الأمير سعود الفيصل: بحثنا مع روسيا التعاون في المجال النووي السلمي والتسليح

أكد أهمية إيران وأعرب عن تطلع الرياض إلى اتفاقات وأفعال على الواقع معها

TT

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أنه تم خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض أخيراً، العرض المقدم من موسكو المتعلق بالطاقة النووية، والذي قدمه خلال لقائه برجال أعمال سعوديين وروس في آخر أيام زيارته للسعودية.

وقال الأمير الفيصل خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض، انه ليست هناك أية عوائق للتعاون في شتى المجالات فيما يتعلق بالجانبين التسليحي من جهة والطاقة النووية من جهة اخرى مع روسيا.

وأضاف أن المباحثات التي تعلقت بالجانب التسليحي لبلاده، جرت وفق ما تتطلبه الرياض من تسليح، ووفقا لما يتوفر لدى روسيا مما تحتاجه المملكة من تلك المعدات، غير أنه لم يحدد نوعية الأسلحة المعروضة والمطلوبة بين البلدين.

وجرى خلال مباحثات المسؤولين السعوديين والروس، نقاش موسع، حول العرض الروسي النووي. وقال الأمير سعود الفيصل أنه جرى خلال زيارة بوتين اتصالات في هذا الجانب، بمشاركة أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، للاستفادة من الطاقة النووية في البرنامج الخليجي المشترك الذي أقرته قمة جابر الخليجية والتي عقدت في الرياض أواخر الثلث الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأبدى الأمير سعود الفيصل حرص بلاده بأن يشكل البرنامج النووي الخليجي المشترك، معيارا لاستخدام الطاقة النووية بالطرق التي تتماشى مع شروط وبروتوكولات منع انتشار الأسلحة النووية، وعدم الدخول في سباق تسلح.

وعبَر وزير الخارجية السعودي، عن ارتياح حكومة بلاده للزيارة التي قام بها الرئيس الروسي خلال الأيام الماضية، والنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها انطلاقا من الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الدولتين وأهمية تكثيف التعاون والعمل المشترك في خدمة العلاقات الثنائية وتطويرها في كافة المجالات، وخدمة القضايا الإقليمية والدولية والاقتصاد العالمي.

إلى ذلك، رفض الأمير سعود الفيصل الخوض في تفاصيل اتفاق مكة الذي وقع بين الأطراف الفلسطينية المتناحرة، وهو الاتفاق الذي توصل إليه الفرقاء الفلسطينيون بمحض إرادتهم، انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية، على حد تعبيره.

وفي الوقت الذي أبدى فيه الأمير سعود الفيصل أمله في أن يحظى اتفاق مكة بالدعم الدولي المطلوب بما يرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ويمهد الطريق لاستئناف عملية السلام، دعا في المقابل كل من له قوة في العالم إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني إنسانيا، وهو الذي واجه هذا الاتفاق بفرح عارم، حتى يشعروا بتحسن أوضاعهم وتحسن أحوالهم المعيشية.

واعتبر أن الترحيب الشعبي الكبير الذي لقيه اتفاق مكة من الشعب الفلسطيني، تأكيدا على نهجه الذي يريد أن يسير عليه، وهو ما عده ضمانة حقيقية لمستقبل مدعوم بالتوافق الفلسطيني، مشيدا في الوقت ذاته بتوافق الأطراف الفلسطينية على وقف الاقتتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما عده مؤشرا إيجابيا. وجدد وزير الخارجية السعودي استنكار بلاده الشديد، لاستمرار الحفريات الإسرائيلية بجوار المسجد الأقصى، وهو ما اعتبره إمعانا في الاستفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم.

عراقياً، ذكر الأمير سعود الفيصل أن بلاده تبذل استحكامات كبيرة على الحدود السعودية العراقية، لمنع العبور غير المشروع، وقال إن السعودية تبذل جهدها في هذا الإطار.

وفي تعليقه على موضوع المعتقلين السعوديين في السجون العراقية، أكد وزير الخارجية حرص بلاده على تسخير كافة إمكاناتها لاستعادة أي مواطن لها تم اعتقاله خارج البلاد، حتى تتم إعادتهم سالمين لأرض الوطن. وتأتي تصريحات الأمير سعود الفيصل حول موضوع المعتقلين السعوديين، بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، والتي لفت فيها إلى وجود مباحثات بين السعوديين والعراقيين للتنسيق الأمني وتبادل المطلوبين.

وقال الفيصل أمس، إنه عقد جلسة مباحثات مطولة مع نظيره العراقي، تناولت تطورات الأوضاع على الساحة العراقية. وعبَر عن أمل بلاده في أن تحقق الجهود المبذولة أهدافها في توطيد الأمن في العراق، والقضاء على جميع مصادر العنف والإرهاب والميليشيات المسلحة دون تفرقة أو تمييز، وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة أبناء الشعب العراقي عبر مراجعة الدستور والتوزيع العادل للثروة.

وفي الشأن اللبناني، أعرب وزير الخارجية السعودي، عن تنديد حكومة بلاده بحادث التفجير الإجرامي الذي شهده لبنان أمس الأول، خاصة وأن (اليوم) أمس، يمثل ذكرى أليمة لحادث الاغتيال الإجرامي لرئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، والذي أثبتت الأحداث فداحة الخسارة بفقدانه لبنانيا وعربيا.

وجدد الفيصل الدعوة لجميع القيادات اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية وانتهاج سبيل الحوار لحل الخلافات القائمة للحفاظ على أمن لبنان واستقراره ووحدته واستقلال قراره السياسي.

وفي موضوع المباحثات القائمة بين الرياض وطهران، قال الفيصل إن تلك المباحثات لم تخرج ببيان محدد، إلا أنه ذكر أن الإيرانيين لا يزالون يؤكدون أنهم ساعون لتأكيد الأمن والسلام في المنطقة.

وقال أن بلاده حينما تجري مباحثات مع طهران، فإنها تأخذ صورة حوار الجار للجار، فضلا عن الأهمية التي تمثلها إيران في المنطقة. وقال: لقد اعربوا مؤخرا عن قلقهم من تقسيم العالم الإسلامي بين شيعة وسنة ونحن قلقون بخصوص هذا الأمر ونتمنى ان لا يحدث..

واعرب عن تطلعه ليس للمناقشات والمباحثات فحسب بل إلى اتفاقات وأفعال على الواقع.. وقال الأمير سعود الفيصل نحن ننتظر افعالا من جانب ايران، ونحن نقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف المسلمين. وأضاف الفيصل، «سعينا مع بعضنا البعض للنقاش حول ما هو ممكن عمله للاتفاق عليه على أرض الواقع ليس فقط لتجنبه بل للتأكيد على ألا يقع». وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده لا تعمل على دعم حزب على آخر، لتقوية جهة على أخرى، وقال «لذا نحن بحثنا ما يمكن عمله لصالح إيران، كما نعمل لكافة الطوائف في العالم الإسلامي».

وعن وجود مقترح حول تخصيب اليورانيوم في دولة محايدة خارج المنطقة قال إن الإيرانيين تحدثوا عن تخصيب اليورانيوم وهم يتفاوضون في ذلك كما تعرفون مع الأوروبيين.. لقد قدم الأوربيون مقترحا حول تخصيب اليورانيوم من خلال الاتحاد في دولة محايدة.

وفي موضوع آخر، نفى الامير سعود الفيصل أن تكون لبلاده نية للانضمام لحلف الناتو، على خلفية الزيارة التي قام بها مسؤول رفيع في الحلف إلى السعودية أخيرا. وقال الفيصل «إنه ليس هناك مجال للانضمام».