الخليجيون يتحاورون مع الغرب عبر معرض «لغة الصحراء»

أبوظبي بعد بون وباريس.. وسويسرا ونيويورك المحطة المقبلة

TT

سيكون الفن الخليجي المعاصر، هو الوسيلة التي يأمل المثقفون الخليجيون أن يتمكنوا من خلالها من التحاور مع الغرب، وذلك من خلال معرض «لغة الصحراء» الذي ستحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي الأحد المقبل. ويصل المعرض إلى أبوظبي، وهي المرة الأولى التي يعقد هذا المعرض في دولة عربية، بعد الافتتاح الناجح للمعرض في متحف كوست في بون بألمانيا، ومن ثم انتقاله إلى باريس حيث أقيم في معهد العالم العربي. وتقول الدكتورة كارين أدريان، وهي ألمانية مؤسسة للمعرض ومسؤولة عنه، أن المعرض يصل إلى ابوظبي «ليعرض للمرة الأولى في موطنه بعد أن توسع ليضم ابداعات الفنانين الموهوبين في كل دول الخليج». وتضيف بأن الأوروبيين كانوا يعتقدون أنه لا توجد هناك حركة فنية معاصرة في المنطقة الخليجية «وهذا ما تغير لديهم بعد انطلاق المعرض في بون وفي باريس».

أما لماذا الصحراء؟ فيقول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، أن الصحراء ظلت منذ قديم الأزل «تمثل جزءا اصيل من حياتنا وتقاليدنا حيث تعلمنا منها فضيلة البر والتواضع»، ويضيف «كان لزاما علينا أن نعبر عن سعادتنا في قيام هذا المعرض الذي يسلط الضوء على الصحراء، ليس فقط من حيث المظهر بل من الجوهر أيضا».

ويعكس المعرض، الذي تعرض فيه أعمال مجموعة من المبدعين الخليجيين من الرسامين والنحاتين والمصورين، نماذج للابداعات العربية المعاصرة، حيث تعيد تلك الأعمال إلى الأذهان تلك الحقبة التي شهدت ازدهار فنون العمارة الاسلامية الممزوجة باللوحات المعبرة للمستشرقين.

وتقول هدى كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والتراث، أن لغة الصحراء تأكيد على الدور الذي يلعبه الفن والابداع في تعميق التواصل الحضاري وبناء الشخصية الخليجية الثقافية «التي قد تكون الباب الأمثل للتواصل مع العالم أجمع»، وتضيف «نهدف من خلال المعرض لخلق حوار معاصر بين دول الخليج والغرب يقلل من الاختلاف وينمي روح التواصل بين الجانبين».

ووفقا لهدى كانو، فإن الحوار مع الغرب سيكون حوارا ثقافيا حضاريا عبر الفنون، كاشفة عن أن المعرض سينتقل بعد أبوظبي إلى سويسرا ونيويورك.

وأضافت أن معرض «لغة الصحراء» يأتي إثر الإعلان مؤخراً عن منطقة السعديات الثقافية التي ستولد فيها حركة إبداعية جديدة، مؤكدة أن الفنانين المعاصرين في الخليج اليوم هم رعاة لثقافة ستثمر جيلاً جديداً سيؤدي الدور المنوط به في حركة التطور والحضارة. وأكدت كانو أن تأثير المعرض لا يقتصر على الجانب الثقافي، بل يتعداه لتقديم انطباع اجتماعي سياسي إيجابي عن منطقة الخليج والشعوب الإسلامية. كما أن التعليم يبقى الأهم في إنجاز كل المساعي الثقافية والإبداعية، حيث أن المعرض سيوفر الفرصة للمعرفة والتجربة والتعليم من خلال المحاضرات والندوات التي ستقام على هامش الفعاليات.