الأطلسي وطالبان يستعدان لـ «معركة الربيع الكبرى»

الحركة الأصولية تكشف عن وجود 200 انتحاري جاهز للعمليات

TT

اعلنت حركة طالبان انها تحضر لهجوم واسع النطاق في الربيع، فيما يقول حلف شمال الاطلسي انه يريد الامساك بزمام المبادرة العسكرية في افغانستان، بعد اكثر من خمس سنوات على سقوط النظام الاصولي.

وبعد المعارك العنيفة التي شهدها جنوب البلاد خلال صيف 2006 والتي كانت الاعنف منذ سقوط نظام طالبان اواخر 2001، تم تعزيز القوة الدولية للمساعدة على حفظ في الامن في افغانستان (ايساف) بالقوات والعتاد في اطار التحضيرات «لمعركة الربيع الكبرى».

وقال المتحدث باسم ايساف، الكولونيل توم كولينز «في الاشهر المقبلة، ستنفذ ايساف عمليات واسعة النطاق لبسط سلطة الحكومة وتسهيل مشاريع اعادة الاعمار».

من جهته، حذر السفير الاميركي في كابل، رونالد نيومان من ان «العملية لن تهدف فقط الى احتواء طالبان انما مواجهتم عبر شن هجمات قوية جدا». ويحضر طالبان هم ايضا لعملية خلال الموسم المقبل. ويؤكد الملا عبد الرحيم الذي يقدم نفسه على انه القائد العسكري لطالبان في ولايو هلمند (جنوب)، ان ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف مقاتل «سينفذون هجوما هذا الربيع» بعد الهدوء النسبي الذي غالبا ما يسود في الشتاء في هذا البلد الجبلي.

وقال في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «بالاضافة الى هؤلاء العناصر، لدينا 200 رجل مستعد أن يفدوا انفسهم في سبيل ارضهم ودينهم. وسنستخدم هذه القنابل البشرية للتسبب باكبر عدد من الضحايا في صفوف اعدائنا».

واستهدفت نحو 130 عملية انتحارية «ايساف» والسلطات الافغانية عام 2006 مقابل نحو عشرين في 2005، بحسب الارقام الرسمية.

ونفى الملا عبد الرحيم وجود مقاتلين أجانب بين مقاتلي طالبان، من الشيشان أو الاوزبكيين او الويغوريين، كما اعلن في الآونة الاخيرة حاكم ولاية هلمند، اسعد الله وفا.

وقال الملا رحيم «ليس لدينا مقاتلون اجانب، انهم مقاتلونا الذين ينتقلون من منطقة الى اخرى ومن ولاية الى اخرى وقبل «معركة الربيع الكبرى»، ازدادت المواجهات في الايام الاخيرة في ولاية هلمند، لا سيما بعد حملة ازالة الخشخاش في الولاية والتي اطلقت في الآونة الاخيرة في هذه المنطقة حيث يصل انتاج الافيون الى مستويات قياسية، مع تسجيل زيادة بنسبة 179% العام الماضي.

ويقوم اكثر من 80% من الفلاحين في هذه الولاية التي تشهد اكبر نسبة انتاج للأفيون، بزراعة الخشخاش، وهم يتمتعون بحماية طالبان في اغلب الاحيان، بحسب الامم المتحدة.

والسنة الماضية استهدفت حوالي 130 عملية انتحارية قوة حلف شمال الاطلسي والسلطات الافغانية مقابل 20 في العام 2005 بحسب ارقام رسمية.

من جهة اخرى نفى الملا عبد الرحيم وجود تعزيزات اجنبية من الشيشان او الاويغور او الاوزبكستانيين او الباكستانيين، كما اعلن في الاونة الاخيرة حاكم ولاية هلمند اسد الله وفا. وقال عبد الرحيم «ليس لدينا مقاتلون اجانب، انهم اشخاص من الافغان يتنقلون من منطقة الى اخرى ومن ولاية الى اخرى». ويسيطر عناصر طالبان منذ 2 فبراير (شباط) على موسى قلعة، كبرى مدن منطقة في ولاية هلمند. وجرت عدة مواجهات دامية في الايام الماضية في هذه الولاية حيث ينتشر خصوصا اكثر من 5 الاف جندي بريطاني.

يذكر ان عام 2006 كان الاكثر دموية في افغانستان منذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001. ويقول المراقبون ان استيلاء طالبان على مدينة موسى قلعة التي تشكل مركز قضاء هذه الولاية، شكل بداية هذه المواجهات المتزايدة.

وازدادت العمليات الجوية التي تدعم القوات البرية بنسبة 80% منذ مطلع السنة مقارنة مع الفترة ذاتها في العام 2006، بحسب ما نقلت الصحف الاميركية عن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

من ناحية ثانية، يشن مئات الجنود البريطانيين عملية في منطقة كاجاكي المجاورة لموسى قلعة للسماح باستئناف الاشغال في سد لتوليد الكهرباء.

ويقول احمد رشيد الصحافي والخبير الباكستاني في الشؤون الافغانية، ان ثلثي ولاية هلمند المجاورة لولاية قندهار المعقل الآخر لطالبان لا يخضعان لسيطرة السلطات وان تعزيزات حلف شمال الاطلسي في جنوب البلاد غير كافية.

ويضيف ان «على الحلف الاطلسي مواجهة طالبان بالقوة وتعزيز السيطرة على الحدود مع المناطق القبلية الباكستانية التي تشكل قاعدة خلفية لطالبان، لكنه لا يتمتع بالامكانات الكافية لذلك».

وقد ازدادت قوات الاطلسي في اقل من سنة من تسعة آلاف الى 35500، لكن نحو ثلث عديد هذه القوات متمركز في جنوب افغانستان حيث يتحصن المتمردون.