الأكثرية البرلمانية تمد اليد لـ«حوار شجعان» .. وحزب الله يتهم جنبلاط وجعجع باستهداف المبادرة العربية

حمادة لـ«الشرق الأوسط»: لن نعطيهم الحكومة مقابل.. شبح المحكمة

TT

في الذكرى الثانية لـ«زلزال» اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، مدت امس قوى «14 آذار» اليد الى المعارضة اللبنانية لـ «سلام الشجعان»، فيما ترددت معلومات عن «تقدم» في المساعي الهادفة الى حل الازمة عبر «اتفاق مكةـ2» الذي يتوقع الاعلان عنه في ابريل (نيسان) المقبل على ان تسبقه تهدئة قريبة واتفاق على لجان لدرس مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، وهو ما قالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت امس لـ«الشرق الأوسط» انه احتمال «جدي»، رافضة الخوض في التفاصيل «حرصا على نجاح المساعي القائمة»، وقائلة ان «شيئا لم يتبلور بعد».

وامام حشد كبير من انصار «14 آذار» تجمعوا في القسم الشمالي لساحة الشهداء وخارجها، تناوبت 17 شخصية من قادة «14 آذار» على الكلام وتبادل الادوار، فهاجم بعضهم سورية بعنف شديد واستهدفوا الرئيس بشار الاسد بالاسم، فيما توجه البعض الآخر الى المعارضة مادّاً «يد الحوار».

وقال وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة لـ«الشرق الأوسط» ان هذا الامر تم الاتفاق عليه بين قيادات الاكثرية، مشيراً الى ان استهداف الاسد تم بناء على مواقفه من المحكمة الدولية وهو ما تولاه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فيما تولى النائب سعد الحريري «المهمة السياسية» بقوله للمعارضة «تفضلوا الى سلام الشجعان». واعتبر حمادة ان سلام الشجعان معناه مطالبة المعارضة بـ «السخاء في موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي مقابل السخاء الذي تريده من الاكثرية في موضوع الحكومة». وأكد ان الاكثرية «لن تسلم المعارضة مصير الحكومة مقابل شبح محكمة». وقال: «لن يأخذوا حكومة ويعطونا لجنة لدرس المحكمة»، خالصاً الى القول «ان المحكمة هي مفتاح سلام الشجعان».

لكن كلام جعجع وجنبلاط تحديداً قوبل برد عنيف من «حزب الله». وقال الناطق الاعلامي بلسان الحزب حسين رحال لـ «الشرق الاوسط» ان كلامهما «محاولة لنسف اي مبادرة عربية واسلامية» في اشارة الى الحوار السعودي ـ الايراني.

واضاف رحال: «كان هناك مشروع تم اجهاضه، وكلامهما هو محاولة لمنع التوصل الى حل». ورد عضو كتلة نواب «حزب الله» حسين الحاج حسن على جنبلاط وجعجع معتبرا ان كلامهما «اطلاق نار مباشر على المبادرة السعودية ـ الايرانية والمبادرة العربية لاجهاضهما، بناء على رغبة واشنطن وباريس»، معتبرا ان «كلام جنبلاط لا يليق برجل في مقامه، وان خطاب النائب سعد الحريري كان معتدلا قياسا بخطابي جنبلاط وجعجع».

وقال الحاج حسن في حديث ادلى به: «ان جنبلاط يتهمنا بأننا لا نقبل بمشروع المحكمة استجابة لدفع فواتير للسوريين وهذا غير صحيح، وانا اؤكد له انه هو وأعضاء فريقه يريدون ان يمرروها وفقا لرغبة الاميركي وعندي دليل: اولا النائب جنبلاط منذ اربعة اسابيع يقول انه لا يقبل بتعديل اي حرف في مسودة مشروع المحكمة، وثانيا لدينا ملاحظات جدية على مشروع المحكمة وهناك استخدام سياسي بدأ لقضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وكل الاغتيالات قبل ان يقر مشروع المحكمة».

وعما اذا كان خطاب جنبلاط فاجأه قال: «لم افاجأ، انا اعرفه تماماً، لكن التعليق السياسي الاهم هو ان خطاب جنبلاط وجعجع اطلاق نار مباشر على المساعي السعودية ـ الايرانية ومبادرة الجامعة العربية لإجهاضها بعدما كانت اقتربت من امكان تحقيق تسوية على الساحة اللبنانية، وذلك استجابة مباشرة وواضحة لطلبات السفير الاميركي والسفير الفرنسي ووزير خارجية اميركا ووزير خارجية فرنسا، الذين لا يريدون ان تتحقق تسوية في لبنان». وناشد الاشقاء العرب «ان يكبحوا جماع هذا الفريق الذي يأخذ لبنان الى مزيد من التأزيم في الوقت الذي راجت قبل ايام وعلى لسان الرئيس فؤاد السنيورة مثلاً اننا اقتربنا من الحل. ما الذي جرى؟ لماذا هذا الخطاب التصعيدي؟».

ورأى ان خطاب الحريري «على رغم بعض ما ورد فيه، كان خطاباً معتدلاً قياساً بخطابي جعجع وجنبلاط، وتالياً قد نكون نشهد اليوم عودة الى ما جرى مع اتفاق الرياض حين عقده النائب سعد الحريري مع قيادتي حزب الله وحركة امل وأجهضه كل من جنبلاط وجعجع».

وكان حشد كبير جداً بدأ منذ ساعات الصباح الاولى التجمع في ساحة الشهداء قدرته الوكالة الفرنسية للانباء بـ «مئات الالاف» فيما قدرته «رويترز» بـ 300 الف احيوا ذكرى الحريري.