9 أطفال عراقيين مرضى «ميؤوس» من حالاتهم يعودون لبلادهم من الإمارات اليوم

أهاليهم شكوا من ترتيبات العلاج.. والأطباء أكدوا أنهم تلقوا «أفضل علاج»

TT

يغادر إلى العراق صباح اليوم الخميس، تسعة من الأطفال العراقيين الخمسة والخمسين، الذين قدموا مؤخراً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتقلي العلاج، بعد أن أعلن الأطباء أن حالاتهم ميؤوس منها.

وكان هؤلاء الأطفال ضمن الدفعة الرابعة التي وفدت من العراق لتلقي العلاج من الإصابات التي تعرضوا لها ـ وبعضها خطيرة ـ كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة للاحتلال الأمريكي للعراق. ووفقا لشبكة الأنباء الانسانية «إيرين»، مقرها دبي وتتبع الأمم المتحدة، فلا يزال حوالي 350 طفلاً، معظمهم من بغداد والموصل، على قائمة الانتظار للقدوم إلى الإمارات في وقت لاحق لتلقي العلاج ضمن مبادرة قامت بها الحكومة الإماراتية والهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» وبعض المجموعات الإنسانية المحلية في العراق. وقال أهالي الأطفال الذين سيعودون للعراق إنهم يشعرون بالحزن لسماع قرار الأطباء، وقال أحدهم وهو أحمد خليل «طلبنا الحصول على استشارة أطباء آخرين لتأكيد ذلك، ولكن يبدو أن مستشفى المفرق في أبو ظبي (حيث تم إرسال الأطفال لتلقي العلاج) يرى أن الحالة ميؤوس منها، وأنه لا جدوى من إبقاء أطفالنا لمدة أطول أو إرسالهم لأماكن أخرى». وبين العائدين اليوم رتاج، الطفلة التي تعاني من مرض جلدي يدعى داء السمك، لعدم تمكن الأطباء من معالجة حالتها. وقالت أم رتاج لشبكة الأنباء الإنسانية إن الهلال الأحمر الإماراتي أخبرها بإمكانية إرسال ابنتها إلى الخارج للعلاج ـ حيث تتوفر الأموال للقيام بذلك ـ في حال كانت تعرف أخصائيين يمكنهم المساعدة في شفائها». وأضافت قائلة «أخبرني الطبيب الثلاثاء بأنني سأكون من ضمن الأشخاص الذين سيغادرون الخميس ووصف لرتاج دواءً يمكنها استخدامه لمدة ستة أشهر، وهذا كل شيء. أشعر بأنني خسرت المعركة هنا لأننا سنعود كما جئنا. أعلم أن هذا الدواء ليس هو الأنسب لحالة رتاج لأننا استخدمناه من قبل، ولم يكن له أي مفعول، ولكن الطبيب يصر على أنه قد فعل ما يستطيع فعله». وقالت إنها تعلم أن «هنالك علاجات بديلة وأخصائيين في الخارج يمكنهم معالجة أعراض المرض المصابة به رتاج وقد وأضحت للأطباء هنا ذلك، ولكنهم لم يتخذوا أي إجراء حتى الآن».

من جهتها، شرحت الدكتورة نوال خالد، الأخصائية في طب العيون في مستشفى المفرق سبب إرسال الأطفال التسعة إلى العراق قائلة «حصل جميع الأطفال على العلاج، ونحن نقوم حالياً بتحضير الأجهزة والوصفات الطبية والنظارات والمعدات الطبية والأعضاء الاصطناعية التي هم بحاجة لاصطحابها معهم». وقالت إن «بعضاً من هذه الوصفات هي لثلاثة أو ستة أشهر بحسب الحالة وأن عليهم (أي الأطفال) متابعتها في العراق. فقد حصل جميع الأطفال الذين سيغادرون (المستشفى) على أفضل علاج يمكن أن يُقدَم لهم بينما خضع اثنان منهم لعملية جراحية الأول لتجبير والثاني إلى لتركيب عضو اصطناعي». وأضافت قائلة: «يمكننا القول إنهم جميعاً سعداء بأنهم سيغادرون إلى العراق».

ولكن لم يبد هذا الأمر على وجوه الآباء والأمهات، فابنة أبو غفران وابن سيف اللذان يعانيان من ضعف في البصر سيغادران إلى العراق، بعد أن خضع كليهما لفحوصات في مستشفى المفرق وأجمع الأطباء أنه لا يمكن فعل أي شيء لهما، ولذلك أرسلا إلى مستشفى آخر في العاصمة أبو ظبي. وقال أبو غفران «لقد طلبوا منا الذهاب إلى المستشفى المغربي، ليقولوا لنا النتيجة ذاتها التي حصلنا عليها في مستشفى المفرق، وهي أن حالة ابنتنا باتت ميؤوسا منها». واضاف «قيل لنا إنه باستطاعتنا السفر للخارج للعلاج في حال لم ينجح العلاج هنا، وعندما شرحت لهم بأننا علمنا عن إمكانية تلقي علاج ناجح لحالة طفلتنا في بريطانيا وهولندا، طلب مني الهلال الأحمر الإماراتي جمع المعلومات بنفسي والتعامل مع الأمر».

وقال أهالي الأطفال العراقيين كذلك، إن المشكلة الرئيسية لم تكن في كيفية استقبال الإمارات لأطفالهم، وإنما في الترتيبات المعدة للعلاج. فقبل وصول الأطفال العراقيين إلى الإمارات، قام مجلس رعاية وثقافة الأطفال العراقيين وهو منظمة عراقية تعنى بالشؤون الإنسانية، بإرسال تقاريرهم الطبية كاملة إلى أبو ظبي. ويشعر العديد منهم بالحيرة الآن وهم يتساءلون: لماذا لم يصرح الأطباء في مستشفى المفرق أو كادر العمل في الهلال الأحمر الإماراتي منذ البداية أن حالات أطفالنا ميؤوس منها؟

كما تساءلت أم رتاج «لماذا لم يقولوا شيئاً منذ البداية؟ لا بد أنهم كانوا على علم بذلك لأنهم اطلعوا على المعلومات المطلوبة منذ البداية. كان عليهم أن يوافقوا على الحالات التي يمكن علاجها فقط ورفض الحالات الأخرى. أنا على ثقة بأنهم لو أعادوا النظر في العملية التنظيمية وأدركوا أن الوقت عامل حاسم بالنسبة لنا لما كانت الإمارات قد سمحت لنا بالمغادرة، بدون معالجة أطفالنا».