جنرال أميركي كبير حول الدور الإيراني في العراق

البيت الأبيض يقلل من شأن تصريحات

TT

تمسك البيت الابيض بالاتهامات التي أطلقها مسؤولون عسكريون أميركيون الأحد الماضي بأن ايران ضالعة في الهجمات ضد القوات الاميركية في العراق، وذلك بعدما شكك جنرال اميركي كبير في هذا الامر.

وكان رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال بيتر بيس قد قال لإذاعة صدى اميركا، ان المتفجرات صنعت في ايران، لكنه اضاف «لن اقول ان الحكومة الايرانية على علم بذلك»، مناقضا بذلك تأكيدات مسؤولين اميركيين في بغداد، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد عرض مسؤولون اميركيون، الاحد، في بغداد صورا وقذائف اكدوا انها ادلة على ان الايرانيين يسلحون مسلحين شيعة ويزودونهم العبوات الناسفة التي قتلت 170 عسكريا من القوات المتعددة الجنسيات في العراق منذ عام 2004. واعتبر المسؤولون ان هذه النشاطات لا يمكن ان تكون حصلت بدون موافقة «الحكومة الايرانية على اعلى مستوى». وشدد الناطق باسم البيت الابيض توني سنو اول من امس على عدم وجود تعارض بين مواقف الادارة والجنرال ابيس حول دور ايران في العراق. وقال «نحن متوافقون على المعلومات الاساسية عن الوضع، وهي ان اسلحة نقلت من ايران الى العراق، وان هناك قوات ايرانية في العراق، وان هذه الاسلحة تستخدم في قتل اميركيين». واضاف «سنبذل كل الجهود لحماية شعبنا».

ومما عزز تصريحات الجنرال بيس الحذرة، موقف الاميرال وليام فالون القائد الجديد للقيادة الاميركية الوسطى التي تشرف على العمليات الاميركية في الشرق الاوسط، حين قال «ليست لدي أية فكرة عمن يمكن ان يكون ضالعا فعلا في هذه القضية، لكني ادرك ان ذلك لا يساعد الوضع في العراق». واضاف «هل لدينا ورقة موقعة من خامنئي (المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية) او من الرئيس (محمود) احمدي نجاد يوافقان فيها على ذلك؟ كلا». وقد زاد عرض هذه «الادلة» الاميركية من التساؤلات حول دوافع البيت الابيض والقلق من ان يجري استغلال هذه المعلومات لشن هجوم على ايران. لكن سنو نفى بشكل قاطع وجود خطط لمهاجمة ايران. وقال «لقد قلنا مرارا اننا لن نخوض حربا معهم»، مؤكدا التزام الادارة الاميركية بالنهج الدبلوماسي مع ايران لكن في الوقت نفسه «الالتزام بحماية قواتنا».

الى ذلك، قال المتحدث العسكري الاميركي في العراق، الميجر جنرال وليام كولدويل، في بغداد أمس ان النية في مؤتمر يوم الاحد لم تكن توريط الحكومة الايرانية، ولكن تقديم دليل على تورط ايراني في العنف بالعراق، حسبما افادت به وكالة رويترز. وقال كولدويل في مؤتمر صحافي «لم يكن هذا هو الهدف من المؤتمر وهو (المحلل العسكري) كان يجيب عن أسئلة ويحاول ان يقدم معلومات». وقال ان الجيش الاميركي قرر الكشف علنا عن التورط الايراني في العراق لان طهران تجاهلت دعوات سابقة من واشنطن بألا تتدخل في شؤون جيرانها.