دوست بلازي: أحمدي نجاد متصلب ودعا لأن تعم الفوضى لنرى عظمة الله

إيران تدرب طياريها على تزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو والمهام الطويلة

TT

نقل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، قوله في سبتمبر (ايلول) 2005 «علينا أن نتمنى أن تعم الفوضى بأي ثمن، لنرى عظمة الله»، وذلك خلال نقاش حول الموضوع النووي جمع الرئيس الايراني وثلاثة وزراء اوروبيين.

وقال دوست بلازي في كتاب مذكرات صدر أمس الخميس عن دار نشر «اوديل جاكوب» إن هذه الحادثة جرت في 15 سبتمبر 2005 في نيويورك، خلال القمة العالمية حول اصلاح الامم المتحدة. وذكر ان اجتماعا ضم وزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاث، التي تتولى التفاوض في الملف الايراني وهي المانيا وفرنسا وبريطانيا، والرئيس الايراني على هامش القمة.

وقال إن محمود احمدي نجاد «كان متصلبا جدا» في موقفه، وذلك «بعد اسابيع من استئناف ايران انشطة تحويل اليورانيوم»، وبعد رفضها «العرض الأوروبي السخي للتعاون في المجالات النووية والاقتصادية والسياسية». وروى بلازي «في وقت كانت المفاوضات تراوح مكانها، غير محمود احمدي نجاد الموضوع فجأة وتوجه الينا بالقول: «هل تعلمون لم يجب ان نتمنى الفوضى بأي ثمن؟ لأنه، بعد الفوضى، يمكننا ان نرى عظمة الله». وكتب الوزير الفرنسي «الرسالة اذهلتنا بالتأكيد». وكان دوست بلازي يشارك في الاجتماع مع وزير الخارجية الالماني في حينه يوشكا فيشر ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو، الى جانب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. ولجأ الوزير البريطاني الى المزاح من اجل تغيير الأجواء، فسأل احمدي نجاد ان كان «سيصلي» من اجل يوشكا فيشر الذي كان سيخوض الانتخابات بعد بضعة اسابيع. فأجاب احمدي نجاد، بحسب ما جاء في الكتاب، «اذا لم يغير موقفه من المسألة النووية الإيرانية، لن أصلي من اجله».

الى ذلك، أعلن أحمدي نجاد لدى اطلاقه الاحتفالات بذكرى الثورة الايرانية، ان ايران لن تتأثر بالعقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وقال احمدي نجاد لدى زيارته ضريح مؤسس الجمهورية الايرانية آية الله روح الله الخميني في اليوم الاول من «عشرية الفجر»، «ان لغة العقوبات باتت من الماضي». واضاف «ان العقوبات لن تؤثر على امة كبيرة. لدينا علاقات تجارية متنامية، وجل ما يمكن ان تفعله (العقوبات) هو اثارة استياء الناس».

وقال أحمدي نجاد «ايران أمة قوية لها روابط خارجية واسعة وستدعمها دول اخرى، حتى لو كانت تخضع لضغوط». وبدأت الاحتفالات بذكرى الثورة الاسلامية عام 1979 امس في الجمهورية الاسلامية، على ان تستمر عشرة ايام تعرف باسم «عشرية الفجر» وتبلغ ذروتها في 11 فبراير (شباط). والقى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني صباح امس، خطابا عند الضريح خصصه لموضوع «وحدة» الايرانيين. وقال رفسنجاني «ان المسألة النووية هي حجة تستخدم ضدنا، ومثلما توافقوا ضدنا، علينا ان نتحد ونستخدم هذه الوحدة ضدهم». ووجه الرئيس السابق نداء مماثلا الى الوحدة للتصدي لما وصفه بـ«محاولة تقوم بها الولايات المتحدة لزرع الشقاق بين الشيعة والسنة في المنطقة وفي بلادنا».

وذكر مثال العراق «حيث تتقاتل مجموعات متشددة مختلفة» ولبنان «حيث نشاهد اليوم اختلافات بين المذاهب المختلفة والاديان». وستبلغ احتفالات ذروتها الاحد في 11 فبراير في التاريخ الرسمي لذكرى الثورة، حيث سيلقي احمدي نجاد كلمة في ساحة ازادي (الحرية). ومن المتوقع ان يعلن أحمدي نجاد «خبرا سارا» بشأن البرنامج النووي الايراني، فيما تعزف فرقة اوركسترا من مائة موسيقي بهذه المناسبة سمفونية «نووية» في الساحة. ومن المحتمل ان يتناول هذا الاعلان المرتقب تثبيت ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي لانتاج اليورانيوم المخصب في موقع «ناتانز»(وسط)، حيث تقوم ايران حتى الآن بتشغيل ما لا يزيد عن 328 جهازا.

من ناحيتها، افادت مجلة «جينز دفنس» الاسبوعية المتخصصة في الشؤون العسكرية، ان ايران تسعى الى تزويد طائراتها الحربية بالوقود في الجو وتدريب طياريها على مهام طويلة المسافات. وكتبت المجلة في عددها الصادر الاسبوع المقبل، ان تدريبات على مهمات جوية ليلية على ارتفاع منخفض جرت في اجواء ايران وسورية بطائرات مقاتلة من طراز سوخوي ـ 24 الروسية الصنع، التي يملكها سلاح الجو الايراني. وتشمل التدريبات تمارين على التزود بالوقود في الجو.

واكدت المجلة المتخصصة، ان طهران «تستثمر موارد هائلة لزيادة قدراتها على التزود بالوقود في الجو»، من اجل تحقيق ضربات محتملة على مسافات بعيدة. ولانجاز هذه المهام تحاول ايران بالخصوص تكييف طائرات من طراز بوينغ 707 و747 ليمكنها القيام بها. وكانت ايران اشترت هذه الطائرات خلال السبعينات، لكنها مجهزة فقط لتزود بالوقود الطائرات الاميركية اف ـ 14 التي اصبحت متقادمة.

وتنص اتفاقات ابرمتها دمشق وطهران في نوفمبر 2005، على السماح للطيران الايراني بالتحليق في الاجواء السورية. وينص احد بنودها على ان «تسمح دمشق للقوات المسلحة الايرانية العائدة من مهامها (ضد هدف في المتوسط) بالهبوط في قاعدة عسكرية سورية، في حالة الضرورة الطارئة». وقالت جينز انه «تم تعزيز هذا البند في مذكرة حول التعاون في مجال الدفاع بين البلدين، وأبرمت في طهران في السادس عشر من يونيو 2006«.