاخلاقي نظيفا».

وبحسب النص المؤسس لمجلس السلم والأمن، فان «مجموعة الحكماء تضم خمس شخصيات افريقية تحظى باحترام واسع قدمت مساهمة استثنائية لقضية السلام والأمن والتنمية في القارة».

وجاء في تقرير لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري قدمه لرؤساء دول المنظمة، ان «الحكماء» يمثلون كل منطقة في القارة وسيتمكنون من «ابداء آرائهم حول كل المسائل المرتبطة بتشجيع وحفظ السلام والأمن والاستقرار في افريقيا».

وتضم المجموعة امرأتين: بريغاليا بام رئيسة اللجنة الانتخابية المستقلة في جنوب افريقيا واليزابيث بونون رئيسة المحكمة الدستورية في بنين. الاولى تمثل افريقيا الجنوبية والثانية غرب افريقيا. وبالنسبة لشرق افريقيا تمت تسمية التنزاني سالم احمد سالم الامين العام السابق لمنظمة الوحدة الافريقية (التي حل محلها الاتحاد الافريقي) والمبعوث الخاص للاتحاد الافريقي الى اقليم دارفور السوداني. وعن وسط افريقيا اختار كوناري «ميغيل تروفوادا الرئيس السابق لساو تومي وبرينسيبي». ويمثل الرئيس الجزائري السابق احمد بن بلا شمال افريقيا.

وقال كوناري ان هذه الشخصيات «التي تحظى باحترام شديد، ساهمت كل على طريقته، الى حد كبير في قضية السلام والأمن والتنمية في القارة».

وأضاف ان «تجربة السنوات الماضية اظهرت اهمية منع النزاعات»، مشيرا الى ان «عملا وقائيا ناجحا سيجنب بلادنا وشعوبها المعاناة والدمار الناجمين عن النزاعات».

واعتبر ان منع النزاعات «يتيح ايضا التوفير في عمليات حفظ السلام المعقدة والمكلفة والتي اثبتت مع قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور، ان منظمتنا ليست مجهزة بعد بشكل كاف».

وأشاد الرئيس الصومالي في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض الأوروبي للتنمية ميشيل لويس في اديس ابابا، امس، على هامش القمة الافريقية، بدور الاتحاد الأوروبي ودعمه المتواصل للصومال، وقال «محادثاتي مع ميشيل تركزت وبشكل مفصل حول تطورات الاوضاع السياسية الراهنة في الصومال ودعم المؤسسات المختلفة في البلاد وضرورة الإسراع بنشر قوات حفظ سلام أفريقية من أجل توفير الأمن والاستقرار في البلاد».

وأشار ميشيل من جهته إلى تمسك الاتحاد الأوروبي بشأن مؤتمر المصالحة الوطنية في الصومال واستعداده لتمويله بشرط مشاركة كافة الاطراف الصومالية ومشاركة أعضاء البرلمان الصومالي الموجودين في جيبوتي حاليا وعناصر المحاكم الصومالية المعتدلين.

وقال «الاتحاد الاوروبي يدعم قضية الصومال، وأنا سعيد بنتائج محادثاتي مع الرئيس الصومالي الذي أكد حرصه الشديد على مشاركة الفئات الصومالية المختلفة في مؤتمر المصالحة الوطنية في البلاد المقرر خلال الأسابيع القادمة».

الجدير بالذكر، أن الاتحاد الاوروبي قرر دعم الحكومة الصومالية الانتقالية بـ 15 مليون يورو، واشترط لذلك مشاركة كافة الأطراف الصومالية في مؤتمر مصالحة وطنية شاملة لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.

من جهته، حث الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في أديس أبابا المسؤولين الصوماليين على «الدخول في عملية مصالحة تضم جميع الأطراف» بهدف الخروج من الحرب الأهلية المستمرة منذ 16 عاما في بلادهم.

وقال بان كي مون بعد اجتماعه مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي «شجعت المسؤولين الصوماليين على الدخول في عملية سياسية تشمل جميع الاطراف» بمن فيهم الاسلاميون المعتدلون وزعماء القبائل.

وأضاف في مؤتمر صحافي على هامش القمة الثامنة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي «آمل بأن يمضوا في حوار مصالحة وطنية وعلى اثيوبيا أن تساعد أيضا».

ولم يشر الأمين العام للمنظمة الدولية الى عقد مؤتمر قريب للمصالحة الوطنية الصومالية، أعلن عنه المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشيل. وقال «علينا ان ندعم جهود الحكومة الانتقالية».

كما لم يوضح ما اذا كانت الأمم المتحدة ستحل بعد فترة محل قوة السلام التي سيرسلها الاتحاد الافريقي قريبا الى الصومال.

ووافق الاتحاد الافريقي على نشر قوة سلام في الصومال، إلا انه طلب من الأمم المتحدة إحلال قوات دولية محلها بعد ستة أشهر.

وقال بان كي مون «هذه مسألة تتطلب محادثات أخرى بين أعضاء مجلس الأمن الدولي وسأناقشها لدى عودتي الى نيويورك».

ومنذ هزيمة الاسلاميين الذين كانوا يسيطرون على معظم مناطق وسط وجنوب الصومال على ايدي القوات الاثيوبية والقوات الحكومية الصومالية في بداية 2007، تحاول الحكومة الصومالية بسط سيطرتها على البلاد. ويمارس المجتمع الدولي ضغوطا على السلطات الصومالية الانتقالية لبدء حوار مع الأطراف كافة.

وناقشت القمة الافريقية إمكانية إرسال الآلاف من قوات حفظ السلام الاضافية الى الصومال بعد ان نجحت في حسم نزاع بشأن السودان.