استئناف المحادثات بين الكوريتين.. أول ثمار اتفاق تفكيك الأسلحة النووية

واشنطن تتحدث عن «عمل شاق» ينتظر تنفيذ اتفاق بكين

TT

أعلنت الدولتان الكوريتان أمس أنهما اتفقتا على استئناف المحادثات الثنائية على المستوى الوزاري التي جرى تعليقها بعد أن أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من التوصل إلى اتفاق في المحادثات السداسية في بكين ستتخذ بمقتضاه كوريا الشمالية خطوات لتفكيك منشآتها النووية مقابل مساعدة في مجال الطاقة يفترض ان تصل الى مليون طن من النفط وفوائد اخرى.

وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية في بيان ان مندوبين من البلدين سيجتمعون في مدينة كايسونغ الحدودية الكورية الشمالية (اليوم الخميس) لمناقشة موعد بدء المحادثات. وذكرت وكالة الانباء الرسمية لكوريا الشمالية أن رئيس وفد بيونغ يانغ الى المحادثات بين الكوريتين وافق على اقتراح لكوريا الجنوبية لاستئناف الاتصالات.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية النظرية لان الحرب الكورية التي استمرت بين عامي 1950 و1953 انتهت بهدنة لم تتوج بمعاهدة سلام وتفصل بين البلدين حدود هي الاكثر تحصينا في العالم. وتحرص حكومة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون على تفادي انتقاد بيونغ يانغ وتتبع سياسة للحوار والاستثمار والمعونات لمحاولة اقناع جارتها الشيوعية بالانفتاح على العالم، لكن سيول أوقفت المعونات بعد تجارب الصواريخ التي أجرتها كوريا الشمالية في يوليو (تموز) الماضي، ولم تعقد أية اجتماعات على مستوى عال بين البلدين منذ ان اجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية في اكتوبر الماضي.

واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي ان الاختراق الذي حصل في بكين في الملف النووي الكوري الشمالي يمكن ان يؤدي الى اتفاق سلام اشمل في شبه الجزيرة الكورية، وجاء في بيان نشرته الرئاسة فيما يقوم الرئيس بزيارة الى اسبانيا: «المهم في نقاط الاتفاق الى جانب تسوية المسألة النووية، هو العبارة التي تشير الى ان المفاوضات ستتناول مسألة نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية». واضاف بيان الرئيس الكوري الجنوبي الذي تحدث الليلة قبل الماضية خلال لقاء مع الجالية الكورية الجنوبية في اسبانيا انه الى جانب ذلك فان «الاتفاقات تدعو الى اجراء محادثات هادفة الى وضع آلية تعاون متعدد الاطراف في المجال الامني في شمال شرق آسيا».

في هذه الأثناء، حذر كبير المفاوضين الاميركيين في المحادثات السداسية، كريستوفر هيل، امس، من أن عملا شاقا ما زال ينتظر تنفيذ الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، وقال هيل للصحافيين في طريقه الى المطار: «اعتقد اننا جميعا بحاجة الى راحة في الساعات الاربع والعشرين القادمة لكن امامنا الكثير من العمل، وعلينا ان نبدأ عملية تنفيذ هذا الاتفاق»، واضاف قائلاً: «لدينا جداول زمنية طموحة».

ويتحدث اتفاق بكين أيضا عن استئناف للعلاقات الدبلوماسية بين بيونغ يانغ وواشنطن، ورفع اسم كوريا الشمالية من القائمة الاميركية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب. وقال هيل في اشارة الى البند المتعلق برفع اسم كوريا الشمالية من القائمة السوداء: «علينا ان نبدأ عملية بشأن ذلك، بعضها قانوني وبعضها سياسي وبعضها دبلوماسي وبعضها مرتبط بالافتراض الاساسي بانهم عندما يتخلون عن النشاط النووي فان كل شيء سيكون ممكنا، اما اذا لم يتخلوا فلا شيء ممكن».