قادة عرب في القمة الفرنسية الأفريقية وجدول الأعمال يشمل الشرق الأوسط ودارفور

40 رئيس دولة وحكومة في القمة

TT

تبدأ القمة الفرنسية ـ الأفريقية أعمالها صباح اليوم، في قصر المهرجانات الشهير في منتجع كان السياحي، الذي يستضيف سنويا مهرجان السينما الدولي. ويشارك في هذه القمة الرابعة والعشرين حوالي أربعين رئيس دولة وحكومة وثمانية ممثلين من مرتبة أقل من القارة الأفريقية، التي قام الرئيس شيراك بدعوة كل رؤساء دولها وحكوماتها الـ53.

وكان شيراك، الذي تمثل القمة آخر نشاطاته الرئيسية كرئيس للجمهورية الفرنسية، قد التقى على حفل عشاء مساء أمس رؤساء دول وحكومات البلدان الفرنكوفونية للتدارس في «الأمور السياسية الحساسة»، وفق ما أفادت به مصادر رئاسية فرنسية، في إشارة الى النزاعات التي تضرب أفريقيا من دارفور الى نزاعات وسط افريقيا وغيرها.والظاهرة اللافتة في هذه القمة هي غياب الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي. وحسب آخر تعداد للحضور، فإن ليبيا ليست ممثلة في قمة كان. وتربط المصادر الفرنسية بين غياب القذافي ومسألة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، الذين حكم عليهم مجددا بالإعدام، وما يمكن أن يتعرض له القذافي من ضغوط داخل القمة، فضلا عن التعبئة التي يعرفها الرأي العام الفرنسي حول هذه المسألة.وبالمقابل، فإن الرئيس السوداني الفريق عمر البشير يمثل السودان، وقد وصل الى مدينة كان مساء أمس. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية، إن موضوع دارفور سيكون من بين المواضيع السياسية الرئيسية التي ستتناولها القمة والتي، كما يبدو، ستطلب من الرئيس البشير أن يقبل بتنفيذ المرحلة الثالثة من الاتفاق الذي توصلت اليه الأمم المتحدة مع السودان، والذي يقضي بنشر قوات دولية في دارفور لوقف أعمال العنف والقتل والتهجير. وحتى الآن، يرفض السودان تطبيق النقطة الثالثة، وتمسك بوجود قوة السلام الأفريقية. وبالإضافة الى ذلك، تكاثرت الاتصالات على المستوى الوزاري أمس في كان لترتيب قمة ثلاثية بين رؤساء السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى لدراسة الوضع في المفجر في هذه المنطقة، والوصول الى ترتيبات تهدئ الجبهة السودانية ـ التشادية، التي تشتعل أحيانا، بسبب العمليات التي تنفذ عبر حدود البلدين. وفي الأشهر الأخيرة، تدخلت فرنسا مرتين لإنقاذ نظام الرئيس إدريس دبي، الذي جاء الى كان بحثا عن مزيد من الدعم الفرنسي والأفريقي.

وفيما يحضر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة القمة، يغيب عنها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي انتدب مكانه شقيقه الأمير مولاي الرشيد، كما يغيب عنها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي انتدب مكانه رئيس وزرائه. ويلقي اليوم الرئيس المصري حسني مبارك خطابا في الجلسة الافتتاحية. ومن المقرر أن تستضيف مصر القمة الفرنسية ـ الأفريقية القادمة. غير أن القرار النهائي يعود لرؤساء الدول والحكومات. لكن الأمر محسوم بسبب رغبة باريس في أن تحصل القمة في القاهرة أو في مدينة مصرية أخرى.وتأتي هذه القمة بعد قمة شاملة وجامعة ضمت كل الدول الأفريقية والصين. وتعليقا على هذا الموضوع، نفى الناطق الرئاسي جيروم بونافون أن يكون ثمة تنافس بين فرنسا، القوة المستعمرة سابقا وبين الصين، التي يقوى حضورها في القارة السوداء بشكل واضح. وقال بونافون أن «لا أحد يأخذ مكان أحد». لكنه في الوقت عينه وبكلام يحمل انتقادا ضمنيا للصين ولسياستها التي تبررها حاجتها للمواد الأولية الأفريقية وأولها النفط، دعا الى احترام البيئة في استخراج المواد الأولية، كما دعا الصين الى الاحتذاء بالدول الأوروبية التي قامت بإعفاء أفريقيا من جزء كبير من ديونها.ومن اللافت للنظر حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القمة بدعوة من شيراك، وبصفتها رئيسة الاتحاد الأوروبي ورئيسة مجموعة الدول الصناعية (جي 8). وشدد قصر الإليزيه على الدور الذي لعبه شيراك منذ مجيئه الى رئاسة الجمهورية على جعل افريقيا موضوعا رئيسيا في المؤتمرات الدولية. وقال المصدر الرئاسي إن فرنسا تدعم تعزيز حضور افريقيا في مجلس الأمن «إذا حصلت تعديلات على تشكيله»، كما تدعم تعزيز حضورها في المؤسسات المالية الدولية، وتحديدا في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وستدور أعمال المؤتمر، الذي سيوفر الفرصة للقاءات ثنائية عديدة على ثلاثة محاور هي: افريقيا ومجتمع المعلومات والهوة الرقمية بينها وبين العالم المتقدم وموقع أفريقيا في العالم وفي مؤسساته، وأخيرا أفريقيا والمواد الأولية. وشكلت لكل محور لجنة تقدم تقريرا عن أعمالها ويؤخذ في البيان النهائي.ومن المنتظر أن تعقد في النصف الثاني من العام الجاري قمة أوروبية ـ افريقية في لشبونة تريدها فرنسا تأسيسية ومؤهلة للاستمرار.