بريطانيا: إرشادات أمنية للجنود المسلمين والتحقيق مع مشتبهي مؤامرة خطف الجندي

قلق بين سكان حي المداهمات.. وبكري يشكك في المؤامرة

TT

قام مسؤولو شرطة بريطانيون، يحققون في مؤامرة مشتبه بضلوع أفراد فيها لخطف وقتل جندي بريطاني مسلم، باستجواب تسعة اشخاص وتفتيش أماكن في برمنغهام بوسط انجلترا امس. وكانت الشرطة قد اعتقلت ثمانية مشتبه بهم في مداهمات فجر أمس، واعتقلت مشتبها به آخر على أحد الطرق السريعة: «للاشتباه في ارتكاب أعمال ارهابية او الاعداد لها او التحريض عليها»، في اطار تحقيق كبير فيما يتصل بمكافحة الإرهاب.

وقالت تقارير اعلامية ان المؤامرة المشتبه بها التي كانت على وشك التنفيذ، كانت ستحاكي عمليات خطف وقطع رؤوس رعايا غربيين، نفذها متشددون في العراق، وكان مدبروها سينشرون فيديو يصور عمليات القتل على الانترنت. وجريمة القتل تلك، كانت ستحاكي ما حدث للبريطاني كين بيغلي، الذي خطفه عام 2004 زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقتئذ ابو مصعب الزرقاوي ثم اعدمه.

وأكد مصدر من وزارة الدفاع، ان الهدف المشتبه به هو مسلم يخدم في الجيش البريطاني. وافادت الانباء بأن مخطط المشتبه بهم كان يستهدف جنديا بريطانيا يخدم في افغانستان، ويقضي اجازة عائلية في بريطانيا. كما كانت قد صرحت مصادر أمنية بريطانية بأن المخطط المزعوم لم يكن يتضمن إيقاع أعداد كبيرة من الضحايا، لكنه دل على وجود «منهج مختلف للارهاب في بريطانيا». وقالت شرطة ويست ميدلاندز، إن العملية لم تمثل «تهديدا محددا» للمنطقة، رغم أن بريطانيا لا تزال هدفا محتملا. وقال ديفيد شو مساعد قائد الشرطة في وست ميدلاندز: «نحن في بداية تحقيق رئيسي جدا جدا بالنسبة لنا» واضاف ان المداهمات اعقبت: «نشاطا دام شهورا كثيرة»، واضاف: «كان تخطيطنا دقيقا للغاية. وبدأنا ببطء تجميع كل اجزاء تلك الأحجية الكبيرة امامنا وفق خطوات التحقيق». وقامت الشرطة بتفتيش دقيق لعدد من المنازل ومقار الأعمال في برمنغهام ثاني كبرى المدن البريطانية، واحدى أكثر المدن تنوعا من حيث الطوائف العرقية، ويعيش بها عدد كبير من المسلمين. واعلنت بريطانيا ثاني اعلى مستوى للتهديد منذ أن قتل أربعة بريطانيين 52 شخصا في هجمات على شبكة النقل في لندن في يوليو (تموز) 2005 في أول تفجيرات انتحارية نفذها اسلاميون بغرب أوروبا.

وقال خبراء أمنيون ان المؤامرة المشتبه بها تختلف عن الهجمات التي استهدفت ايقاع أكبر عدد من القتلى في شبكات النقل، وتظهر ان بريطانيا باتت على الخط الامامي لهجمات تنفذ على غرار عمليات القاعدة.

وقال شين بريتون خبير مكافحة الارهاب في تشاتام هاوس وهو مركز أبحاث في لندن: «يؤكد هذا فيما يبدو ان بريطانيا عرضة بشكل خاص لهجمات على غرار عمليات القاعدة بسبب العلاقات التاريخية مع باكستان والجالية الباكستانية هنا». وأضاف، أن ذلك يشير إلى أن هناك مستوى من الخطر من جانب تلك الجماعات ذات الصلات الباكستانية في المملكة المتحدة أعلى منه في أي مكان آخر في أوروبا. ربما نكون في الخط الامامي. وقال سكان غاضبون في شارع اعتقل به أحد المشتبه بهم ان الشرطة استهدفت جاليتهم. وقال أحد السكان ويدعى عبد الله: «الأمر بات أشبه بالمزحة. أصبح نوعا من العادة. كل يوم يعتقلون شخصا ثم يطلقون سراحه». الى ذلك أفادت تقارير إخبارية امس، بأنه سيتم منح الجنود المسلمين في الجيش البريطاني وعائلاتهم إرشادات أمنية جديدة بعد مؤامرة مشتبه بها لاختطاف وتعذيب وإعدام جندي تشير المزاعم إلى أن السلطات الأمنية أحبطتها باعتقال الاشخاص التسعة الذين يقفون وراءها. وفي الوقت الذي واصلت فيه الشرطة عمليات البحث في المنازل، التي هاجمتها في مدينة برمنغهام ظهرت تفاصيل جديدة حول الخطة المزعومة لاختطاف جندي ووضع صورة إعدامه على الانترنت كتحذير للمسلمين بعدم مساعدة القوات المسلحة.

يذكر أن هناك نحو 330 مسلما في القوات المسلحة البريطانية البالغ قوامها 100 ألف جندي، نحو 250 منهم في الخدمات النشطة. وذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أنه سيتم تطبيق الارشادات الأمنية الجديدة على جميع الافراد بالقوات المسلحة الذين قد يتم استهدافهم.

وقال خبراء أمن إن استهداف جندي مسلم، سيكون إشارة من المتطرفين على أنهم يعتبرون أنفسهم «في حرب» مع هؤلاء الذين يرون أنهم «خائنون» بالخدمة في الجيش البريطاني. ويتردد أن المؤامرة المشتبه بها تتضمن اختطاف جندي معروف، 20 عاما، خدم في أفغانستان. الى ذلك قال عمر بكري الذي منعته بريطانيا من العودة الى أراضيها، بعد زيارة قام بها الى لبنان، عقب تفجيرات لندن 2005، انه ما زال على فتاويه السابقة، في ان المسلم لا يحل له شرعا، ان يكون في جيش غير اسلامي، او نائبا في مجلس العموم البريطاني أو عضوا في مجلس اللوردات أو وزيرا أو شرطيا أو جنديا في الجيش أو موظفا في أجهزة أمنهم أو مخابراتهم، لأن ذلك يخرجه من الملة المحمدية. واضاف بكري في تصريحات خص بها «الشرق الاوسط» هاتفيا من طرابلس في لبنان: «لو دخل المسلم في الجيش البريطاني يموت موتة الجاهلية، أي لا يصلى عليه، ولا يدفن في مدافن المسلمين، ولا يرث ولا يورث، ويفسخ عقد زواجه وتطلق زوجته منه، أي كأنه وقع في الردة الكبرى المغلظة». وشكك بكري في المؤامرة التي تم بموجبها اعتقال 9 مشتبهين من برمنغهام، مشيرا الى ان المسلمين دخلوا بريطانيا بموجب عقد عهد وأمان، ولا يحل للمسلمين شرعا أن يقتلوا أبناء من يعيشون بين ظهرانيهم، لأن دماء البريطانيين تصبح معصومة بهذا العهد. وأوضح انه يشك في أن ما تدعيه السلطات البريطانية صحيحا، ويسير على منوال اعتقال شقيقين بزعم الارتباط بالارهاب في فوريست غيت قبل عدة شهور، الا انه اعرب عن اعتقاده ان غياب العلماء الشرعيين في دول الغرب، يدفع الاسلاميين للجوء الى الانترنت بإنزال احكام على وقائع مختلفة، مثل من يرتدي ملابس الشتاء في الصيف». من ناحية اخرى بدت مشاعر الغضب واضحة على وسيم راجا، 25 عاما، وعمران خان، 19 عاما، بعد عملية التمشيط الأمنية الواسعة لمكافحة الارهاب في «الوم روك» الحي الباكستاني في برمنغهام (شمال). وقال عمران الباكستاني الاصل، «في كل مرة يأتون الى الأحياء المسلمة، ويكسرون ابواب المنازل لأي سبب. انهم بالتأكيد يكرهون ان يتم جر امهاتهم وآبائهم من اسرتهم في منتصف الليل. انهم حثالة». وبدا رفيقه وسيم اكثر اعتدالا وان كان مثل الكثيرين من السكان يشك في تورط جاره الذي اعتقل فجرا للاشتباه في ضلوعه في التحضير لمؤامرة «على الطريقة العراقية» على حد تعبير مصادر امنية، لخطف وذبح احد الاشخاص.