البرلمان العراقي: قائد «جند السماء» عراقي شيعي يجيد الغناء والعزف على العود

استاذ الكرعاوي لـ«الشرق الأوسط»: كان هادئا ومنفتحا فكريا ولا علاقة له بالتطرف

TT

فيما كشف مجلس النواب العراقي (البرلمان) أمس، عن أن قائد مجموعة «جند السماء» الذي قتل خلال عملية عسكرية عراقية أميركية بضواحي مدينة النجف الأحد الماضي، هو «مواطن عراقي شيعي يجيد الغناء والعزف على آلة العود»، أوصى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بدفنه وانصاره الذين قتلوا في المعارك.

وقال بيان أصدره مكتب النائب الاول لرئيس البرلمان خالد العطية، وأوردته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على ان «قائد مجموعة «جند السماء» اسمه ضياء عبد الزهرة كاظم الكرعاوي، من مواليد مدينة الحلة هو شاب هادئ نشأ بعيدا عن المشاكل، وكان مغنيا ويجيد العزف على آلة العود، وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد». وأوضح البيان، الذي استقيت معلوماته من أحد أصدقاء الكرعاوي، «أنه وبعد التخرج من أكاديمية الفنون الجميلة كوّن مجموعة تدعي أنها تمهد لنزول المهدي المنتظر».

وأكد الدكتور علي عبد الله العميد الأسبق لأكاديمية الفنون الجميلة، ان الكرعاوي كان أحد تلامذته في نهاية التسعينات، حيث كان يدرس في قسم الموسيقى. واضاف عبد الله، وهو موسيقار عراقي معروف واستاذ الموسيقى في الاكاديمية، ويحاضر حاليا في المعهد الوطني للموسيقى في عمان، قائلا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف امس، «حسب معرفتي بالكرعاوي، فقد كان طالبا هادئا ومنفتحا فكريا، ولم تكن له أية علاقة بالتدين أو التطرف الديني او الطائفي، بل كان على العكس من ذلك تماما ولطيف المعشر».

وحسب أحد زملاء الكرعاوي «كان هدفه أن يكون مطربا وملحنا في آن واحد، حيث كان يجيد العزف على آلة العود». وقال زميله الذي درس آلة الكمان ويقيم حاليا في مدينة دنهاخ الهولندية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس «إنني استغرب ما اسمعه الآن من أخبار حول الكرعاوي، ولا أستطيع أن أصدق أنه قائد لمجموعة دينية أو طائفية، وربما هناك خطأ في الموضوع أو خلط في الاسماء»، مشيرا الى أن «كل ما أعرفه عن الكرعاوي بعده عن التدين او الطائفية، حيث كنا نجلس في القسم الداخلي، وهو يعزف على العود الأغاني الشائعة، وهو يقول غدا سأكون مطربا مشهورا».

وأضاف زميله الذي رفض نشر اسمه لأسباب أمنية «كيف يمكن لمثل هذا الشخص أن يقود مجموعة شيعية ويقاتل باعتباره المهدي المنتظر أو مرسل من قبله وهو لا يعرف سوى الغناء والموسيقى وجلسات الفرح والمتعة».

وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية أمس، ان التقديرات تشير الى مقتل أكثر من 200 مسلح واعتقال 600 آخر من «جند السماء». وقال علي الدباغ في مؤتمر صحافي «تم قتل أكثر من 200 وجرح 200 في العملية ضد المنظمة الارهابية التي تحصنت في معسكر». لكنه أوضح أن «الخسائر تقديرية حتى الآن (...) والجرحى عددهم حوالى المئتين يعالجون في النجف ومناطق أخرى (...) وتم القاء القبض على عدد كبير بينهم نساء واطفال سيتم الافراج عنهم لأنهم ابرياء».

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع اعلن الثلاثاء ان الحصيلة النهائية للعملية التي استهدفت «جند السماء» بلغت 263 قتيلا و502 أسير بينهم 210 اصيبوا بجروح.

وتابع الدباغ ان «جند السماء جماعة عقائدية دينية مسلحة أرادت الهجوم على الروضة الحيدرية (مقام الامام علي) في النجف «. وأضاف «لا يزال التحقيق جاريا حول ارتباط هذه الجماعة داخليا وخارجيا من الواضح ان قدرات هذه الجماعة ليست ذاتية، بل ان هناك تداخلا بين الاهداف الدينية والأهداف الإرهابية تستعمل العنف المسلح».

وأكد الدباغ «هناك من خمسين الى ستين منزلا متوزعة على عشر مزارع، اقاموا فيها سواتر عسكرية وخنادق تحيط بها ولديهم أجهزة اتصالات ودراجات نارية لمراقبة الطريق، كما كان لديهم اكثر من ثمانين سيارة، ويمتلكون أجهزة خفيفة ومتوسطة». كما كانت «هناك ساحة للتدريب وبطاقات خاصة لدخول المعسكر (...) ومخازن ومطبعة صغيرة لطبع المنشورات ومولدات كهربائية في الموقع، حيث عثر على سجل يضم اسماء افراد المجموعة (...) والتحقيق جار لمعرفة امتدادات ومصادر هذه المجموعة».

وأوصى آية الله السيستاني أمس، بدفن قتلى الجماعة، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مصدر في محافظة النجف رفض الكشف عن اسمه ان «السيستاني افتى بدفن قتلى جند السماء، بعد تقديم استفتاء لسماحته من قبل المسؤولين في المحافظة بخصوص ذلك». واوضح المصدر ان «الادارة المدنية باشرت الدفن في قطعة ارض خصصت لهذا الغرض، وتم ترقيم الجثث بحيث يتمكن ذوو القتلى من التعرف عليهم (...) وسيتم تسليم الاطفال والنساء من ذوي المعتقلين الى ذويهم». وكان متحدث باسم وزارة الدفاع أعلن الثلاثاء ان الحصيلة النهائية للعملية بلغت 263 قتيلا و502 اسير، بينهم 210 اصيبوا بجروح. واعلنت مصادر في مقبرة النجف ان 70% من القتلى، هم من منطقة الهاشمية التابعة لمحافظة بابل جنوب بغداد.