البرلمان الأوروبي يتهم حكومات أوروبية بالتستر على رحلات سرية لـ«السي.آي.إيه»

TT

قال البرلمان الأوروبي أمس ان حكومات وأجهزة مخابرات أوروبية وافقت على رحلات جويةأميركية لنقل مشتبه فيهم بجرائم إرهابية وأخفت الأمر. جاء ذلك في تقرير اختتم تحقيقات استمرت عاما في مزاعم بأن وكالة المخابرات المركزية الاميركية «السي.آي.إيه» اعتقلت سرا مشتبها فيهم بجرائم ارهابية في أوروبا ونقلت بعضهم لدول تمارس التعذيب.

وطالب البرلمان الأوروبي من حكومات الدول الأعضاء في المجموعة الأوروبية الموحدة، القيام باجراء تحقيقات منفصلة ومستقلة بشأن وجود 1245 رحلة سرية نفذتها طائرات تابعة لـ«السي.آي.إيه»، لنقل عدد من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب عبر الاجواء والمطارات الأوروبية. واعتمد أعضاء البرلمان الأوروبي تقريرا حول هذا الصدد، خلال جلسة انعقدت امس في مقر البرلمان في ستراسبورغ، وادان التقرير كل من الرحلات والسجون السرية، واحتجاز اشخاص بصورة غير شرعية، في اربعة عشرة دولة اوروبية على الاقل، وقال التقرير ان حكومات تلك الدول، ربما كانت على علم بتلك الامور التي تشكل انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان. وقالت مصادر البرلمان الأوروبي امس، ان مجموعات حزبية داخل البرلمان، سبق ان طالبت تخفيف حدة الانتقادات للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، باجراء تعديلات على التقرير الذي تلقاه البرلمان من لجنة التحقيق التي شكلها العام الماضي خصيصا لهذا الأمر، وان التقرير شهد اجراء بعض التعديلات قبل اقراره، ومنها استبعاد ادانة واضحة للحكومة الألمانية، كما حذفت فقرة تتضمن اقتراح بفرض عقوبات على الدول التي تعاونت في هذه الأمور، وأيضا حذفت فقرات تتضمن انتقادات لشخصيات اوروبية، ومنها مانويل باروسو الذي كان يتولى رئاسة الحكومة في بلاده قبل ان يتولى حاليا رئاسة المفوضية الاوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي.

وفي بيان صادر عن البرلمان الأوروبي في بروكسل، باسم مجموعة الخضر اليسارية التي يشارك عدد منها في لجنة التحقيق، أشار العضو في لجنة التحقيق الايطالي جيوستو كاتانيا، ان الحكومات الاوروبية تورطت بشكل تام في تلك الجرائم، وأضاف في مداخلة له اثناء المناقشات التي اجراها اعضاء البرلمان الأوروبي حول التقرير: ان تناول البرلمان الأوروبي لملف الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الارهاب والتي تضمنت طرقا اجرامية تواطأت فيها حكومات اوروبية، يعتبر في حد ذاته امرا مهما جدا، وتعامل البرلمان مع المسألة بشكل صارم، وعرضنا من خلال التقرير وجود أكثر من ألف رحلة سرية والعشرات من حالات الاختطاف لأشخاص يشتبه في علاقتهم بالارهاب. وأشار الى ان التقرير تضمن عددا من الشخصيات الكبيرة في الاتحاد الأوروبي، ومنهم خافيير سولانا، المنسق الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية بالاتحاد الأوروبي، ورئيس المفوضية باروسو الذي كان رئيس حكومة البرتغال، والذي كان وقتها على علم بالاستراتيجية الأميركية، وأيضا الإيطالي فرانكو فراتيني، المفوض الأوروبي الحالي للشؤون الأمنية والذي كان يتولى المسؤولية الأمنية في ايطاليا وقت اختطاف أبو عمر المصري. كما تضمن البيان انتقاد العضو سلفيا ايفون (المانيا)، لحكومة بلادها، واعتبر الاعمال التي قامت بها الحكومة في هذا الصدد، اعمالا غير مقبولة على الإطلاق. ومن البلدان التي ينتقدها التقرير، بريطانيا وألمانيا واسبانيا وإيطاليا، على أنها أدارت ظهرها للرحلات الجوية السرية التي كانت تقوم بها «السي.آي.إيه». وكان البرلمان الأوروبي قد أقام السنة الماضية لجنة مؤقتة مكونة من برلمانيين للتحقيق في الموضوع. وكان أول من كشف عن مزاعم وجود هذه الرحلات هي «صحيفة واشنطن بوست» الأمريكية، في نوفمبر (تشرين الأول) 2005، وقد توجهت وفود من البرلمانيين الأوروبيين إلى عدة دول منها، رومانيا، وبولندا، وبريطانيا، الولايات المتحدة، وألمانيا للتحقيق في الادعاءات حول الطائرات السرية.