مصر: إرجاء انتخابات مجلس شورى الإخوان ومكتب الإرشاد لأجل غير مسمى 

بسبب إحالة عدد كبير من قيادات الجماعة للقضاء العسكري

TT

كشفت مصادر إخوانية مطلعة في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قررت إرجاء انتخابات مجلس شورى وأعضاء مكتب إرشاد الجماعة التي كان مقررا إجراؤها خلال الفترة الحالية إلى أجل غير مسمى، بسبب إحالة عدد كبير من قيادات الجماعة على رأسهم النائب الثاني للمرشد العام خيرت الشاطر إلى المحكمة العسكرية.

وقالت المصادر، إن إجراء انتخابات المؤسستين رفيعتي المستوى بالجماعة «مجلس الشورى ومكتب الإرشاد»، المتوقفة منذ عام 90 مستبعد تماما في هذه الظروف، وهذا التوقيت، مشيرة إلى الحكومة المصرية لن تتورع عن القبض على أي تجمع إخواني في هذا الشأن، بالنظر إلى حدة الصدام بين الحكومة والجماعة حاليا، بسبب رفض الإخوان للتعديلات الدستورية التي طرحها الرئيس المصري حسني مبارك على البرلمان، وأعادت المصادر إلى الأذهان ما حدث عام 1995 حين ألقت الشرطة القبض على أعضاء مجلس شورى الجماعة أثناء اجتماعهم لإجراء انتخابات المجلس حينها.  ولفتت المصادر إلى أن الجماعة لا تسعى لمواجهة الحكومة في الوقت الحالي خاصة بعد القبض على معظم قيادات الجماعة على حد وصف المصادر وقالت: نحن لسنا متخوفين من تأخير إجراء هذه الانتخابات، رغم أن اثنين من أعضاء مكتب الإرشاد ضمن المحالين للقضاء العسكري هما المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد علي بشر، وكذلك إصابة آخرين من أعضاء المكتب بالشيخوخة، مشيرة إلى أن الجماعة لديها دائما سيناريوهات بديلة لمواجهة المواقف الطارئة.

وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الحكومة تهدف من إحالة الشاطر وبشر ومداومة القبض على قيادات آخرين مثل أمين عام الجماعة الدكتور محمود عزت وبعض أعضاء مكتب الإرشاد أمثال الدكتور محمد مرسي والدكتور رشاد البيومي، لجعل المرشد العام مهدي عاكف يقف وحيدا في المواجهة، وشددت المصادر على أن الحكومة لا تدرك استعداد الجماعة لهذه الاحتمالات، وذلك بتجهيز البدلاء حسب اللائحة. وتابعت المصادر قائلة: نحن في حل من الكشف عن ترتيبات الجماعة، غير أنها حرصت على تأكيد عدم حدوث فراغ حول مرشد الجماعة بسبب غياب القيادات.وكانت جماعة الإخوان أجر ت قبل عدة أشهر انتخابات أعضاء مجلس الشورى على مستوى المحافظات ومسؤولي المكاتب الإدارية بها في سرية شديدة، وكذلك انتخابات القواعد والكتائب والشعب والسرايا الإخوانية، وحصل الشباب فيها على ما يقرب من 70% من المقاعد على حد تأكيد قيادات عليا في الجماعة. وفي تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، دعا عضو مكتب إرشاد الجماعة محمد هلال، الذي شغل منصب المرشد العام مؤقتا لعدة أيام عقب وفاة المرشد مأمون الهضيبي، وقبل اختيار المرشد الحالي مهدي عاكف، رفاقه داخل المكتب ممن تجاوزوا عامهم السبعين لاعتزال مواقعهم وترك الفرصة أمام جيل الشباب الذين تخطوا الخمسين من عمرهم ـ على حد وصفه ـ ليأخذوا أماكنهم داخل الجماعة ويقودوا الدعوة، معتبرا أن المرحلة التي يمر بها الإخوان مرحلة مهمة وحساسة.