حشد ضخم في ما تبقى من ساحات بيروت: صخب وأعلام حزبية واللون الأزرق طغى

كلمات الخطباء وصلت إلى الساحة الأخرى

TT

أمس لم تختلف ساحات بيروت عن بعضها الا بانتماء اهلها والتسميات والالوان وان كان الافراط في ارتداء الالوان الحزبية صفة مشتركة. ولم تحل الاسلاك الشائكة والعوائق دون ايصال كلمات خطباء المنابر الى الساحة المقابلة، كما كانت حال الاسلاك التي تحيط بالسراي الحكومي في مقابل كلمات خطباء معارضين.

لم يختلف مشهد الطرق ولا الناس الذين اتوا من مختلف المناطق: كانوا من مختلف الاعمار يرطنون كل بلهجته. عشرات الالاف انتشروا في الساحات المتبقية من وسط بيروت عند ضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري وتمثال الشهداء. في ساحة الحرية وحتى الاسلاك الشائكة والعوائق حيث انتشرت العناصر التنظيمية التابعة لتيار المستقبل بلباسها الازرق وقبعات تحمل شعار «عن جد اشتقنالك».

وبخلاف الدعوات، اصرت الجماهير على تمايزها فاصطحبت اعلامها الحزبية التي انضم اليها علم تيار المستقبل. هذه المرة غابت الشاشات العملاقة عن الساحة ولم يكن بامكان الحضور رؤية الخطباء، وان كانت احدى الحسناوات تقاوم الازدحام طمعاً برؤية «الشيخ سعد»، اما اخرون فكانوا يسعون بلا جدوى للوصول الى ضريح الحريري.

كانت النرجيلة حاضرة وكان الباعة المتجولون يحملون «اكشاكهم» يبيعون الكعك والقهوة والمياه المعدنية. غطت الملصقات التي حملت كلمات الاعلامي الراحل سمير قصير وصوره الارض. اصوات الطبول والصنوج والهتافات كانت اعلى من اصوات الخطباء. بعضهم دعا الصاخبين الى الهدوء: نريد ان نسمع! وبعضهم قال: انها مناسبة حزينة، انها ذكرى اغتيال رفيق الحريري.

الازدحام في بعض الامكنة ادى الى حالات اغماء عملت فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر على معالجتها.

اطفال ضلوا الطريق وتاهوا عن اهلهم عملت اللجان المنظمة على مناداتهم باسمائهم. مكبرات الصوت بثت الاغاني الحماسية والاناشيد، فيما كانت الاعلام ترقص عاليا. «كانوا يراهنون على ان يكون الطقس ماطراً»، نسب احد المتوجهين الى ساحة الشهداء هذا الكلام الى تلفزيون «المنار» التابع لـ«حزب الله».

الوصول الى «ساحة الحرية» لم يكن سهلا مع استمرار المعارضة اللبنانية في اعتصامها في ساحتي رياض الصلح والشهداء منذ ما يزيد على شهرين. الوافدون الى ساحة الاعتصام خضعوا لتفتيش على ايدي عناصر قوى الامن وان كان تفتيشاً غير دقيق وشكليا، والاجراءات التي اعتمدتها اللجان التنظيمية لجهة فتح الطريق امام الشخصيات الرسمية والسياسية المشاركة اثارت انزعاج الجمهور العريض خصوصا العائلات الذين اصطحبوا اولادهم معهم فكانوا ضحية التدافع في الاماكن التي غصت بالحشود، فيما كانت اماكن اخرى غير مكتملة العدد.

واخضعت الباصات التي نقلت المشاركين في الاعتصام لتفتيش دقيق بعد حادث انفجار الباصين في منطقة عين علق في المتن الشمالي امس الاول.

احتفال قوى «14 آذار» في ذكرى اغتيال الحريري مر بسلام وحب في عيد الحب وان غاب اللون الاحمر عن الساحة ليحل مكانه اللون الازرق وبكثافة. وكانت بيروت قد شهدت ليل امس الاول وحتى الساعات الاولى من فجر امس مواكب سيارة رفع ركابها اعلام تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، فيما كانت ابواقها تطلق ايقاع حزب «القوات اللبنانية» الامر رده البعض الى الخشية من ان يكون حشد القوات اللبنانية خجولاً في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري وخصوصا بفعل موجة الخوف التي اعقبت التفجيرين اللذين استهدفا باصين لنقل الركاب في منطقة عين علق على طريق بلدة بكفيا في المتن الشمالي.