بوش يتحفظ في التعبير عن ثقته بالمالكي ويقول إنه سيحكم عليه من خلال أفعاله

رئيس الوزراء العراقي يدعو واشنطن وطهران لحل خلافاتهما «خارج العراق»

TT

تحفظ الرئيس الأميركي جورج بوش في مقابلة تلفزيونية في التعبير عن ثقته في نوري المالكي قائلا إنه سيحكم على رئيس الوزراء العراقي من خلال أفعاله. من ناحيته دعا المالكي الولايات المتحدة وايران الى حل خلافاتهما «خارج العراق».

وقال بوش متحاشيا الرد بشكل مباشر عن سؤال قناة «فوكس نيوز» الاميركية ان كان يثق بالمالكي؟ «المهم معرفة ان كان يتحرك ام لا، ولا يمكن نيل الثقة الا من خلال القيام بما تقول انك ستفعله»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف بوش «قطع بعض التعهدات معي شخصيا. وقد بدأ في الوفاء ببعض هذه التعهدات». وكان بوش أعرب في السابق لفترة طويلة عن ثقته الكاملة برئيس الوزراء العراقي قبل تقلص هامش المناورة لديه بعد تدهور الوضع في العراق ثم فوز الديمقراطيين في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر (تشرين الثاني). ولم يرد بوش بشكل مباشر على سؤال آخر حول ما اذا كان يعتقد ان المالكي لم يتحرك حتى الان وقال «أقول انه بصدد التحرك. ومعنى ذلك ارسال المزيد من القوات الى بغداد».

ويواجه بوش حاليا كونغرسا يناوئ فيه ليس فقط خصومه الديمقراطيين بل وحتى قسما من أصدقائه الجمهوريين، استراتيجيته الجديدة في العراق التي اعلنها في العاشر من يناير (كانون الثاني) التي يبدو انها احدى آخر الأوراق بيد الرئيس الاميركي. وتتضمن الاستراتيجية ارسال 21500 جندي اميركي اضافي الى العراق وذلك ضد رغبة الاغلبية البرلمانية الجديدة ولكن ايضا ضد اغلبية الاميركيين بحسب استطلاعات الرأي.

وقد يواجه بوش في الايام المقبلة تصويتا في الكونغرس يعارض زيادة عديد القوات الاميركية في العراق. وسيكون مثل هذا المشهد الأشد اثارة بين البيت الابيض والكونغرس حول الحرب في العراق. غير ان بوش قال «لا اشعر اني في وضع المتخلى عنه. ثم ماذا تعتقدون؟ حين تسير الامور بشكل جيد هناك الملايين الذين سيقولون انهم هم الذين وضعوا الخطة (الخاصة بالعراق). أما حين تسير الامور بشكل سيئ فلا يوجد الا واضع واحد للخطة هو أنا».

واستقبل بوش بعد ظهر اول من امس في البيت الابيض بعض منتقديه وخصوصا رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي العائدة من رحلة الى العراق وأفغانستان، على رأس وفد برلماني من الحزبين. وقالت بيلوسي «كان اللقاء مثمرا جدا واتسم باحترام كبير. توصلنا الى نقاط اتفاق للتحديات التي نواجهها هناك». وأوضحت انها أبغلت بوش بملاحظاتها التي كونتها خلال رحلتها.

وتوصل واضعو نصين برلمانيين متنافسين في مجلس الشيوخ حيال الاستراتيجية الجديدة في العراق، الى صيغة تسوية بينهما، حسب ما أعلنت العضو الجمهورية النافذة سوزان كولينز الرئيسة السابقة للجنة الأمن الداخلي في المجلس.

من جهته، دعا المالكي الولايات المتحدة وايران الى حل خلافاتهما خارج العراق، وقال في مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «سي ان ان» الليلة قبل الماضية، ان «هناك صراعا بين ايران واميركا وقلنا للايرانيين وللاميركيين اننا نعلم انه توجد مشكلة بينهما ولكن يجب حل هذه المشكلة خارج العراق». واضاف «لا نريد ان تستخدم القوات الاميركية العراق ميدانا لمهاجمة ايران او سورية ولن نقبل بان تستخدم ايران العراق لمهاجمة القوات الاميركية». وقال نحن مستعدون لبذل جهود لحل المشاكل (بين واشنطن وطهران) اذا كان هذا الامر ممكنا». واضاف «لكننا لن نسمح لايران بلعب دور ضد الجيش الاميركي ولا لأميركا بلعب دور ضد الجيش الايراني. على الجميع احترام سيادة العراق». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أجاز الاسبوع الماضي للقوات الاميركية اعتقال او قتل عملاء ايرانيين يعملون في العراق.