محمدوف يدعو لإصلاحات لا تمس النظام السياسي الشمولي في تركمانستان

بعد فوزه رسميا بانتخابات الرئاسة خلفا لنيازوف

TT

فاز قربان قولي بردي محمدوف في الانتخابات الرئاسية التركمانستانية التي جرت الاحد الماضي، وأكد عزمه إجراء إصلاحات في الصحة والتعليم، الا انه لم يشر الى اصلاحات في النظام السياسي الشمولي الذي اقامه سلفه الرئيس الراحل صابر مراد نيازوف.

وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية مراد كارييف امس، أمام المجلس الشعبي، فوز محمدوف، الذي كان رئيساً بالوكالة، بنسبة 89.23 في المائة، مخاطباً الرئيس الجديد ان «الشعب سلمك مصيره».

وخلف محمدوف، 49 عاما، لولاية تستمر خمسة اعوام، الرئيس السابق نيازوف الذي توفي في 21 ديسمبر (كانون الاول) 2006 بعد عقدين من الحكم المطلق. وفاز محمدوف بسهولة أمام 5 مرشحين آخرين هامشيين في هذه الانتخابات كلهم من المنتمين الى حزب محمدوف الحزب الديمقراطي، بيد انها المرة الاولى في تاريخ هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى التي يتقدم فيها عدة مرشحين لانتخابات رئاسية. وكان نيازوف يعين في كل مرة باستفتاء قبل أن يمنح نفسه في 1999 لقب الرئيس مدى الحياة. وادى محمدوف على الفور اليمين الدستورية واعدا باحترام «كل القوانين والدستور والعمل من اجل خير الشعب ومن اجل تنمية بلدنا عبر اتباع النهج الذي رسمه صابر مراد تركمان باشا (زعيم كل التركمان)». وخلال مراسم طبعتها تقاليد البلاد، طلب فنانون من الرئيس الجديد المشي على سجادة بيضاء بسطت على المنصة حتى «يكون المستقبل واضحا وشفافا».

وجدد محمدوف في خطابه التأكيد على وعوده الانتخابية، مؤكداً ان بلاده التي تملك احتياطيا يبلغ 2900 مليار متر مكعب من الغاز «ستحترم» عقود تسليم الغاز القائمة. وتشتري روسيا حاليا بسعر زهيد معظم كميات غاز تركمانستان لتقوم بإعادة تصديرها بسعر أغلى الى اوكرانيا والغرب. وترغب أوروبا والصين في اقامة خطوط انابيب لنقل الغاز في اتجاههما للحصول بشكل مباشر على منتجات الطاقة التركمانية.

وأكد محمدوف عزمه مواصلة نهج سلفه نيازوف، كما وعد بتنفيذ إصلاحات في مجالي الصحة والتعليم القطاعين اللذين عانيا من «تقشفات الموازنة» التي نفذها نيازوف الذي كان ينفق بلا حساب على اقامة تماثيل وقصور له. وقال الرئيس الجديد: «سنبني معاهد (جامعية) ودور حضانة في كل المناطق وفي كل اقليم سنشيد مراكز طبية». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ممثل شركة مقاولات فرنسية كبرى حضر الموكب قوله إنه تمت استشارة شركته «بشأن برنامج ضخم لإقامة خمسة آلاف شقة اجتماعية سنويا».

وأكد محمدوف ان شبكة انترنت ستكون متاحة «للجميع» وانه يجب على كل تركماني «ان يتحدث ثلاث لغات على الاقل» في الوقت الذي اصبحت فيه تركمانستان في ظل عهد نيازوف أحد اكثر الدول انغلاقا في العالم، غير ان الرئيس الجديد لم يشر الى اصلاحات للنظام السياسي الشمولي الذي اقامة سلفه.

وقال دبلوماسي غربي «إن الحكم لا يمكن ان تتم ادارته كما في عهد نيازوف، ان محمدوف هو الاول بين متساوين، وسيكون عليه التعامل مع الآخرين. واعتقد ان الحكم سيكتسي طابعا اكثر جماعية». وجرت مراسم تنصيب الرئيس الجديد بحضور العديد من الضيوف الاجانب بينهم رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف والرئيس الافغاني حميد كرزاي ونظيره الاوكراني فيكتور يوتشينكو ورئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، وشهد الحضور عقب ذلك عرضا عسكريا واكبه آلاف التركمان الذين كانوا يلوحون باعلام بلادهم.