هدوء حذر خيم على اعتصام المعارضة في ذكرى الحريري وجدار فصل بين الفريقين وإجراءات أمنية لمنع التصادم

TT

بخلاف أيام الاعتصام المفتوح الذي تنظمه المعارضة اللبنانية في ساحتي رياض الصلح والشهداء منذ 75 يوما، سيطرة حالة من الترقب والهدوء الحذر لما سينتهي عليه يوم الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري على الأجواء السائدة في مخيم المعتصمين، على بعد أمتار قليلة من ساحة الحرية حيث أحيت قوى 14 آذار احتفالها. الوصول الى المخيم لم يكن بالأمر اليسير أمس، فالإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها القوى الأمنية اللبنانية، على امتداد الطرق التي تصل مناطق العاصمة بوسطها، حالت دون زيارة مقر الاعتصام المفتوح بسهولة، وكل محاولات البعض لاجتياز الطرق المقطوعة باءت بالفشل، لأن جواب رجل الأمن الوحيد هو «ممنوع المرور واجتياز هذا الخط». ولم يستثن الصحافيون من هذه التدابير الحازمة التي نفذها الجيش اللبناني في محيط الوسط، حيث تصدح الأناشيد الخاصة بفريق الموالاة ويتولى المهمة نفسها في أرجاء الموقع وبين المخيمات عناصر الانضباط في الأحزاب المعارضة منعا لأي احتكاك بين مؤيدي الفريقين. جدار الفصل من أسلاك شائكة مكهربة يصل ارتفاعها الى أكثر من مترين والتي تحرسها عناصر الجيش اللبناني وآلياته، كان كفيلا بتحويل وسط المدينة الى وسطين تفصل بينهما مسافة لا تتعدى الأربعة أمتار ليأتي جدار فصل آخر يحرسه عناصر الانضباط في حزب الله، ويقف الى جانبهم عدد من المعتصمين الذين يستمعون الى خطابات الفريق الآخر وما سيعلنه قادته من مواقف سياسية. فيما فضل عدد آخر تصفح الجرائد ولا سيما صحيفة السفير اللبنانية التي نشرت أمس مقالا للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ليطلقوا العنان للمناقشات والتوقعات السياسية وما يجري في الجهة المقابلة عند جيرانهم الموالين. الأجواء داخل المخيمات لا تختلف كثيرا عنها في الخارج، الكل أيضا يشاهد التلفزيون لمتابعة ما سيعلن من مواقف سياسية آملين عدم التصعيد، «لأن الفتنة ستوصل البلد الى حرب أهلية»، كما يقول أحد الشباب، فيما يعبر آخر عن تمنياته بالا يكون الحشد ضخما «كي تكون ضربة قاسية للنائب سعد الحريري».

يرى زين بعلبكي مسؤول المخيم في حزب الله أن الجو العام جيد ولا مكان للخوف أو التشنج، «المناسبة وطنية، والحريري أكبر من أن يكون لطائفة أو لمذهب أو لجهة معينة، فهو لكل لبنان الذي يجب أن يكون على الصورة التي تمناها». ويقول بعلبكي «سنتقيد بتوجهات المعارضة ولن ننجر الى أي استفزاز، كما أن آمالنا معلقة على الجيش اللبناني الذي يقوم بمهمته على أكمل وجه».

كل محلات وسط بيروت أقفلت أبوابها، باستثناء عدد من المتاجر الصغيرة في موقع اعتصام المعارضة، كما لم يغب عن الساحة الباعة المتجولون، وجلسات النرجيلة وطاولة الزهر التي يتسلى بها عدد من الشباب.

تعبر نهى، احدى المشاركات في اعتصام المعارضة، عن امتعاضها من الحواجز وما آلت اليه الأوضاع في لبنان، «هذه الأسلاك الشائكة ذكرتنا بالحرب اللبنانية حين كانت بيروت منقسمة بين منطقة شرقية وأخرى غربية»، مضيفة «الله يوحد لبنان».