الجيش الأميركي يؤكد والتيار الصدري ينفي: مغادرة مقتدى الصدر إلى إيران

الداخلية العراقية تسلمت قائمة أميركية بمطلوبين.. ومصادر برلمانية أكدت «فرار» قيادات جيش المهدي

TT

تضاربت المعلومات أمس حول مكان وجود مقتدى الصدر، بين تأكيد مسؤولين عسكريين مغادرته الى الخارج، وربما ايران، ونفي مساعدي الزعيم الشيعي ذلك وتأكيدهم أنه موجود في العراق. وكشف مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الأوسط» عن تسلم الوزارة قائمة من القوات الاميركية بشخصيات شيعية وسنية يجب ملاحقتها.

واعلنت عدة محطات تلفزة اميركية الليلة قبل الماضية، مغادرة الصدر الى ايران. وأكد الناطق الرسمي باسم القوات القوات الاميركية الميجور جنرال ويليام كولدويل، في مؤتمر صحافي بعد ظهر امس في بغداد، ردا على سؤال حول هذه التقارير، «نعم معلوماتنا تشير الى انه غادر العراق ويبدو انه في ايران». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، رفض كولدويل الكشف عن اسباب مغادرة الصدر للعراق، وقال «اننا نتابع مقتدى الصدر بدقة، ولكن لا يمكنني ان اتحث عن اسباب مغادرته». وقالت محطة «اي بي سي» الاميركية الليلة الماضية، استنادا الى مصادر قريبة من مسؤولين عسكريين كبار، ان الصدر قد يكون غادر العراق برا الى ايران، وقد يكون ذهب الى ايران مع مسؤولين من تياره.

ونفى مسؤولون من التيار الصدري هذه المعلومات، واعتبروا ان الربط بين مغادرته وبدء تطبيق الخطط الامنية العراقية والاميركية الجديدة، امر «مضحك». وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي نصار الربيعي ان «هذا كلام مضحك، فهل لم يتمكن أكثر من 130 الف جندي اميركي موجودين بالفعل في العراق مقاومة السيد مقتدى الصدر وسوف تستطيع القوات الاميركية الان مع وصول 20 الف جندي اضافي مقاومته». وقال ان «مقتدى الصدر موجود في العراق ويمارس عمله بشكل طبيعي»، ولكنه رفض الافصاح عن المكان الذي يوجد فيه، على وجه التحديد. واكد باسم العذاري عضو مكتب الصدر في النجف، ان «سماحة السيد ما زال موجودا في النجف ولم يغادر الى أي مكان آخر وهذه الاخبار عارية من الصحة ولا اساس لها اصلا». وفي طهران، نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، عن مسؤول لم تذكر اسمه، ان الصدر لم يدخل الى ايران.

وكانت وزارة الدفاع الاميركية، قد وصفت ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر، بانها اكثر المجموعات المسلحة خطرا في العراق، واتهمتها بقتل عشرات من السنة العراقيين في هجمات طائفية.

كما أكد عضو في مجلس النواب العراقي، ومن كتلة الائتلاف العراقي الموحد، الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم، الذي يشكل التيار الصدري ربع اعضائه تقريبا، لـ«الشرق الأوسط» ان «عددا كبير من قيادات التيار الصدري وجيش المهدي غادرت الى ايران مؤخرا»، مشيرا الى ان مغادرة هؤلاء «بدأت تدريجية منذ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش استراتيجيته الجديدة في العراق، وتصاعدت الى ما قبيل بدء تطبيق الخطة الامنية الجديدة التي اعلن اليوم (امس) نوري المالكي رئيس الحكومة بدء تطبيقها رسميا». واضاف ان «غالبية من اعضاء مجلس النواب من التيار الصدري تغيبوا عن اجتماعات المجلس مؤخرا، بحجة انهم في ايران لزيارة الامام الرضا في مدينة مشهد (شمال ايران)». وقال ان «هناك قيادات من الصفين الاول والثاني في جيش المهدي اعرف انها غادرت الى ايران»، مشيرا الى ان «احد قادة جيش المهدي أسر لي بأن استراتيجية الرئيس بوش الجديدة والخطة الامنية للمالكي، انما تستهدفان وجود جيش المهدي وعلينا تهدئة الامور حاليـا».

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الاوسط» أمس مع رجل اعمال عراقي من اهالي النجف ويحمل لقب الخفاجي، اوضح ان «افراد جيش المهدي انسحبوا من ساحة النجف، حيث كنا نلاحظ بوضوح وجودهم المسلح في شوارع واسواق وميادين المدينة، وجاء غيابهم فجأة، خاصة بعد معركة الزركة (الزرقاء) التي جرت في بداية شهر محرم قرب النجف».

وفي مدينة قم الايرانية قال رجل دين شيعي يدرس في حوزة قم، انه التقى باثنين من قيادات جيش المهدي اللذين قالا «انهما في زيارة للامام الرضا في مشهد، وكذلك للبقاء بعض الوقت في قم». واضاف رجل الدين المتحدر من مدينة النجف قائلا لـ«الشرق الاوسط»: «عرفت عن طريق مجموعة من الاصدقاء المقربين عن وصول بعض قادة التيار الصدري وجيش المهدي لايران وبعضهم مقيم في طهران».

كما كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الأوسط» عن ان «القوات الاميركية قدمت للاجهزة الامنية قوائم باسماء بعض المطلوبين، واعتبرتها اهدافا ملزمة التحقيق خلال تنفيذ الخطة الامنية». واضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان «الاهداف المشمولة لا يمكن الكشف عنها الا من قبل اعلى المستويات في الدولة، وان القوات التي ستقوم بهذه المهام ليس لها أي علم بهذه الاهداف، التي تشمل اسماء زعماء لجماعات ومن كافة الاطراف، أي من السنة والشيعة وغيرها، وجميعهم مدانون بجرائم القتل واثارة النعرات الطائفية واعمال تندرج ضمن الاعمال الارهابية واستهداف التجمعات البشرية، وجميع المعلومات المتوفرة جمعت بطرق استخباراتية غاية في الدقة والسرية».