جنبلاط يؤكد أن المحكمة آتية ومعها القصاص العادل .. وجعجع يرفض القبول بأي سلاح خارج سلاح الجيش

الحريري: تعالوا إلى قرار شجاع من أجل لبنان .. والمحكمة الدولية المعبر الوحيد لأي حل

TT

جدد اركان الغالبية النيابية في لبنان التذكير بالاسس التي يدعون قوى المعارضة للحوار حولها لانهاء الازمة الراهنة. ودعا رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري الذي كان يتحدث الى مئات الالاف من اللبنانيين الذين احتشدوا في وسط بيروت امس لاحياء الذكرى الثانية لاغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، الى «قرارات شجاعة من اجل الحل في لبنان» مشترطا ان يكون قيام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال والده ورفاقه «المعبر الوحيد لاي حل».

وفيما خاطب الحريري الحشود الملوحة بالعلم اللبناني بالقول: «نحن هنا لنمد يد الحوار والوحدة الوطنية الى كل اللبنانيين»، اكد رئيس «اللقاء الديمقراطي» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط «ان المحكمة آتية ومعها القصاص العادل» وقال: «لن نستسلم للارهاب»، وشن هجوما حادا على النظام السوري والرئيس بشار الاسد.

اما رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع فاعتبر ان «الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية هما المقاومة ولن نقبل بسلاح خارج الجيش»، مشددا على ان لبنان هو «وطن التوازن والاتزان والتعايش والالفة والتعددية». ودعا المعارضة الى «الخروج جميعنا من الشارع، ولنعد الى المؤسسات ولغة العقل والحوار، وهكذا نربح لبنان».

وقال سعد الحريري «بعد عامين على اغتيال رفيق لبنان، نقف اليوم أمام ساعة الحقيقة، في ساحة الحقيقة، وأمام الاستحقاق المصيري، لقيام المحكمة الدولية. رغم محاولة الانقلاب على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، رغم محاولة شل البلاد، من وسط عاصمتها إلى مطارها، مرورا بإحراق الاطارات وقطع الطرق، والاعتداء على الأحياء الآمنة، رغم ذلك كله، إننا اليوم في قلب ساعة الحقيقة، وفي الشوط الأخير لقيام المحكمة الدولية، قريبا، وقريبا جدا إن شاء الله». وأضاف «كما وصلتم إلى هذه الساحة، رغم التهويل والترهيب، فإننا، رغم الاغتيالات، ورغم الإرهاب، واثقون واثقون واثقون، بأن الله معنا، والحقيقة معنا، والحق معنا، وبأن لبنان الذي يقف معه أشقاؤه العرب، والمجتمع الدولي، كما شاهدتم خلال العدوان الإسرائيلي هذا الصيف، وكما لمستم في مؤتمر باريس ـ3 هذا الشتاء، لبنان العربي لبنان الديمقراطي الحضاري الحر المنفتح، لبنان الطائف، لبنان الوحدة الوطنية، لبنان العيش المشترك، سينتصر، وأن أعداء لبنان هم الذين سيسقطون».

وتابع الحريري: «إن لبنان المنتصر هو لبنان الحوار، ونحن أهل الحوار. إن لبنان المنتصر هو لبنان الوحدة الوطنية، لبنان التفاهم والتعاون والتكاتف والتضامن. ونحن هنا، لنمد يد الحوار والوحدة الوطنية إلى كل اللبنانيين، لنتوصل مع كل اللبنانيين، إلى القرارات الشجاعة، التي تضمن وحدتنا وبلدنا ومستقبلنا، وتضمن حماية لبنان بالمحكمة الدولية، واستقرار لبنان بحكومة تتمثل فيها كل الكتل النيابية، التي انتخبها اللبنانيون بإرادتهم، لتمثل كل آمالهم، وتحقق كل طموحاتهم». وختم بالقول: «نحن جاهزون لكل قرار شجاع، من أجل لبنان، ومن أجل الحل في لبنان. لكن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد لأي حل. فليتفضلوا إلى القرار الشجاع، إلى الحل الشجاع، لتصبح الأفعال ترجمة للأقوال، ولنعمل جميعا على تحقيق الحلم الشجاع، حلم رفيق الحريري».

اما جنبلاط فخاطب الرئيس الراحل الحريري في ضريحه، قائلا: «جئنا لنقول لك، يا اشرف الرجال يا رفيق الحريري، جئنا لنقول انه لن يخيفنا لا تهديد ولا وعيد، ولن ترهبنا الصواريخ او المدافع من «فجر» و«نجم» و«زلزال» و«برق» و«رعد» وشتاء وغيوم وسحاب. جئنا لنقول مع الرجال الرجال، اننا لن نستسلم للارهاب، للعبوات القاتلة، للاحزاب الشمولية، سورية كانت او غير سورية. افضل بكثير يا سيد (اشارة الى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله)، ان تعطي الصواريخ والمدافع الى الجيش اللبناني، افضل بكثير، اما التبن والشعير فاعطهما لحلفائك».

وهاجم جنبلاط «طاغية دمشق» وقال «جئنا لنقول ان صح فيك قول الشاعر نزار قباني، في كل عشرين سنة يأتي رجل مسلح ليذبح الوحدة في سريرها ويجهض الاحلام، في كل عشرين سنة يأتي الينا حاكم بأمره ليحبس السماء في قارورة ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام. في كل عشرين سنة يأتي الينا نرجسي عاشق لذاته ليدعي أنه المهدي والمنقذ والتقي والنقي والقوي والواحد والخالد والحكيم والعليم والقديس والامام. في كل عشرين سنة يأتي رجل مقامر، ليرهن البلاد والعباد والتراث، والشروق والغروب والاشجار والثمار، والذكور والاناث، والامواج والبحر على منبر الاحزان. في كل عشرين سنة يأتي الينا رجل معقد يحمل في جيوبه أصابع الالغام. لكن في هذه السنة والقول لنا، لـ«14 آذار» وكل اللبنانيين، في هذه السنة ستأتي المحكمة ومعها القصاص والعدل وحكم الاعدام».

اما قائد «القوات اللبنانية»، فقد استهل كلمته بالقول: «لن نركع، لن نخضع، لن نستسلم، لن نخاف شيئا، ولن نتراجع امام اي شيء». واضاف: «قالوا لنتحاور، قلنا هيّوا، قالوا الجنوب، قلنا قبلنا، قالوا الحدود، قلنا علينا، قالوا عدلنا، قلنا حسنا، قالوا إرضخوا وإلا، قلنا كلا. واليوم نردّد لا وألف لا، الخيل والليل والبيداء تعرفنا، نموت واقفين لكننا لن نركع. ونعم للمشاركة الحقّة الضامنة، لا للثلث المعطّل، لأننا نريد عملا لا تعطيلا، نعم للانتخابات النيابية ولكن حسب ما يناسبكم ويناسبنا. نعم للإصلاح الحقيقي ولحرب جدّية على الفساد لا للمتاجرة بالفساد والإصلاح. نعم لحياة دستورية ديمقراطية حرّة حقّة لا لتعطيل المجلس النيابي. لن نقبل بعد اليوم بسلاح خارج الجيش اللبناني، الجيش اللبناني هو المقاومة. الحكومة اللبنانية هي المقاومة الشعب اللبناني بأكمله هو المقاومة، شهداء عين علق وأهل المتن الشمالي هم المقاومة، رفيق الحريري هو المقاومة، بشير الجميّل هو المقاومة، كمال جنبلاط هو المقاومة. سمير قصير، جورج حاوي، جبران التويني، وبيار الجميّل هم المقاومة فلا يزايدنّ أحد علينا بالمقاومة. المحكمة الدولية آتية لأنها إحقاق للحق وحماية للوطن، لأنها ميزان للعدالة آتية، لا يحاولن أحد محاربتها لأن من يصارع الحق يصرع. والمحكمة الدولية آتية حكما آتية، حتما آتية».

وتابع: «للنظام السوري نقول: عين لبنان تقاوم مخرزك ولقد قاومته وستقاومه حتى قيامة لبنان الحقيقي، لبنان الدولة، لبنان التاريخ. أما أنت أيها القابع في قصر بعبدا (اشارة الى رئيس الجمهورية اميل لحود) فلك نقول: ما من ظالم ما من طاغية ما من مستبد ما من مستأثر إلا أخذ التاريخ حقه منه. عند نهاية ولايتك الممددة قسرا وزورا سترحل الى مزبلة التاريخ، والحق سترحل، وسيستعيد الشعب اللبناني قصره ورئاسته والجمهورية».

وتابع «تعالوا نخرج جميعنا من الشوارع ولنعدْ الى المؤسسات ولغة العقل والحوار والممارسة الديمقراطية الحقّة. هكذا نربح أنفسنا، هكذا نربح لبنان، هكذا نربح التاريخ».