مشعل: جئنا لنتفق ولا مجال أمامنا إلا الاتفاق

TT

* جئنا إلى هذا المكان المبارك إرضاءً إلى الله سبحانه وتعالى أولاً ثم من أجل شعبنا الذي يقاسي ويعاني الكثير سواء تحت الاحتلال أو في الهجرة والتشريد والشتات من أجل أسرانا وأسيراتنا الذين يتطلعون إلى وحدتنا وإلى انطلاقة جديدة لمسيرة العمل الوطني الفلسطيني، ووفاءً لدماء شهدائنا الذين غذوا هذا الطريق المبارك واختلطت دماؤهم الفتحاوية والحمساوية ومن كل الفصائل المباركة، ومن أجل جرحانا ومعوقينا والذين دفعوا ضريبة الوطن، ومن أجل إخواننا وأخواتنا على أرض الوطن وفي الشتات ومن أجل جماهير أمتنا العربية والإسلامية الذين تعيش فلسطين والقدس والأقصى في قلوبهم، وساءهم اختلافنا، اختلافنا السياسي، وساءهم أكثر اختلافنا في الميدان وما نزف من دماء ما كان لها أن تنزف إلا في وجه العدو الصهيوني.

جئنا من أجل قضية الأقصى والقدس، التي هي كما ذكر أخي أبو مازن العدو الصهيوني يستغل ظروف كثيرة ليتقدم بهذه الخطوات العدوانية على مقدساتنا وعلى أرضنا المباركة، جئنا إلى هذا المكان المبارك من أجل أن يتفرغ الفلسطينيون وقادتهم وفصائلهم للملفات الكبيرة لاستعادة الأرض واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الحقيقية، وإنجاز كل ملفاتنا الأساسية في مواجهة الاستيطان والجدار وقضية القدس وحق العودة وتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية، جئنا إلى هذا المكان بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله وجزاه الله عنا خيراً ـ، ونحن وكما ذكر الأخ أبو مازن كلنا نتقدم بالشكر للمملكة ولقيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ جزاه الله وإخوانه وقادة المملكة خير الجزاء ـ ونحن حقيقة جئنا لنتفق، ولا مجال أمامنا إلا أن نتفق، تكفينا حرمة المكان، فنحن على مشارف الكعبة المشرفة التي نتشرف أن نكون حولها، وقد صلينا الآن صلاة الظهر بفضل الله وحرمة الزمان فنحن في الأشهر الحرم، ومتأثرون بحرمة الدماء ومتأثرون برعاية الأشقاء وبحرص شعبنا وأمتنا بأن نتفق ـ إن شاء الله ـ وأنا أطمئن إخواننا وأهلنا في فلسطين وخارج فلسطين وأمتنا أننا بإذن الله لن نبرح هذا المكان إلا متفقين، وليس أمامنا إلا أن نتفق، جئنا بهذه النية والإرادة وإن شاء الله تعالى بصدقنا، بصدق نوايانا، وبحرصنا المشترك، الله تعالى سوف يرحمنا وسوف يوفقنا وسوف ينزل علينا السكينة والطمأنينة، لنخرج من هذا المكان المبارك متفقين ـ إن شاء الله ـ، فأمامنا هموم كبيرة نريد أن نواجه كل التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، آن لهذا الشعب بعد أن يوحد صفه، وأن تنطلق قيادته معاً، آن له أن يتخلص من الاحتلال، آن له أن يستعيد حقوقه، آن له أن يعيش ككل الشعوب آمناً مطمئناً، وأن يكون له سيادة حقيقية وأن يملك مفاتيح قراره في كل مفاصله، وآن لهذا الشعب المشرد أن يعود لأرض الوطن، وآن لهذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه، إن شاء الله نحن معنيون بهذه المسؤولية الوطنية، ونحن أيضاً نشكر الأخ الرئيس أبو مازن وإخواننا في حركة «فتح»، وإخوانكم في «حماس» قدموا بهذه الروح، ورغم بعض المزعجات كالتي جرت بالأمس، مع ذلك أخوانكم أصدروا تعليماتهم في حركة «حماس» لإخوانهم في الميدان أن يصبروا وأن يكظموا غيظهم وأن يعضوا على جراحهم من أجل الوطن من أجل هذه القضية المقدسة، فإن شاء الله بهذه الروح قدمنا وبهذه الروح سندير حواراتنا، وأنا أؤكد العناوين التي ذكرها أخي أبو مازن، ولكن أعبر عنها بالطريقة التالية:

نحن نريد ان نتوحد وأن نحقق شراكة حقيقية، مخلصين، شراكة بين الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية «فتح» و«حماس»، نريد هذه الشراكة ننطلق من خلالها لكل أهدافنا وهمومنا وآمالنا، وأنا اعتقد أن المجتمع الدولي لا يسعه إذا وجدنا موحدين إلا أن يحترم إرادتنا، لا يسع هذا المجتمع الدولي إلا أن يحترم اتفاقنا وتفاهماتنا، ومن ثم يرفع الحصار الظالم عنا، ويعترف بواقعنا الفلسطيني، ويتعامل معه بجدية، أنا واثق، بهذه الروح نعمل شراكة فلسطينية حقيقية وعلى أساسها تتشكل حكومة، ونتفاهم سياسياً، وننهي كل المشكلات الداخلية بوفاق وطني ومصالحة وطنية، وأيضاً نعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية ونبني بيتنا الفلسطيني، ونمضي معاً ـ إن شاء الله ـ وننسق مع أمتنا العربية والإسلامية ثم نتجه بعد ذلك إلى المجتمع الدولي. شعبنا الفلسطيني لا يطلب المستحيل. أخي أبو مازن الشعب الفلسطيني يطلب حقوقه المشروعة، وعلى المجتمع الدولي أن يحترم هذه الإرادة، إن شاء الله اليوم نطوي صفحة الخلافات الداخلية، نعزز وحدتنا الوطنية، ثم نمضي بعون الله تعالى بهذه الروح الوحدوية، نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً للخير، وأنا أدعو إخواني في الحركتين، ونحن شعب واحد، دماؤنا اختلطت في الانتفاضة الأولى والثانية، أدعو الجميع أن يتكلم وأن يحاور على هذه القاعدة، قاعدة التوافق والأخوة والمحبة، نحن في النهاية لنا عدو واحد، وقضيتنا واحدة، وليس لنا معركة إلا معركة ضد الاحتلال، وعلى هذه القاعدة سنمضي ـ إن شاء الله ـ وأسال الله تعالى التوفيق لنا.