تفجر اشتباكات جديدة بين فتح وحماس.. واتهامات حول شحنة سلاح

4 قتلى في كمين لقافلة الحرس الرئاسي ومصر تنفي اتهامات حماس بإدخال أسلحة إلى عباس

TT

في اخطر انتكاسة لاتفاق وقف اطلاق النار بين فتح وحماس، قتل اربعة اشخاص وجرح حوالي ثلاثين في اشتباكات عنيفة دارت عصر امس بين افراد من حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعناصر من كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس، في قطاع غزة الذين نصبوا كمينا لقافلة قالوا انها كانت تحمل سلاحا للحرس الرئاسي التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس ( ابو مازن).

جاء ذلك بينما تفجرت معركة كلامية بعد اتهام حماس لدولة عربية لم تسمِّها بإرسال شحنة سلاح الى امن الرئاسة الفلسطينية ومن اسمتهم بالانقلابيين في فتح عبر الحدود المصرية، وسارعت القاهرة الى نفي هذه الانباء واعتبرت انها تهدف الى توتير الاجواء الفلسطينية. وقد اندلعت الاشتباكات في وسط قطاع غزة وامتدت الى مدينة غزة وشمال القطاع في اخطر خرق للهدنة بين فتح وحماس منذ دخولها حيز التنفيذ فجر الثلاثاء.

وقالت مصادر طبية لوكالة الصحافة الفرنسية ان «عدد القتلى في الاشتباكات المسلحة التي تدور في وسط قطاع غزة ارتفع الى اربعة قتلى وجرح 30 اخرين خمسة منهم في حالة الخطر».

وقالت «ان عرفات المشلح، 24 عاما، احد افراد امن الرئاسة الفلسطينية قتل وجرح عدد اخر بينهم فتى في حالة حرجة».

ونقلت وكالة رويترز عن سكان ان مسلحين من حماس نصبوا كمينا لما قالت الحركة انها قافلة تحمل اسلحة للحرس الرئاسي. إلا ان حركة فتح قالت إن القافلة المؤلفة من اربع شاحنات عبرت من اسرائيل الى قطاع غزة وكانت تحمل معدات طبية وخياما.

واتهمت الاجهزة الأمنية كلاً من حركة حماس والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية بالمسؤولية عن السيطرة على شاحنتين من العتاد. من ناحيته، قال ناطق باسم حرس الرئاسة الفلسطينية ان القوة التنفيذية هاجمت موكباً لحرس الرئاسة في شارع صلاح بين مخيم النصيرات والبريج. واضاف ان الموكب كان يحمل حافلات مخصصة لمبيت أفراد الحرس الرئاسي الذي يتولى مهمة إدارة معبر رفح، مشيرا الى انها تحتوي على معدات للمبيت من خيام وأمتعة من دون أي نوع من السلاح.

ونفت حركة حماس والقوة التنفيذية أي علاقة لهما بالحادث. وقال اسلام شهوان الناطق بلسان القوة التنفيذية إن الاشتباكات تأتي في اطار حالة الاحتقان والفلتان الأمني. من ناحية ثانية اتهمت حركة حماس نشطاء من فتح باطلاق النار على ناشط من الحركة في منطقة «تل الهوى» غرب مدينة غزة. وقالت حماس إن مسلحين اطلقوا النار على محمد لولو بعد محاولة اختطافه. وفي شمال قطاع غزة اتهم الامن الوطني الفلسطيني عناصر من حماس بإطلاق النار على موقع لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية. وعلى صعيد الاتهامات المبطنة لمصر بإدخال اسلحة الى امن الرئاسة الفلسطينية قال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية ان «شحنة كبيرة من الاسلحة دخلت امس (امس الاول ـ الاربعاء) للسلطة وهي موجهة الى امن الرئاسة وما يسمى بالانقلابيين ودخلت عبر معبر كرم ابو سالم (كيريم شالوم) ومنها الى جيبات عسكرية وقذائف وقد ارسلت من دولة عربية».

وعبر المتحدث باسم حماس عن «قلق» حركته من هذا الامر الذي «ياتي في سياق تأجيج الوضع في الساحة الفلسطينية وبنية الانقلاب على الشرعية وهذا ما اعلنته الولايات المتحدة». وتابع «هذه الاسلحة ليست للدفاع عن ابناء شعبنا بل هي لتقوية طرف على طرف اخر وبهدف اشعال الفتنة».

واعلنت حركة حماس في بيان انها فوجئت بدخول الشحنة «عن طريق الاراضي المصرية» الى غزة. وتابع البيان «نطالب الدول العربية برفع الحصار عن شعبنا وارسال الاموال بدلا من الاسلحة التي سوف تؤجج الصراع وتزيد شعبنا ارهاقا».

كما طالب البيان الدول العربية «القريبة والبعيدة ان توقف ادخال اي اسلحة تهدف الى تقوية طرف على طرف اخر في ساحتنا الفلسطينية».

وسارعت حركة فتح الى نفي هذه المعلومات التي اعتبرتها «كاذبة» مؤكدة عدم تلقيها اية اسلحة. واعتبر عبد الحكيم عوض المتحدث باسم فتح هذا الاتهام «كاذبا.. ويهدف لصب الزيت على النار كما انه مضاد للمصالح الوطنية وجهود الوحدة».

وفي القاهرة، نفى مصدر مسؤول أن تكون مصر قد أرسلت أسلحة إلى الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن مصر لا تسمح بإدخال مثل هذا السلاح. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «ما ورد من أن مصر أدخلت أو سمحت بإدخال شحنات أسلحة أو عتاد حربي أو ذخائر إلى أحد طرفي الصراع الدائر حاليا في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس عار من الصحة جملة وتفصيلا». وقال اللواء برهان حماد رئيس الوفد الأمني المصري الموجود في غزة حاليا في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «هذا الكلام كاذب جملة وتفصيلا، وأن من يردده يرغب في إحداث توتر في الساحة الداخلية الفلسطينية ودفع حركتي فتح وحماس للدخول في سباق تسلح حتى تتفجر أعمال العنف مرة اخرى وهو شيء لن يستفيد منه أي طرف فلسطيني». وأضاف أن الرئيس المصري حسني مبارك «له سياسة عربية معروفة وثابتة وهي دعم وتعزيز الصف الفلسطيني وليس المشاركة في توتر الساحة الفلسطينية».

وشدد اللواء برهان على حرص الرئيس مبارك على الحياد بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وليس العمل مع طرف ضد آخر، لافتا إلى «الجهود الجبارة التي بذلتها وتبذلها القيادة المصرية لتعزيز السلطة الفلسطينية منذ إقامتها بشكل عام وجهود تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية خلال العامين الأخيرين بشكل خاص». وقال معلقا «كل أبناء الشعب الفلسطيني سواسية بالنسبة للقيادة المصرية، والدم الفلسطيني كله محرم». وأوضح أن الشحنات التي دخلت إلى الأراضي الفلسطينية عبر الأراضي المصرية كانت عبارة عن قوافل للمساعدات والأغذية قادمة من مصر وبعض الدول كمنح غذائية وطبية وليس كسلاح وعتاد، وأن أي سلاح مصري وصل إلى الأراضي الفلسطينية كان قبل فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من يناير من العام الماضي. الى ذلك، بحث الوفد الأمني المصري في غزة أمس مع وفدين من حركتي حماس وفتح سبل تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين الحركتين برعاية مصرية يوم الاثنين الماضي ودخل حيز التنفيذ فجر اليوم التالي.

وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد بحث مع ممثلي فتح وحماس سبل تجنب الخروقات وبذل أقصى جهد ممكن لوقف تلك الخروقات تماما.