اتفاق مكة في قلب «الجنادرية 22»

رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري يشبه الملك عبد الله بـ«صلاح الدين الأيوبي»

TT

ركزت الكلمات التي تليت مساء أمس في الحفل الخطابي والفني عند افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 22)، الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على اتفاق مكة الذي جمع الأطراف الفلسطينية المتناحرة الأسبوع الماضي، وتوج بتفاهم فلسطيني يكفل وقف الاقتتال، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وعلى مدى خمس دقائق، صفق جمهور وحضور حفل افتتاح مهرجان الجناردية الذين حضروا للمشاركة فيه منذ وقت مبكر، ترحيبا بقدوم الملك عبد الله بن عبد العزيز، في مظهر احتفالي كبير، قد يكون الأول من نوعه بهذا الحجم.

وأكد الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، مساعد رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، أن لقاء مكة الأخير الذي دعا إليه الملك عبد الله بن عبد العزيز، جاء نتيجة حرص الملك السعودي على قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

ورأى الأمير متعب بن عبد الله، في اتفاق مكة، انه سينهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويأخذ بأيديهم إلى بر الأمان، إضافة الى والخروج من مأزق الفرقة والشتات، ليتواصل كفاحهم بعيدا عن الصراعات الداخلية، التي تهدف إلى تثبيط عزيمة أبناء فلسطين، وإضعاف قوتهم، وتشتيت كلمتهم، واستنزاف كراماتهم، بصراعات داخلية تأخذهم بعيدا عن هدفهم المنشود ورايتهم الوطنية. وأضاف أن الملك عبد الله، وهو القريب لوطنه ومواطنيه، تجاوز بحكمته العالية هموم هذا الوطن إلى قضايا الأمة والوطن العربي الكبير «فتسعى إلى جمع أبناء النضال الواحد، والهدف والمصير المشترك، في رحاب بيت الله الحرام، بمكة المكرمة، لتحقن الدماء، وتوحد صف أبناء فلسطين الغالية، لتستمر مسيرة الشعب الفلسطيني الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود والتضحية طيلة العقود الماضية».

واسترجع الأمير متعب بن عبد الله اللمحة التاريخية لمنطقة الجنادرية في شكلها الحالي، والتي كانت في السابق مضمارا لسباق الهجن، حتى أصبحت تمثل اليوم مدينة متكاملة مثل مصدر لوحدة وأبناء السعودية، حيث تحولت الجنادرية اليوم إلى ملتقى للثقافة والتراث.

ولفت الأمير متعب إلى الأهمية التي يوليها الملك عبد الله لمهرجان الجنادرية، وحرصه على أن يكون للمهرجان نشاط ثقافي لمناقشة قضايا الأمة، بما يكفل اجتماع الصف ووحدة الكلمة وفتح آفاق الحوار البناء والهادف، والإسهام في رفعة الأمتين العربية والإسلامية.

وامتدادا لموضوع اتفاق مكة، نوه الدكتور أحمد راشد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري، في كلمة ألقاها نيابة عن الوفود المشاركة في مهرجان الجنادرية، باتفاق مكة، والذي قال إنه نزع فتيل الحرب الأهلية التي نشبت بين الأطراف الفلسطينية المتناحرة.

واعتبر الدكتور راشد أن وثيقة مكة التي خطت في أطهر بقاع العالم، درة في تأريخ الوئام العربي، حيث ساهمت في رأب الصدع وتوحيد الصف.

وعلى الرغم من تزامن عمليات الحفر والتخريب التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية بجوار مسجد الأقصى، مع أول أيام لقاء مكة، إلا إن هذه الحفريات لم تؤثر على مستوى الحوار الدائر بين الفرقاء الفلسطينيين. وقال راشد إن اتفاق مكة أبلغ إجراء اتخذه الفلسطينيون ردا على تلك الحفريات الغاشمة.

وشبه رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري، الملك عبد الله بن عبد العزيز بصلاح الدين الأيوبي في طريقته في التعامل مع القضية الفلسطينية، بانتهاجها نهج إصلاح ذات البين، معتبرا أن اتفاق مكة هو الخطوة الفعلية الأولى، نحو تحرير القدس من براثن الغاصبين.

وقد كرم الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأديب والمفكر السعودي حسن الهويمل، بتقليده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، نظير جهوده في دعم الحركة الفكرية، وهو الذي كان يحتل موقعا بارزا في نادي القصيم الأدبي.

وشاركت مجموعة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين قدموا من مركز الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة جدة، في حفل افتتاح مهرجان الجنادرية يوم أمس.

وكانت الانطلاقة الأولى لمهرجان التراث والثقافة الثاني والعشرين قد بدأت عصر أمس، بسباق الهجن، الذي شارك فيه قرابة الـ230 مشاركا، واستمر زهاء الـ45 دقيقة، وانتهى بتتويج خمسة فائزين.

وفي نهاية الحفل الخطابي الذي أقيم مساء أمس، عرض أوبريت «أرض المحبة والسلام»، المكون من 11 لوحة استعراضية، حيث شارك في غنائه كل من الفنانيين: محمد عبده، وعبادي الجوهر، وخالد عبد الرحمن، وعباس إبراهيم> وكتب كلماته الشاعر خلف الخلف، ولحنه موسيقيا الفنان السعودي رابح صقر> فيما أعد سيناريو وحوار الأوبريت علاء حمزة، وأخرجه مسرحيا المخرج فطيس بقنة.