تضارب المعلومات حول هوية وعدد قتلى معارك النجف.. ودعوات للتحقيق

شكوك في الرواية الرسمية لما جرى في منطقة الزرقة

TT

تضاربت المعلومات حول المعارك التي دارت الاحد الماضي قرب مدينة النجف، ففيما نفت مصادر محلية موثوقة في المدينة ان «تكون الجماعة التي واجهتها قوات حكومية واميركية هي تابعة لحركة «جند السماء» كما اعلنت الحكومة ذلك» مشيرة الى ان «حقيقة ما حدث هو تعرض دورية امنية لزوار ومن ثم توسعت العملية» طالب اياد جمال الدين عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها اياد علاوي باجراء تحقيق فوري واعلام الرأي العام حول حقيقة ما جرى ويجري في النجف.

وقالت وزارة الدفاع العراقية أمس ان 263 مسلحا من جماعة شيعية غير معروفة قتلوا كما اعتقل أكثر من 500 يوم الاحد الماضي في واحدة من أكبر المعارك منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003. وقال محمد العسكري المتحدث باسم الوزارة ان قوات أمن عراقية اعتقلت 502 فرد بينهم 210 كانوا قد أصيبوا في المعركة التي وقعت قرب مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة. وذكرت الحكومة أن زعيم الجماعة الذي يصف نفسه بأنه المهدي المنتظر قتل. وأضافت أن أتباعه خططوا لاغتيال رجال دين شيعة بارزين وكان يجب وقفهم.

وذكرت مصادر في النجف لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف أمس ان «الذي حدث في النجف هو ان هناك عددا من زوار منطقة الزرقة القريبة من النجف كانوا متوجهين لزيارة قبر الامام علي، وقد حدثت في الطريق مواجهة بين بعض الزوار ودورية تابعة للشرطة العراقية مما ادى الى مقتل احد الزوار من عشيرة الحواتم»، مشيرة الى ان «الموضوع تطور بعد ان تحول الى قتال بين افراد عشيرة الحواتم وقوات الشرطة كرد فعل على مقتل احد ابناء العشيرة وقد استدعت الادارة المدنية قوات امنية اضافية في قتال شارك فيه ابناء المنطقة وغالبيتهم من الفلاحين».

واضافت المصادر ان «المعركة التي استمرت اكثر من 24 ساعة شاركت فيها طائرات هليكوبتر اميركية قصفت بصورة عشوائية مناطق آمنة وقتلت نساء واطفالا ايضا وخسرت فيها القوات الامنية العراقية 29 شخصا كما تم اسقاط طائرة هليكوبتر».

من جانبه طالب جمال الدين الحكومة العراقية بفتح تحقيق عاجل في هذه الاحداث، وقال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس «لقد قتل ما يقرب من 300 شخص.. لا نعرف كيف قتلوا ومن هؤلاء الضحايا وهل هم ارهابيون حقا وينوون مهاجمة زوار الامام علي في النجف مثلما روت المصادر الحكومية»، متسائلا «كيف يمكن ان يكون هؤلاء ارهابيين ومتمكنين ويحملون اسلحة متطورة ولم يوقعوا اية خسائر بين القوات الامنية». وشدد قائلا «نحن ضد الارهاب ونشد على يد الحكومة ان نجحت في القضاء على الارهابيين، لكننا نطالب بفتح تحقيق رسمي واعلان النتائج للرأي العام لمعرفة من هؤلاء ومن اين جاءوا وماذا يريدون».

وعرضت تغطية تلفزيونية جرى تصويرها اول من امس وحصلت وكالة رويترز عليها امس عشرات الجثث ملقاة في ما بدت وكأنها قناة ري جافة وغير مستخدمة كان المقاتلون يستخدمونها فيما يبدو كخندق. وكانت هناك العشرات من أظرف الاعيرة النارية بجانب جثة رجل يرتدي سترة زرقاء اللون وملابس مدنية، كما أوضحت التغطية أيضا جثث العديد من النساء والاطفال.