أولمرت: تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية قد يحدث انعطافا تاريخيا في المنطقة

عشية سفره إلى تركيا حيث استقبل بالاحتجاج على الحفريات في منطقة الأقصى

TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، أمس، رفضه لمهاجمة اتفاق مكة المكرمة بين حركتي حماس وفتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وقال ان تشكيل هذه الحكومة يمكن أن يتحول الى انعطاف تاريخي في المنطقة.

وأوضح أولمرت قصده من هذا التصريح، قائلا إن على هذه الحكومة أن تقبل بشروط الرباعية الدولية القاضية بالاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقيات الموقعة معها ونبذ العنف. وأكد ان مثل هذه الخطوة ستفتح الآفاق أمام مفاوضات سلمية شاملة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية يتم فيها التفاوض حول مجمل القضايا. وجاء هذا التصريح تعقيبا على ما دار في مكتبه الليلة قبل الماضية من نقاش طرحه عدد من العسكريين وقادة أجهزة الأمن الذين هاجموا اتفاق مكة والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على كتاب التكليف الذي سلمه لرئيس الحكومة اسماعيل هنية، كونه خاليا من أي طلب بالايفاء بشروط الرباعية الدولية. وطلب هؤلاء من أولمرت ان يشدد موقفه من هذه الحكومة وان يطالب أبو مازن في لقاء القمة، يوم الاثنين المقبل، بتغيير شروطه لتشكيل الحكومة ووضع برنامج للاعتراف الصريح بإسرائيل والقبول بالاتفاقات معها ونبذ العنف والإرهاب تماما.

وكان بعض هؤلاء قد طلبوا من اولمرت، في مطلع الأسبوع، ان يلغي لقاءه مع أبو مازن بسبب اتفاق مكة. لكنه عاد ليؤكد، أمس أيضا، انه سيحضر الى اللقاء. وهم أيضا تراجعوا في أعقاب تصريح وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بأن اللقاء سيتم في موعده.

وأكد مسؤول أميركي أمس، ان اللقاء سيتناول جميع القضايا المطروحة في الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، بما في ذلك قضايا التسوية الدائمة، على عكس ما قاله أولمرت قبل يومين بأنه لن يتطرق الى قضايا التسوية الدائمة.

وسئل اليخاندرو وولف، الذي يرأس حاليا بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن تقارير من اسرائيل بأن اولمرت يستبعد بعض القضايا في المفاوضات التي تعتزم رايس عقدها في القدس يوم الاثنين بهدف احياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة. وقال وولف للصحافيين «لم أطلع على تلك التعليقات»، مضيفا أن جدول اعمال رايس للاجتماع لا يستبعد أي قضية من النقاش.

وسيعقد لقاء أولمرت ـ أبو مازن في القدس بحضور رايس في البداية. لكن رايس ستعقد جولتين من المحادثات مع كل منهما على حدة، ثم تعود لتجمعهما في لقاء آخر. وحسب مصدر مقرب من أولمرت فإن الحيز الأكبر من الحديث سيكون حول الحكومة الفلسطينية ومدى اسهامها في تغيير واقع العلاقات بين الطرفين وفتح الآفاق السياسية أمام استئناف مفاوضات السلام. وعاد ليؤكد ان اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، غلعاد شليط، سيكون منعطفا في العلاقات وسترد عليه اسرائيل باطلاق سراح عدد كبير من الأسرى وبتسهيل كبير في حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وازالة عشرات الحواجز العسكرية.