حماس وفتح تشكلان 4 لجان عمل لبحث حكومة الوحدة وتحقيق المصالحة وإعادة تأهيل منظمة التحرير

أبو مازن ومشعل يؤكدان في افتتاح لقاء مكة: لن نخرج إلا متفقين

TT

انطلقت بعد ظهر أمس في قصر الصفا المطل على رحاب الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جلسات الحوار الوطني الفلسطيني. وسيسعى الحوار الذي يشارك فيه وفدان من حركتي فتح برئاسة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) وحماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، لوضع حد للاقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي اسفر حتى الان عن مقتل حوالي 66 شخصا من الطرفين، وايجاد مخرج لأزمة حكومة الوحدة الوطنية اضافة الى اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية ومناقشة الوضع الداخلي وقضية الاجهزة الامنية.

وبدأ الحوار في جلسة مفتوحة حضرتها وسائل الاعلام والصحافة، في قصر الصفا وهو القصر الذي يستقبل فيه العاهل السعودي ضيوفه في المدينة المقدسة في حوالي الساعة العاشرة صباحا حسب توقيت غرينتش (الواحدة من بعد الظهر حسب التوقيت في المملكة العربية السعودية). والقى الرئيس ابو مازن كلمة مقتضبة تبعتها كلمة لمشعل ومن ثم رئيس الوزراء اسماعيل هنية.

وفي كلماتهم، التي تبعث على التفاؤل، اعلن القادة الثلاثة انهم لن يغادروا مكة المكرمة الا باتفاق حول مجمل القضايا. وقال نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني لـ«الشرق الاوسط»: «ان لقاء مكة بدأ بكلمات افتتاحية من ابو مازن ومشعل وهنية، من دون حضور الملك عبد الله. لكن عقب الافتتاح اقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء على شرف المشاركين».

واكد عمرو ان الحوار لن ينطلق من نقطة الصفر، بل سيكون مبنيا على أساس ما جرى التوصل اليه سابقا من نتائج في موضوع البرنامج السياسي وتوزيع الحقائب الوزارية. وحسب عمرو فان الحوار الجدي بدأ بعد الغداء. واوضح أن وفدي فتح وحماس سيعقدان جلسة مسائية تتشكل فيها لجان لمناقشة القضايا المختلف عليها، كل على حدة. وهذه القضايا هي: اولا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبرنامجها السياسي، وثانيا المصالحة الداخلية وتعميق الوفاق الوطني ووقف الاقتتال الدامي، وثالثا تعزيز اسس التعاون والشراكة بين فتح وحماس، واخيرا اعادة هيكلة منظمة التحرير واعادة احيائها وتأهيلها.

واوضح عمرو ان اللقاء سيتواصل ولن يكون مربوطا بسقف زمني، لكنه لا يتوقع ان يطول اكثر من اللازم. وحسب قوله فان الامور ستتبين خلال الساعات القليلة وستعرف النوايا.

وقال ابو مازن في كلمته «لن نخرج من هذا المكان المقدس الا ونحن متفقون. لن نخرج من لقاء مكة المكرمة إلا متفقين على الخير وبالخير».

وقال ابو مازن: «أقول لأهلنا أبشروا، وأرجو ألا تكون كلمة في الهواء، نريد أن نخرج من هذا المكان المقدس متفقين». واعتبر أبو مازن ما حدث خلال الأيام الأخيرة على الساحة الفلسطينية بمثابة «نكبة من النكبات لا نريد أن تتكرر، أو أن تعود بأي حال من الأحوال، ولا لهذه الدماء أن تسفك»، واصافاً إياها بـ«الأيام السوداء». وشدد على أن «شعبنا بحاجة إلى الأمن والأمان، كي نحل مشاكله، ونصل به إلى شاطئ الأمان». وتابع القول «نريد أن نشكل حكومة وحدة وطنية، لأنها مطلب الجميع».

وتحدث بذات النفس مشعل الذي قال في كلمته التي عقبت كلمة ابو مازن «جئنا لنتفق ولن نغادر هذا المكان الا متفقين. لا مجال لنا الا ان نتفق». واضاف «على المجتمع الدولي ان يحترم اتفاقنا ويعترف بواقعنا الفلسطيني ويتعامل معه بجدية» داعيا المجتمعين الى «حوار على قاعدة الانفتاح والاخوة والمحبة»، وشدد على أهمية الشراكة بين الفصيلين الكبيرين، «لننطلق إلى أهدافنا وهمومنا وآمالنا».

وقال مشعل: «جئنا إلى هذا المكان المبارك إرضاءً لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم من أجل شعبنا الذي يقاسي ويعاني الكثير، سواء تحت الاحتلال أو في الهجرة والتشريد والشتات، من أجل أسرانا وأسيراتنا الذين يتطلعون إلى وحدتنا وإلى انطلاقة جديدة لمسيرة العمل الوطني الفلسطيني ووفاءً لدماء شهدائنا الذين غذوا هذا الطريق المبارك، واختلطت دماؤهم الفتحاوية والحمساوية ومن كل الفصائل المباركة» وأضاف «إننا جئنا من أجل أن يتفرغ الفلسطينيون وقادتهم وفصائلهم للملفات الكبيرة لاستعادة الأرض واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الحقيقية، وإنجاز كل ملفاتنا الأساسية في مواجهة الاستيطان والجدار وقضية القدس وحق العودة وتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية». وشدد بالقول «إننا، إن شاء الله، نطوي صفحة الخلافات الداخلية، نعزز وحدتنا الوطنية ثم نمضي بعون الله تعالى بهذه الروح الوحدوية».

ودعا مشعل في ختام الجلسة مناصري وناشطي حماس وفتح الى ان «يلتزموا وينضبطوا انضباطا كاملا دون اي تجاوزات» في الشارع الفلسطيني.

اما هنية، فقال «إننا لن نرجع إلى فلسطين ليضرب بعضنا رقاب بعض» وأضاف «اننا سنحمل إلى شعبنا بشارات اتفاق يوحد كلمتنا» وتابع القول «أنا أعتقد أننا أحوج ما نكون إلى ميثاق شرف منطلق من النداء النبوي العظيم، لنؤكد إن شاء الله أن دماءنا وأعراضنا وأموالنا ومؤسساتنا ومقدراتنا هي حرام علينا جميعا».

وأكد هنية، أن الهدف الفلسطيني واحد، هو كيف نقيم الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين والإفراج عن الأسرى والمعتقلين. وشدد على أن القدس أمانة في أعناق الأمة لحمايتها وحماية المسجد الأقصى المبارك.