بيريس لمؤتمر طلاب بالدوحة: الرجل القوي هو الذي يصنع السلام

أجرى مباحثات مع أمير قطر ومسؤول إسرائيلي ثان يحضر ندوة عن خارطة الطريق

TT

استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، في قصره في الدوحة نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، شيمعون بيريس حيث تداولا خلال ساعة من الزمن شؤون العلاقات بين البلدين وعميلة السلام في الشرق الأوسط وسبل تحريكها.

وقال متحدث باسم بيريس في تل أبيب أمس ان اللقاء جرى في أجواء ودية للغاية وأن المسؤولين توصلا الى تفاهمات في تقويم الأوضاع في المنطقة. ورفض الناطق الادعاء بأنه كان لقاء مجاملة مؤكدا انه لقاء بالغ الأهمية بالنسبة لقضية السلام.

وكان بيريس وصل الى الدوحة عن طريق العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في مؤتمر للطلاب العرب في اختصاص العلوم السياسية والذين يتأهلون للعمل كدبلوماسيين في المستقبل. وهو مؤتمر سنوي يستضيف كل سنة شخصية سياسية ذات وزن عالمي. وأضافت مصادر بيريس ان الطلاب بمعظمهم قطريون من الأسرة الحاكمة ولكن بينهم أيضا طلابا من سورية ولبنان وموريتانيا وباكستان ومصر. وفي اللقاء مع الطلاب، صباح أمس، وجهت عدة أسئلة محرجة الى بيريس، فسألته طالبة سورية: ما الذي يجب أن يحصل حتى تقتنع اسرائيل برغبة سورية في السلام وتبدأ معها المفاوضات؟ فأجاب ان «خمسة رؤساء حكومات في اسرائيل عرضوا السلام مع سورية وأبدوا الاستعداد لتقديم تنازلات كبير في سبيله، لكن الرئيس الراحل حافظ الأسد لم يتجاوب. واليوم أيضا، اسرائيل مستعدة للسلام مع سورية ولكن المشكلة أن الرئيس بشار الأسد يلعب دورا مزدوجا. فهو من جهة يتحدث عن السلام ومن جهة أخرى يتحالف مع ايران ويقدم الدعم للارهاب».

وسئل عن كيفية تصرف اسرائيل في حال مهاجمتها بالسلاح الايراني النووي، فأجاب «ان اسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها بشكل جيد». وسئل إن كانت اسرائيل سعيدة بالاقتتال الفلسطيني الداخلي وكيف تستثمره لصالحها، فأجاب «ربما القائد القوي عندك هو الذي يصنع الحرب ويبني سياسته على أسس الحرب، لكن عندنا الرجل القوي هو الذي يصنع السلام».

من جهة اخرى شارك نائب وزير التربية الاسرائيلي ميخاييل ميلشيور في ندوة اقامتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم حول «خارطة الطريق» الخطة الدولية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.

واوضحت المسؤولة عن برنامج «ندوات الدوحة» الكسندرا ويليس لوكالة الصحافة الفرنسية ان «المسؤول الاسرائيلي ميخاييل ميلشيور كان ضيفا من اربعة متحدثين رئيسيين في الندوة وكان معه في نفس الفريق المسؤول الفلسطيني غسان الخطيب».

ونفت ان تكون زيارة المسؤول الاسرائيلي الى الدوحة سرية، كما ذكرت بعض الانباء موضحة انه «حضر وتكلم امام قرابة 300 شخص من اكاديميين ودبلوماسيين ومشاركين آخرين وطلاب المدينة التعليمية» حيث عقدت الندوة.

ودرجت المدينة التعليمية التي تراسها عقيلة امير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، منذ فترة على استضافة شخصيات عالمية للمشاركة في ندوات سياسية تتطرق الى مواضيع غير معهودة في المنطقة مثل «علاقة الدين بالدولة». ويتم ذلك في اطار شراكة بين المدينة التعليمية في قطر وهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). ويحيي «ندوات الدوحة» المذيع في هيئة الاذاعة البريطانية بيتر سيباستيان.

وقالت مسؤولة البرنامج لوكالة الصحافة الفرنسية: انا وزميلي بيتر سيباستيان نملك حرية الخط السياسي الذي تدور ضمنه الندوات ونوجه الدعوات للشخصيات التي نعتقد ان من شأنها اثراء المناقشات، بحرية تامة». ووصفت التجربة بانها «امر في غاية الاهمية بالنسبة لقطر والمنطقة». وتقيم قطر علاقات دبلوماسية مع اسرائيل لكن تل ابيب فتحت منذ 1996 مكتبا تجاريا تمثيليا في الدوحة يديره دبلوماسيان، وزار بيريس الدوحة وقت افتتاح المكتب في 1996.