مئات الآلاف من اللبنانيين توافدوا من المناطق للمشاركة في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري

وسط إجراءات أمنية مشددة.. ومشاركة من أبناء المتن

TT

شارك أمس مئات الآلاف من اللبنانيين في الاحتفال الذي أقيم في بيروت إحياء للذكرى السنوية الثانية للرئيس الراحل رفيق الحريري، فقد تقاطر اللبنانيون من المناطق المختلفة حتى من منطقة المتن الشمالي حيث وقع تفجير حافلتين للركاب المدنيين أول من أمس. وعم المناطق اللبنانية إقفال شبه تام فقد أغلقت الإدارات العامة والمؤسسات الحكومية والخاصة والمصارف والجامعات والمدارس ابوابها وكذلك الأسواق التجارية. وفي هذا الاطار كان لافتا الاقفال الذي شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت حيث الثقل لـ«حزب الله». وسجل انتشار كثيف للجيش والقوى الامنية على طريق صيدا القديمة في الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى رأس النبع وساحة بشارة الخوري في قلب العاصمة، اضافة الى حواجز تفتيش واغلاق بعض الطرق المؤدية الى ساحة الشهداء.

وبدأت الوفود الشعبية وابرزها مواكب لتيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب اللبنانية وللاحزاب والتيارات المنضوية في «14 آذار»، تتقاطر الى ساحة الشهداء حاملة الاعلام اللبنانية والحزبية وصور الرئيس الراحل وصور زعماء قوى «14 آذار»، وسط إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي عند كل مداخل وسط العاصمة حفظا للأمن وتجنبا لزحمة السير. ولم ينجح حادث تفجير الحافلتين في عين علق، أول من أمس، في تخويف المتنيين ومنعهم من المشاركة في الاحتفال بل زادهم عزما وإصرارا، فرغم الحزن الذي يلف منطقة المتن الشمالي ورغم قطع الطريق العام الرئيسي في مكان الجريمة الذي يصل اعالي المتن الشمالي بساحله وتحويل السير باتجاه الطريق الداخلية لبلدة بيت شباب، بدأت الوفود الشعبية تتوافد منذ الصباح رافعة الاعلام اللبنانية والحزبية الى الاماكن والساحات التي حددتها اللجان المنظمة في قوى «الرابع عشر من آذار» حيث تجمع الباصات والحافلات المخصصة لنقلهم الى ساحة الشهداء. في مناطق الشمال، احتشد مئات من ابناء زغرتا ـ الزاوية امام مؤسسة رينيه معوض في بلدة مجدليا في زغرتا، مستقلين سيارات وحافلات حاملة العلم اللبناني وصور شهداء لبنان في السنتين الاخيرتين. وقال المسؤول عن الموكب نصري معوض «ان هذه المشاركة هي لتأكيد مطالبتنا في موضوع (إنشاء) المحكمة الدولية لانه من دون الحقيقة لا استقرار»، فيما اكدت منسقة حركة الاستقلال جوزيت خوري «ان المشاركة هي تعبير عن خيارنا للشرعية وللدولة». وشاركت منطقة بشري ملبية دعوة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى النزول لساحة الشهداء. وسادها اقفال للمدارس والمؤسسات التربوية وشلت الحركة في الاسواق التجارية في مختلف قرى المنطقة وبلداتها، الى المصارف وبقية المرافق والبلديات والمؤسسات العامة. وانطلقت منذ ساعات الصباح الاولى قوافل المشاركين في التجمع الشعبي في ساحة الشهداء. وكانت مكاتب القوات اللبنانية في القرى والبلدات قد نظمت أمكنة التجمع وسير القافلات التي رفعت الأعلام اللبنانية والقواتية وصور جعجع والحريري.

أما اهالي عكار فانطلقوا فجرا الى بيروت للمشاركة في احياء الذكرى ملبين دعوة «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار. وارتفعت فوق ساحات قرى وبلدات المنطقة وعلى الطرق العامة الرئيسة والفرعية صور عملاقة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ولافتات حملت عبارات تؤكد أهمية اقرار المحكمة الدولية. كما بدأت مواكب المشاركين من شكا والكورة وقرى البترون بالتجمع في مدينة البترون لتنطلق باتجاه بيروت. وشهد جسر المدفون زحمة كبيرة بسبب كثافة السيارات والمواكب المشاركة. وبثت مكبرات الصوت المثبتة على السيارات اغاني الرئيس الشهيد رفيق الحريري والاغاني الوطنية وجابت الشوارع العامة في البترون منذ الصباح.

واشار مندوب الوكالة الوطنية للاعلام الى انه مع اعلان امتلاء الساحات المحيطة بالضريح كانت المواكب لا تزال متوقفة على طرق البترون والاوتوستراد في شكا والبترون حيث سجلت حركة عودة من بيروت باتجاه الشمال للذين لم يتمكنوا من الوصول الى شاحة الشهداء.

وتدفقت الوفود الشعبية من الضنية في الشمال منذ ساعات الصباح. وكانت قد تجمعت في محطات عدة على الطرق الرئيسية وانطلقت السيارات والباصات التي رفعت الاعلام اللبنانية وصور الرئيس الراحل ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري. ومن الجبل، توجه أبناء إقليم الخروب الى بيروت للمشاركة في الذكرى فشهدت ساحات قرى وبلدات الإقليم الاعلى والأوسط والساحلي حشودا كثيفة للمشاركة في هذه الذكرى. ولبى أهالي البقاع الشمالي وبعلبك الدعوة فتوافدوا الى ساحة الشهداء من المناطق المختلفة حيث أفاد رؤساء البلديات في عرسال والمناطق الاخرى أن حجم المشاركة زاد عن المتوقع. ونفد عدد السيارات والفانات والشاحنات التي أقلت المشاركين الذين لم تؤثر عليهم أحداث الامس. كذلك، شاركت قرى قضاء زحلة والبقاع الأوسط وبلداتهما في الذكرى فساد الاقفال العام معظم البلدات وبدأ الأهالي بالتوافد إلى النقاط التي حددها المنظمون وسط إجراءات أمنية اتخذتها قيادة الجيش. واستجاب أبناء مناطق راشيا والبقاع الغربي من مناصري قوى «14 آذار» لدعوة قادتهم للمشاركة في الذكرى وسط اقفال شبه تام في العديد من القرى والبلدات. ولوحظت مشاركة كثيفة للحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل. وشاركت ايضا القوات اللبنانية بعدد من الفانات فيما رفعت الاعلام السوداء وصور رفيق الحريري فوق شرفات المنازل وعلى الطرق العامة.

أما في الجنوب، فلبى الدعوة أبناء صيدا مسقط رأس الرئيس الحريري، فأقفلت، وتوجه عدد كبير من الأهالي إلى بيروت رافعين الأعلام اللبنانية والحزبية وصورا للحريري. وتوجه حشد شعبي من حاصبيا والعرقوب الى ساحة الشهداء ملبيا دعوة الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل وقوى «14 آذار». وفي النبطية، عم الحداد العام وافاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» أن العمل توقف في سراي النبطية الحكومي وفي الادارات الرسمية والبلديات والمصارف والمدارس الرسمية والخاصة، وانطلقت وفود من كشافة المستقبل في باصات وسيارات الى بيروت للمشاركة في هذه الذكرى. كذلك، شهدت منطقة صور اقفالا شاملا، حيث رفعت اللافتات السوداء تمجد بمناقب الرئيس الراحل ولافتات باسم حركة «امل» والأندية الثقافية والرياضية تشيد به.