قادة جيش المهدي يغادرون بغداد تجنبا لمواجهة مع القوات الأميركية والعراقية

عنصر في التنظيم: مبعوثون من الصدر وجهونا بإخفاء السلاح

TT

يبدو أن زعماء المليشيا الشيعية يغادرون معاقلهم في بغداد وهم يتوقعون خطة عراقية أميركية لزيادة وجود القوات في العاصمة العراقية، وفقا للقائد العسكري الأميركي الأعلى في البلاد. وقال الجنرال جورج كيسي في تصريح مكتوب أحيل الى لجنة القوات المسلحة في الكونغرس كجزء من جلسة المصادقة أمس على تعيينه رئيس للأركان «رأينا دلائل كثيرة على ان زعماء ميليشيا شيعية سيغادرون، أو أنهم غادروا للتو، مدينة الصدر لتجنب القاء القبض عليهم من جانب قوات الأمن العراقية وقوات التحالف».

وأشار كيسي، الذي كان قائد الجيش الأميركي في العراق منذ صيف 2004، الى انه كجزء من الحملة لتحسين الأمن في بغداد، فانه يتوقع أن تنتشر القوات الأميركية في مدينة الصدر مع الجيش العراقي ووحدات الشرطة الوطنية. وتدعو الخطط الأميركية الى نقل خمسة الوية قتالية، أو حوالي 17500 من القوات، الى بغداد خلال الأشهر الأربعة المقبلة والمساعدة على السيطرة على ما يقرب من 35 موقعا في المدينة.

وبينما تبدو الميليشيا الشيعية عازمة على تفادي الهجوم الأمني العراقي الأميركي عبر الانتقال خارج المدينة وتجنب الصدام، فان المسلحين السنة سيتخذون موقفا آخر، كما توقع كيسي. وقال انه من المحتمل ان يتجه الزعماء السنة الى مناطق شمال غرب او جنوب بغداد، بينما المقاتلون السنة «سيحاولون الاختفاء» في المناطق التي يعيشون فيها. وقال كيسي انه يعتبر من غير المحتمل «ان ينتشر العنف الى ما هو ابعد من بغداد كثيرا لأن المعركة من أجل المدينة هي «المعركة الرئيسية» من اجل السيطرة على العراق». والتوجيهات التي سلمها مبعوثو الصدر في اجتماع عقد مؤخرا ببغداد كانت واضحة بالنسبة للعضو في «جيش المهدي» محسن عبد الحسين. وتحدث عبد الحسين عن الاجتماع الذي عقد يوم 21 يناير (كانون الثاني) الماضي في حي الشعلة، وقال «طلبوا منا اخفاء الأسلحة. لن نسمح لأحد بحمل السلاح، حتى لو كان مسدسا تحت الملابس. هذا غير مقبول».

ويعتبر عبد الحسين، البالغ من العمر 30 سنة، نفسه شخصية ثانوية في «جيش المهدي». الا انه ذكر ان افراد الميليشيا تلقوا رسالة واضحة من مقر الصدر في جنوب العراق في الوقت الذي تستعد فيها القوات الاميركية والعراقية لحملة امنية شاملة. واضاف «سنحاول بكل ثمن تجنب اية مواجهة مع القوات الاميركية، وحتى اذا ما شنوا غارة على مكاتبنا او منازلنا، فيجب تجنب المواجهة. لا نريد ان يؤدي ذلك الى انتشار عنف على مستوى اكبر».

وتجدر الاشارة الى ان القبض على عبد الهادي الدراجي المتحدث باسم التيار الصدري في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي قد اثار قلق انصار الصدر، طبقا لما ذكره ناصر السعدي، وهو واحد من بين 30 برلمانيا ينتمون لتيار الصدر. وأوضح «لقد طلبنا من القيادة مغادرة منازلهم، لأننا لا نثق بالأميركيين».

وذكر انصار الصدر علنا انهم يؤيدون خطة الامن الجديدة في بغداد وعلى استعداد لدعم جهود الحكومة العراقية لفرض حكم القانون في هذه المدينة. الا ان بعض المسؤولين الاميركيين والعراقيين يشعرون بالقلق من ان تلك التصريحات مجرد موقف، وان المليشيات الشيعية ستنحني للعاصفة حتى انسحاب الاميركيين. وأوضح مسؤول اميركي في بغداد طلب عدم الاشارة الى هويته «لا يوجد أي سبب، على الاطلاق، للاعتقاد بأن هذه الجماعات قد غيرت توجهها بأية طريقة،» منذ معارك 2004. وأضاف «يمكنك القول بوجود مستوى من الارهاق، ولكن اجد ذلك صعب التصديق». والسيناريو الاكثر احتمالا هو ان قادة المليشيات يعتقدون بإمكانية «الفوز بكل شيء» اذا لم تلحق بهم الكثير من الاضرار عند انسحاب القوات الاميركية.

وأعرب سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء للشؤون الامنية عن شكه في البيانات التي اصدرها قادة «جيش المهدي». وقال في مقابلة الاربعاء «يجب على جيش المهدي تسليم اسلحته للحكومة، وليس اخفاؤها. وينطبق ذلك على كل جماعة مسلحة. لا اعتقد انه يمكنني القول برؤية ذلك في الافق». وقال مساعد للمالكي، انه يشعر بالقلق من احتمال ان المليشيات تحاول كسب الوقت بدلا من اتخاذ خطوات سلمية حقيقية. وأوضح المساعد «هذا تكتيك تقليدي للمتمردين، بالاختفاء عندما تصبح القوات حولهم، ثم يعودون للظهور عندما تذهب القوات. وهو امر تفهمه الحكومة ورئيس الوزراء وتتخذ الاجراءات لإفشاله».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»