عقد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة أمس مباحثات مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي كان قد وصل الى ابوظبي ظهر امس في زيارة تستغرق يومين. وتناولت مباحثات الجانبين وفق ما قاله الرئيس اليمني أوجه التعاون الأخوي بين البلدين خاصة مسألة تطوير التعاون الاقتصادي والتنموي وتنشيط التبادل التجاري والاستثماري بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، مشيرا الى ان دولة الامارات العربية تعد من اهم الشركاء التجاريين لليمن حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بحوالي مليار دولار سنويا مما يجعلها الشريك التجاري الاول لليمن في المنطقة. وأكد ان السنوات القليلة الماضية شهدت انتعاشا كبيرا لحركة الاستثمارات المشتركة بين البلدين في العديد من المجالات.
وأعرب الرئيس اليمني عن شكره لدولة الامارات على الدعم السخي الذي قدمته لليمن في مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والدور الفاعل الذي لعبته دولة الامارات في انجاح هذا المؤتمر.
وأضاف صالح ان المباحثات تناولت عددا من القضايا والمستجدات العربية الراهنة في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في العراق وفلسطين والسودان والصومال ولبنان، بالإضافة الى تنسيق المواقف بشأن تعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة، وكذلك بحث افضل السبل الكفيلة بتطوير وتفعيل آليات العمل العربي المشترك، اضافة إلي التشاور حول السبل الكفيلة بتعزيز التضامن العربي خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات تهدد أمنها القومي والتي تستدعي المزيد من التشاور وتنسيق المواقف بين الأشقاء وبما يخدم المصالح القومية العليا.
وأشار صالح الى لقائه بالفعاليات اليمنية المقيمة بدولة الامارات وكذلك المستثمرين الإماراتيين، وقال ان هناك فرصا عديدة ومتنوعة للاستثمار في اليمن من شأنها تعزيز الشراكة الاقتصادية وتبادل المصالح بين البلدين الشقيقين. ووعد الرئيس صالح بتقديم ارض مجانية لكل من يستثمر 10 ملايين دولار، مشيرا الى ان مناخ الاستثمار في اليمن موات للاستثمارات العربية الحيرى والمترددة مذكرا بما تعرضت له الاستثمارات العربية في الغرب بعد احداث 11 سبتمبر، وقال ان القيود التي فرضت على الاستثمارات العربية في الدول الاوروبية والولايات المتحدة تفتح المجال لإعادة النظر في التفكير الاستثماري العربي المحاصر بتهم تمويل الارهاب.
وقالت مصادر يمنية ان زيارة الرئيس صالح للامارات لها اهمية كبيرة بالنظر الى انها الزيارة الرسمية له منذ ان تولى الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان مقاليد الرئاسة قبل عامين. وقالت ان الزيارة تساهم في تنشيط العلاقات الثنائية بعد التباعد في تبادل الزيارات بين البلدين. وذكرت تلك المصادر ان هذا التنشيط للعلاقات تم بعد تعهد دولة الامارات بتقديم مبلغ 500 مليون دولار في مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن العام الماضي. ويذكر ان دولة الامارات خففت مؤخرا من قيود على تدفق العمالة اليمنية كانت قد فرضت ابان الغزو العراقي للكويت حيث وقف اليمن في ذلك الوقت موقفا مؤيدا للعراق. وكان من مظاهر تخفيف القيود تفعيل قرارات تجنيس لبعض اليمنيين كانت قد اوقفت لفترة زادت عن عامين بالإضافة الى زيادة عدد تأشيرات العمل للعمالة اليمنية.