نصر الله يؤكد رفض الانجرار إلى الفتنة الداخلية ويعلن أن حل الأزمة اللبنانية لا يكون إلا سياسيا

قال إن من يظن أن المقاومة ضعفت أو يئست أو تعبت «فهو واهم»

TT

اكد الامين العام لـ«حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله «ان مطالب المعارضة سياسية، وان الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، والتسوية لا يمكن أن تكون إلا سياسية»، مبديا الدعم لـ«أي جهد أو سعي أو مبادرة لإيجاد حل سياسي للأزمة القائمة في لبنان» ومؤكدا الاصرار على «تجنب أي صدام وأي فتنة ورفض الاحتكام إلى السلاح».

واكد نصر الله «جهوزية المقاومة في الجنوب» وقال: «من يظن أن المقاومة ضعفت أو يئست أو تعبت هو واهمٌ واهمٌ واهمٌ»، مشيرا الى ان «حزب الله يفاوض في قضية الاسرى وان قضية مزارع شبعا وبقية الاراضي المحتلة باقية». ودعا الذين «يناكفون بالقول إن الحزب نسي هذه القضية» الى «تكوين مقاومة لبنانية لا يكون حزب الله وحده فيها» وقال نصر الله في كلمة القاها في ختام مسيرة حاشدة اقامها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت امس احياء لذكرى عاشوراء: «جددتم في تموز (يوليو) وآب (اغسطس) (خلال الحرب الاخيرة مع اسرائيل) انتصار الدم على السيف وانتصار المظلوم على الظالم، هذه المقاومة في لبنان كانت وما زالت كربلاءنا وحسيننا وزينبنا وعزاءنا وعشقنا وأملنا وحبنا وثقتنا بالله وتطلعنا إلى المستقبل، كانت وما زالت وستبقى». واضاف: «بالأمس رئيس أركان العدو دان حالوتس المستقيل أمام لجنة التحقيق الإسرائيلية اعترف عندما سئل لماذا اكتفيت بالخيار الجوي ولم تلجأ إلى عملية برية واسعة» انني لم ألجأ إلى عملية برية واسعة لأنني لا أثق ـ يعني قائد الجيش الإسرائيلي ـ بقدرة الجيش الإسرائيلي على إلحاق الهزيمة بحزب الله». وقال «جاؤوا (الاسرائيليون) إلى بنت جبيل فقط ليثأروا منها لأنّ في ساحة من ساحاتها قيل أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكوت، واليوم ونحن ندخل عاما جديدا، نعم، يا شعب لبنان ويا شعب فلسطين ويا شعوب أمّتنا أجدد القول، والله، إنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت. مستقبل إسرائيل هو الموت والفناء ومستقبل هذه الأمة هو الحياة والحرية واستعادة المقدسات... هذا اليوم، أنا وأنتم وعلى مسمع العالم كله نجدد التزامنا وعهدنا ووعدنا بأن لبنان لن يهزم ولن نسمح بغزوه ولا باحتلاله ولا بالهيمنة عليه، وبأننا قادرون على إلحاق الهزيمة بالجيش الذي لا يقهر، قهرناه، الجيش الذي لا يهزم، هزمناه، الجيش الذي يحطم معنويات الناس دمرنا معنوياته». ورأى نصر الله انه «بعد هذا الانتصار التاريخي من الطبيعي أن تكبر المؤامرات عليكم... قبل أيام نقلت واشنطن بوست عن الرئيس جورج بوش تهديده لحزب الله، واليوم نقلت وسائل الإعلام بشكل مباشر وصريح تهديدات بوش لإيران وسورية وحزب الله في لبنان. لماذا يهدد حزب الله، يقول لأنّ حزب الله يزرع الفوضى في لبنان! أين هي الفوضى التي زرعها حزب الله في لبنان؟ الذي زرع الفوضى في لبنان ودمّر لبنان والذي قتل النساء والأطفال والكبار والصغار في لبنان هو جورج بوش وكونداليزا رايس اللذان أمرا الصهاينة بشن الحرب على لبنان.. واليوم من ذكرى الحسين نجدد له وليسمع العالم أننا قوم لا نخشع ولا نذل ولا نقبل الأعتاب». واضاف نصر الله: «عندما يعلن الشيطان الأكبر عداءه لنا وحربه علينا فهذا شرف كبير ونعتز به وهذا دليل استقلالنا وكرامتنا» وسأل «كيف سينتقم بوش من حزب الله أو من حركات المقاومة في المنطقة، هل بأن يرسل جيوشا إلى لبنان؟» واجاب بنفسه:«كلا، وبالعاميّة فَشَر، لبنان كان دائما مقبرة للغزاة وسيكون مقبرة لأي غزاة جدد. كيف سينتقم ويعاقب، سأقول لكم، قبل زيارة بوش المشؤومة إلى المنطقة، لم يكن هناك شيء في لبنان وفلسطين، وكان هناك قليل من التوتر بين حماس وفتح ولكن لم يكن هناك حرب أهلية، وفي العراق هناك مصيبة... قام أحد قادة الدول العربية قبل استقباله لبوش في بلده وقال انّه يتوقع نشوب حرب أهلية في ثلاث بلدان، في العراق وفلسطين ولبنان، غريب هذا الزمن، هناك قادة يتوقعون وتصدق توقعاتهم وكأنهم يعلمون الغيب، هناك من يتوقع بحرب أهلية في بلد ما وبعد مدة وجيزة تقع الحرب الأهلية، هناك من يتوقع بحدوث اغتيالات وبعد مدة وجيزة تحدث اغتيالات، عجيب. هناك أنبياء جدد ونحن لا علم لنا بهم!» واضاف:«كيف توقعوا في لبنان أن تقع الحرب الأهلية ولم يكن في لبنان أي شيء، لأنهم يعدون في لبنان من خلال أدواتهم وعملائهم لحرب أهلية». وشدد نصر الله على ان «التحدي الأكبر أمام حركات المقاومة كلها في لبنان وفلسطين والعراق هو تجنب الانزلاق إلى الحروب الأهلية والفتن الداخلية... في مناطق حيث يوجد سنة وشيعة يخترعون صراعا شيعيا سنيا، في فلسطين لا يوجد شيعة وسنة فيخترعون قتال أحزاب وفصائل وهكذا.. المهم أن يكون هناك قتال بين المسلمين بين العرب بين اللبنانيين بين الفلسطينيين بين العراقيين وليس مهما عنوان هذا القتال».

وقال: «الرسالة الأهم اليوم هي أنّ المقاومة في لبنان ومن خلالكم تعلن عزمها وإرادتها على الصبر وعدم الانجرار إلى أي قتال داخلي وإلى أي فتنة داخلية». واضاف:«إنّ أكبر محنة تواجهها أمّتنا هذه الأيام هي ما يعد من فتن للإيقاع بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، وأنا أدعو إلى تشكيل أطر جدية لمعالجة نقاط الالتباس ولقاءات جادة بين القادة والحركات والعلماء لمناقشة كل نقاط الالتباس، على سبيل المثال الوضع في العراق، ومسألة الهلال الشيعي، والاتهام بمشروع نشر التشيع، والاتجاهات التكفيرية التقتيليّة التي تسارع إلى سفك دماء الآخرين لمجرد الإختلاف في الرأي. هناك نقاط توتر ونقاط التباس يجب العمل على معالجتها وإلاّ ستضيع أمة محمد ودين محمد ورسالة محمد بين أيدينا». ومن باب ما سماه «المناكفات السياسية الداخلية» قال نصر الله: «خلال الأسابيع الماضية قالوا عنّا إننا نزلنا إلى زواريب بيروت ونسينا مزارع شبعا. عندما كنّا متذكرين مزارع شبعا هل كنتم أنتم قابلين، كنتم تنتقدوننا وتتهموننا بأننا نريد تخريب البلد من أجل تحرير مزارع شبعا. اليوم دبت الحماسة من جديد وسمعنا بعض القادة يقولون: نريد تحرير مزارع شبعا بأي وسيلة. حسنا، هذا تطور مهم، تعالوا لإعلان مقاومة وطنية حقيقية لتحرير مزارع شبعا وليس مقاومة حزب الله لوحده دائما». كان البعض يقف في لبنان ويقول انتم تحتكرون المقاومة. اليوم نحن لسنا على الحدود تفضلوا، الذين كان ممنوعا عليهم تحرير مزارع شبعا، فليتفضلوا ليحرروا مزارع شبعا. نحن سنكون معكم والى جانبكم وندعمكم ونؤيدكم. منطقة العرقوب هي منطقة متنوعة طائفياً، يوجد فيها شيعة وسنة ودروز ومسيحيون، تفضلوا لنقيم ونؤسس مقاومة واحدة وطنية تحرر ما تبقى من أرضنا المحتلة، ونحن حاضرون أن نكون سنداً وداعماً وجزء أساسياً».