تضارب حول انطلاق خطة بغداد الأمنية.. ومقتل 7 جنود أميركيين بسقوط هليكوبتر

مكتب المالكي قال إن عمليات جرت أمس تتعلق بتعزيز أمن الأعظمية

TT

تضاربت المعلومات امس عن انطلاق الخطة الامنية الجديدة لبغداد، تحت شعار «خطة فرض القانون» بين تأكيد الجيش الاميركي لبدء تطبيقها، ووصف مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي لعمليات جرت في بعض مناطق العاصمة، بأنها لتعزيز الأمن فيها، اثر ورود معلومات عن مجيء مسلحين اليها. من ناحية ثانية، اكد الجيش تحطم طائرة هليكوبتر تابعة له شمال غرب العاصمة ومقتل 7 جنود كانوا على متنها. وقال الميجور جنرال وليام كالدويل، ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول موعد البدء بتطبيق الخطة الامنية، ان «الخطة تنفذ بشكل كامل في الوقت الذي اتحدث فيه معكم»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتتضمن الخطة نشر حوالي 85 الف عسكري اميركي وعراقي في شوارع بغداد لفرض الأمن. وتهدف الخطة الى كبح اعمال العنف المذهبي خصوصا. وكان مصدر اميركي قد اعلن ان قوة عراقية اميركية مشتركة بدأت عملية عسكرية في حي الاعظمية السني، موضحا انها جزء من خطة اعادة الأمن الى العاصمة.

وقال الميجور روبي بارك من لواء سترايكر «ان القوة الاميركية والعراقية تقوم بعملية تمشيط في الاعظمية، كجزء من الخطة الامنية الجديدة، بمشاركة ثلاث كتائب من الفرقتين السادسة والتاسعة من الجيش العراقي والشرطة الوطنية». وتضمنت العملية تفتيش عشرات المنازل في الاعظمية وحولها، حيث عثرت على «كميات كبيرة من الاسلحة». لكن مصدرا مقربا من رئيس الوزراء نوري المالكي، اكد في وقت لاحق ان العملية «تتعلق بتشديد الامن حول منطقة الاعظمية، اثر تلقي معلومات عن وصول مقاتلين الى هناك». وافاد سكان في مناطق اور والشعب والبلديات (شرق)، بأن قوات مشتركة شنت حملة دهم وتفتيش اعتقلت خلالها عددا غير محدد من الاشخاص. وقد انتشرت اول من امس قوات تابعة للشرطة وبشكل كثيف قرب مداخل مدينة الصدر، معقل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر. كما لوحظ تمركز دبابات وعربات مدرعة تابعة لقوات الجيش في شوارع متفرقة في مناطق اخرى. وفي وقت لاحق، قال ضابط اميركي رفيع المستوى، ان «خطة أمن بغداد والتحضيرات المرافقة لها تمضي قدما، وهذا كله جزء منها وبالتالي لا يمكن القول انها تبدأ في يوم محدد».

كما أكد الجيش الاميركي أمس سقوط طائرة نقل هليكوبتر قرب العاصمة العراقية بغداد، لكنه رفض التعليق على حجم الخسائر في الارواح. وقال كالدويل المتحدث باسم الجيش «أسقطت طائرة طراز سي. اتش46 »، مشيرا الى طائرة من طراز «سي نايت» ذات المروحتين، التي يمكن أن تحمل ما يصل الى 25 راكبا، بالاضافة الى طاقم مكون من أربعة أفراد وفي وقت لاحق أكد الجيش الاميركي مقتل 7 من جنوده في الحادث. وهذه الطائرة هي النسخة المخصصة لمشاة البحرية الاميركية من طراز تشينوك. ونسبت وكالة رويترز الى كولدويل أن الطائرة سقطت على بعد نحو19 كيلومترا شمال غرب بغداد. ولم يقل ما اذا كانت أسقطت بسبب خلل فني أو بفعل نيران أرضية. وقال كولدويل «هناك قوة للاستجابة السريعة في موقع الحادث. لن يكون من الملائم بالنسبة لي الحديث عن الخسائر». وتبنى تنظيم القاعدة في العراق، في بيان على الانترنت أمس، اسقاط الطائرة في منطقة الكرمة، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الجيش الاميركي قد أعلن الاحد انه يعدل تكتيكاته في العراق بعد سقوط أربع طائرات هليكوبتر في الاسابيع الاخيرة. وتم اسقاط هذه الطائرات الهليكوبتر في أربعة حوادث منفصلة قتل فيها 21 جنديا ومتعاقد أمن اميركيا. وسقطت عشرات من طائرات الهليكوبتر الاميركية بعضها اصيب بصواريخ أو نيران مدفعية في القتال الدائر في العراق منذ اربع سنوات. لكن العدد المرتفع للطائرات التي سقطت في مثل هذه الفترة القصيرة، اثار تساؤلات بشأن ما اذا كان المسلحون قد غيروا تكتيكاتهم أو يستخدمون أسلحة أكثر تعقيدا.

من ناحية ثانية، اعلنت وزارة الدفاع العراقية، ان قوات الجيش تمكنت خلال عمليات عسكرية في مختلف المناطق من «قتل 14 ارهابيا والقبض على 13 اخرين، واعتقال عشرات المشتبه فيهم خلال فترة 24 ساعة». واضاف بيان للوزارة ان الجيش المنتشر في منطقة الرمادي (110 كم غرب بغداد)، كبرى مدن محافظة الانبار المضطربة، تمكن من «قتل عشرة ارهابيين واعتقال اخرين من المشتبه فيهم»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع ان «ارهابيين اثنين قتلا في بغداد والقي القبض على ثمانية آخرين وتم اعتقال خمسة من المشتبه فيهم كما قتل ارهابيين اثنين وقبض على خمسة آخرين في منطقة الموصل (370 كم شمال بغداد)». وتعلن وزارة الدفاع من وقت لآخر مقتل عدد من «الارهابيين» والقبض على اخرين.