بوتين «لن يتدخل» في اختيار خليفته ويتعهد «بالرد» على الدرع الصاروخي الأميركي

قال إن زيارته إلى الخليج ليست في إطار التنافس مع دول أخرى

TT

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أنه لن يتدخل في اختيار خليفته الذي سيجري «انتخابه بشكل ديمقراطي» العام المقبل، وتعهد من ناحية اخرى «برد فعال» على الخطط الأميركية الهادفة لإقامة شبكة مضادة للصواريخ في وسط أوروبا.

وأوضح بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي في الكرملين انه «لن يكون هناك خليفة بل مرشحون، وهدف السلطات هو التأكد من الطابع الديمقراطي للانتخابات» الرئاسية التي ستجري في مارس (آذار) 2008. وشدد على «ضرورة تمكين المواطنين من اختيار» رئيسهم «بحرية وديمقراطية». وفي حين اعلن انه لن يسمي خليفته، فانه ألمح الى تأييده لمرشح معين في المرحلة الاخيرة، اي «خلال الحملة الانتخابية». ولم يكشف الرئيس الروسي، 54 عاما، بعد عن نواياه الخاصة، لا سيما انه يستطيع ان يرشح نفسه في حال تعديل الدستور، وهو خيار غالبا ما تطرحه الطبقة السياسية، علما ان بوتين لطالما رفضه.

وشدد بوتين على المهمة التي ستقع على عاتق حكام البلاد بعد الانتخابات وهي «تعزيز السلطة» بهدف «ضمان استمرارية النمو الاقتصادي على مستويات عالية». وردا على سؤال حول انجازاته، اعتبر بوتين انه «نجح في تعزيز النظام السياسي وبلوغ معدلات نمو (عالية) من خلال تعزيز تنوع اقتصاد البلاد». وانتقد بوتين الخطط الأميركية لإقامة شبكة مضادة للصواريخ في وسط أوروبا، وقال ان روسيا سترد عليها بشكل «فعال للغاية». وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت اقامة محطة للرادار في جمهورية التشيك ونظام صواريخ في بولندا لرصد واسقاط الصواريخ المعادية التي تقول واشنطن أميرانها يمكن أن تطلق من قبل إيران في المستقبل. وفند بوتين حجج واشنطن بشأن الدفاع عن أوروبا ضد ايران وقال ان نظام الدفاع الصاروخي سيحدث «تأثيرا مباشرا» على روسيا. واضاف قائلاً: «خبراؤنا لا يعتقدون أن الانظمة المضادة للصواريخ في شرق أوروبا تستهدف الارهابيين أو ايران. هل يمكنك حقا قتال الارهابيين بصواريخ ذاتية الدفع؟». وأوضح ان ايران لا تملك صواريخ ذاتية الدفع بعيدة المدى وإنما كل ما لديها هي صواريخ متوسطة المدى. وانتقد بوتين أيضا قرار واشنطن العام الماضي بفرض عقوبات على شركات الاسلحة الروسية بسبب مبيعاتها لايران وسورية، وقال ان الدافع الحقيقي هو منع شركات السلاح الروسية من الفوز بصفقات من منافساتهأميركا. وفي تعليقه حول زيارته المرتقبة الى السعودية وقطر والاردن، قال بوتين انه لا ينبغي تناولها في اطار تنافس مع هذه الدولة او تلك، مشيرا الى ان علاقات روسيا مع بلدان المنطقة كانت كبيرة منذ تاريخ طويل.

واشار الى عمق العلاقات بين الجانبين والتقارب او التطابق تجاه المسائل الدولية.

وحول الأزمة النووية الايرانية قال بوتين ان بلاده تتعاون مع الجميع بمن فيهم الشركاء الغربيون من اجل احتواء المشكلة، مشيرا الى أن الزيارة الاخيرة التي قام بها سكرتير مجلس الامن القومي ايغور ايفانوف ستساعد على تقريب مواقف الجانبين وتكفل للايرانيين فرصة التوصل الى حل مناسب. ووصف فكرة انشاء «اوبك للغاز» مع ايران ومنتجين آخرين لهذه المادة الاولية بانها «مثيرة للاهتمام» في حين ان هذا المشروع يثير مخاوف في اوروبا.

وحول التصريحات التي ادلى بها في الآونة الاخيرة عمدة موسكو الذي وصف استعراض مثليي الجنس بانه من «صنيعة الشيطان»، قال بوتين ان مثليي الجنس يطرحون «مشكلة» سكانية في روسيا التي يتراجع عدد سكانها سنة بعد سنة «لكنني احترم وسأظل احترم الحرية الفردية في كل تجلياتها».