قالت أرملة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري إنها مؤمنة بأن المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال زوجها سوف تقوم، رغم الأجواء الضاغطة، قائلة انها تتمنى ان تتحقق هذه الامنية «في حياتنا»، مرددة ان الذين اغتالوا زوجها «سوف يندمون لانهم سيقولون يوما: أين انت يا رفيق لتخلصنا مما نحن فيه».
وقالت نازك رفيق الحريري في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من منزلها في باريس حيث تقيم منذ اغتيال زوجها: «الحشود (التي خرجت امس لاحياء الذكرى الثانية لاغتيال الحريري) تحمل لي بعض العزاء، ولكن العزاء الحقيقي يكون في المحكمة الدولية، هي وحدها الكفيلة بان تطفئ النار المشتعلة داخلنا، ليس من باب الثأر ولكن لنعرف الحقيقة ولكي يعود الأمن الى لبنان، لنعود اليه ونعيش فيه بسلام وليستتب الأمن ايضا في كل المنطقة».
وقالت نازك الحريري، التي غابت عن المراسم في بيروت وتابعت مشاهدها عبر التلفزيون من باريس، ان تدفق اعداد كبيرة من اللبنانيين للمشاركة في الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل «إثبات للوفاء والمحبة والاخلاص والوطنية والانسانية كما انه فعل تضحية ايضا لأنهم عرضوا أنفسهم للخطر»، مضيفة ان عملية تفجير الحافلتين في المتن الشمالي من لبنان التي سبقت الذكرى وراح ضحيتها ثلاثة لبنانيين «كانت توحي بأجواء ارهابية ولكن الحمد الله انقضت الامور بسلام وانا اعتقد ان فئة صغيرة وراء هذه الجريمة وليس حزب او مجموعة كبيرة».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت متفائلة حيال امكان قيام مشروع المحكمة الدولية في ظل تزايد وتيرة التوتر السياسي والامني، قالت «ان شاء الله المحكمة الدولية ستقوم، عندي امل كبير، لأن هنالك قناعة من مجلس الامن الدولي نفسه، فهو الذي يريد المحكمة ويريد معرفة القتلة من البداية، هذا مطلب شرعي ودستوري للبلد قبل ان يكون مطلبنا نحن كعائلة».
وتابعت «لي ايمان كبير بالله وايمان بانه سيحق الحق اخيرا، ان شاء الله تتحقق هذه الامنية في حياتنا». وحول ما اذا كانت تخشى على حياتها وحياة افراد عائلتها، وخصوصا سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، قالت «ايماني بالله كبير وبأنه لن يضر احدا من العائلة، سلمتهم وسلمت أمري الى الله، فاذا كتب لنا ان نعيش سنعيش، والا نموت فداء الوطن، هذا امر مكتوب، الله يهدي الجميع فلا يريدون لنا سوى الخير لاننا لم نعمل الا الخير في حياتنا ورفيق الحريري كان رجل خير».
وأضافت «هنالك جهة تتميز بالجبن والغدر في الدم وسوف يأتي يوم ويندمون على فعلتهم ويقولون: أين أنت يا رفيق لتخلصنا مما نحن فيه. قلتها في البداية عندما وصلني النبأ الفاجعة باستشهاد رفيق، قلت يومها سوف يندمون ويقولون ان لا بديل عن رفيق الحريري لانه كان معتدلا وصادقا ومنفتحا على الجميع ولم يشعر يوما بان حل مشكلة لبنان يجب ان يكون على حساب أي دولة او أي وطن عربي».