دوست بلازي يستبعد أي تغيير في موقف فرنسا من لبنان في حال فوز المرشح اليميني سركوزي

دعا اللبنانيين لوضع حد لهواجسهم حيال المحكمة الدولية

TT

دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى وضع لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية وبألا يعود مجددا رهينة للمصالح الخارجية وساحة لصراع الأطراف الإقليمية. وشدد الوزير الفرنسي على أهمية إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي داعيا اللبنانيين الى وضع حد لتوهماتهم وتخيلاتهم حول الأهداف المخبأة للمحكمة. كما استبعد دوست بلازي حصول تغيير في سياسة فرنسا إزاء لبنان في حال وصول المرشح اليميني نيكولا سركوزي الى رئاسة الجمهورية خلفا للرئيس شيراك. وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي صباح أمس في لقائه مع بعض ممثلي الصحافة الدولية في فرنسا. ورغم أن اللقاء كان مقررا أصلا لتقديم كتاب دوست بلازي الأخير الذي يحمل عنوان «سياسة خارجية ولكن ليست سياسة غريبة»، غير أنه تحول إلى جولة واسعة في قضايا الشرقين الأدنى والأوسط الساخنة. وتركز الحديث على الملف اللبناني ـ السوري وعلى موضوعي الملف النووي الإيراني والعراق.

وفي الموضوع اللبناني، شدد الوزير الفرنسي على تمسك باريس بإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي مشيرا إلى أنها «مطلب لبناني» أقر في قرارين دوليين صوت عليهما مجلس الأمن الدولي بالإجماع.

ودحض الوزير الفرنسي ما يقال عن احتمال «تسييس» المحكمة وعن الأغراض «الخفية» من إنشائها مشددا على أنها «وسيلة تقنية لاستخلاص النتائج القانونية والقضائية مما تكون قد توصلت اليه لجنة التحقيق الدولية» في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه. وأضاف دوست بلازي: «إن الشعور بغياب المحاسبة للمتورطين في هذه الجرائم لا يمكن تحمله» معبرا في الوقت عينه عن «دهشته» لما تثيره المحكمة من «أوهام» لدى اللبنانيين وغير اللبنانيين. واستطرد دوست بلازي قائلا: «أبعد من المحكمة، إن أفضل طريقة لضمان استقرار لبنان على المدى البعيد هي في وضعه بمنأى عن أي تدخلات خارجية إذ لا يجب أن يعود لبنان مجددا رهينة لمصالح خارجية ولا ساحة لتقاتل جيرانه وتصارعهم بحيث نحصن لبنان قدر الإمكان إزاء الأزمات الإقليمية ولكن بطبيعة الحال هذا هدف صعب». ورأى الوزير الفرنسي أن «المفتاح الأساسي» هو في تمكين الدولة اللبنانية من ممارسة سلطاتها على كل الأراضي اللبنانية».

واستبعد وزير الخارجية أن يحصل تعديل جذري على السياسة الفرنسية إزاء لبنان بعد خروج الرئيس شيراك من قصر الأليزيه في حال خلفه المرشح سركوزي.

وكانت المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال قد أعلنت أنه من الممكن فتح حوار مع سورية وهو ما رفضه الرئيس شيراك حتى الآن رغم أن دولا أوروبية كبرى فتحت باب الحوار مع دمشق.

والخلاصة التي توقف عندها دوست بلازي مزدوجة: من جهة، فرنسا «لا يمكن أن تقبل بأي شكل من الاشكال بأن يزعزع استقرار لبنان من قبل جيرانه، كما انه يتعين على اللبنانيين أن يتحاوروا ويتناقشوا من أجل المصلحة العامة» منوها بشكل غير مباشر بما يمكن أن يؤول اليه الحوار السعودي ـ الإيراني حول المسائل الإقليمية وعلى رأسها لبنان.