فورد فريكر مصرفي علمه تحرك المال أصول السياسة

رشحه بوش ليكون سفيرا لواشنطن في الرياض وينتظر اختبار الكونغرس الشفهي

TT

السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة ودائما ما يستفيدان من تقاربها في تقوية أواصر العلاقات سواء باستخدام الشق الأول للثاني، أو العكس أن يكون الاقتصاد محفزا للسياسة. والعلاقات السعودية الأميركية دائما ما تحرص الإدارتان في البلدين على توطيدها في شقيها السياسي والاقتصادي. ويعد السفير الاميركي الجديد في السعودية فورد فريكر والذي رشحه الرئيس جورج بوش لمنصب سفير واشنطن في الرياض وينتظر موافقة الكونغرس عليه، انه جمع خلال مساره المهني بين «السياسة والاقتصاد».

ويقول توبي جونز الباحث في معهد «اميركان انتربرايز» إن اختيار مصرفي مرموق مثل فريكر في بلد يعد من أهم بلدان الشرق الاوسط، يعكس الى حد كبير رغبة الادارة الحالية (إدارة الرئيس بوش) في توطيد أكثر لعلاقات اقتصادية متينة بين البلدين، خاصة ان السفير المرشح يتميز بعقود من الخبرة عن المنطقة. وتتزامن مع خطوة واشنطن خطوة أخرى مشابهة أقدمت عليها الرياض بتعيين سفير جديد لها في الولايات المتحدة، إذ تم قبل أسبوعين تقريبا تعيين عادل الجبير سفيرا سعوديا في واشنطن بعد طلب الأمير تركي الفيصل، السفير السابق في واشنطن، إعفاءه من منصبه.

ويستعد فريكر لمواجهة مجلس الشيوخ حيث سينتقل بعدها الى الرياض خلفاً للسفير جيمس اوبروتر الذي سيعود أدراجه. ويتزامن ذلك مع انتقال عدد من الدبلوماسيات والدبلوماسيين الجدد إلى سفارة الولايات المتحدة في السعودية. من جانبها لم تكن الأوساط الدبلوماسية في واشنطن تتوقع ان يعود فورد فريكر الى المنطقة سفيراً لدى السعودية على وجه التحديد، خاصة ان نشاطه المالي والاقتصادي كان يتقدم على ما عداه من الاهتمامات، وكان ناجحاً في مجاله. هذه الأوساط تعتقد أن السفير المرشح يعرف جيداً منطقة الخليج، بل تصفه بأنه خبير فيها، إذ سبق ان عمل في السعودية كما عمل في الامارات وفي بيروت، وفي الحالتين ارتبط بعلاقات وطيدة مع أوساط رجال المال والاعمال، فمن خلال حركة «المال» تعرف على «السياسة». وقد ترأس فريكر الذي لديه إلمام باللغة العربية، البنك السعودي الدولي (انترناشونال بنك) الذي اندمج قبل سنوات مع بنك الخليج الدولي الذي تشترك دول مجلس التعاون الخليجي في ملكيته. كما عمل الى جانب المصارف في مجال الاستشارات العقارية، حيث سبق له ان قدم استشارات لمجموعة دولية في بوسطن. وعمل فريكر ممثلا لمؤسسة «كيميكال بنك» في بيروت عام 1974 وأسس فرعا  للمؤسسة في دبي ثم شغل منصبي نائب الرئيس والمدير الاقليمي للمؤسسة نفسها في البحرين. واتخذ من لندن منذ عام 1979 مقراً لأنشطته الاقتصادية والمالية، وكانت في مجملها تركز على منطقة الشرق الاوسط. وكانت انطلاقته من العاصمة البريطانية مع مجموعة «مورغان».

ويتحدر فورد فريكر من ولاية ماساشوستس ذات التوجهات الليبرالية، والذين يعرفون سفير واشنطن المنتظر في الرياض عن قرب يقولون إنه «ليبرالي ورجل إدارة بارع ومنضبط». وحتى توقيت إعلان البيت الأبيض لترشيح فريكر، ظل الرجل يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة «ترينتي» التي يوجد مقرها في لندن وساهم فريكر في تأسيسها عام 1996. في المقابل اعتذرت مصادر في وزارة الخارجية إعطاء أي معلومات عن فريكر، مشيرة إلى أنه لا يزال سفيرا مرشحا وحتى يتم تثبيته في منصبه من طرف الكونغرس (مجلس الشيوخ) لا يمكن الإدلاء بأية تصريحات، او الحديث عن مساره المهني. هكذا هي الاصول في اميركا، السفير يبقى مجرد اسم مرشح عليه ان يجتاز «الاختبار الشفوي» الذي يجريه أعضاء مجلس الشيوخ للمرشح. ويتميز فريكر ،58 سنة، بمعرفته جيداً المنطقة لذلك يعتقد انه سيقدم «أجوبة مقنعة» أمام الكونغرس على حد مصدر في «معهد الشرق الاوسط» في العاصمة البريطانية. من جهتها، ذكرت مصادر مجموعة «ترينتي» إن خططها لتوسيع أنشطتها في منطقة الشرق الاوسط ستستمر خاصة، حيث ستركز هذا العام على المنطقة والولايات المتحدة. يشار إلى أن استثمارات المجموعة في ظل رئاسة فريكر ناهزت 2.5 مليار دولار.