موسى في جدة: نتوقع نجاح قمة الرياض.. وهناك عرقلة في الملف اللبناني

حذر من مغامرات عسكرية جديدة في المنطقة

TT

توقع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى النجاح للقمة العربية المقبلة في الرياض والتي قال انها ستبحث عددا من الملفات الساخنة، من بينها الملف اللبناني، والوضع في العراق، وملف التسلح النووي الإيراني.

واكد موسى الحاجة الملحة لإيجاد توافق عربي في الوقت الراهن على ما يحدث في الساحة السياسية، واشار الى التأييد الذي حظيت به القمة المعتزم عقدها لحد الآن، وقال «نرجو أن تكون قمة مصالحة للم الشمل، خاصة أنها تحظى بتأييد سعودي ومصري، وسوري، ولبناني، وحتى إيراني على المستوى الخارجي».

وحذر موسى من خطورة إذكاء المذهبية والطائفية في العراق وعدد من الدول العربية الأخرى، وقال موسى خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش منتدى جدة الاقتصادي يوم أمس «يجب ألا نقع في مستنقع الطائفية والمذهبية التي تذكى نارها في عدد من الدول العربية لخدمة أهداف مشبوهة لا تصب في مصلحة الدول العربية».

وأضاف «المذهبية والطائفية خطر حقيقي يتهدد المنطقة في ظل الوضع الأمني الهش الذي تعاني منه المنطقة»، إضافة إلى أن عدم الاستقرار، والتهديد بالحرب، وظهور مشكلات جديدة كمحاولة اذكاء الخلاف بين السنة والشيعة، أمور لا تساعد». وتطرق موسى إلى عدد من الملفات السياسية الساخنة منها الملف النووي الإيراني، ونفى في هذا السياق مزاعم الصحافة الإسرائيلية حول سماح ثلاث دول خليجية باستخدام ممراتها الجوية لتنفيذ أي ضربة محتملة ضد القواعد النووية الإيرانية.

وعبر موسى في سؤال طرحته عليه «الشرق الأوسط» حول موقف عربي موحد بخصوص الملف النووي الإيراني عن قناعة دول الجامعة بخطورة استخدام الطاقة النووية لأهداف غير سلمية، وعدم جدواها، وقال «دول الشرق الأوسط فيما عدا إسرائيل أعضاء في اتفاقية منع الانتشار النووي، وهي تنص على التعهد بعدم تطوير أي برامج نووية لأهداف عسكرية، لكنها تعطي الدول الأعضاء فيها الحق في تطوير برامج نووية لأهداف سلمية كإنتاج الطاقة، وهذا حق مكفول لإيران وغيرها ولا يجب تعطيله».

فيما يتعلق بالملف اللبناني شدد موسى على ضرورة إيجاد حل يأخذ مصالح جميع اللبنانيين بعين الاعتبار، وقال «هناك عرقلة وتباطوء في هذا الملف لكن هناك خطوات حثيثة تتخذ في هذه المسألة بطبيعة الحال، والمهم هو أن هناك وفاقا لبنانيا، وعربيا على أن يكون الحل على أساس «لا غالب ولا مغلوب» وهو أمر ممكن للغاية في المسألة اللبنانية. وأجاب موسى عن سؤال طرح عليه بإمكانية تحقيق وحدة عربية كاملة بقوله «لا يمكننا الحديث أبداً عن وحدة عربية، ولكن يمكننا الحديث عن توافق وتكامل بين الدول العربية، لدينا تنوع ثقافي وإثني يشبه الفسيفساء جميلة الألوان ويجب الحفاظ عليه».

وفي كلمته امام منتدى جدة الاقتصادي حذر موسى من مخاطر وتداعيات تعريض المنطقة لـ«مغامرات عسكرية جديدة»، قائلا: لسنا مستعدين لتكبد ثمن مغامرات عسكرية جديدة فى المنطقة تحت أي مبرر من المبررات التى تدار لحساب أو مصلحة إقليمية محددة دون النظر إلى مصالح المنطقة».

ودعا إلى حل سلمي ومتوازن للملف النووي الإيراني، وقال «نحن نصر على حل سلمى لهذه الأزمة»، فيما شدد على خطورة الملف النووي الإقليمي بشكل عام.

وقال إن ما حدث في العراق وفلسطين نتيجة استخدام القوة العسكرية ومحاولات فرض التغيير بالقوة والتى اعتبرها أساليب لنشر الدمار والدماء والفتن.

وطالب بتوفير الدعم الكامل لاتفاق مكة الذى تم إنجازه مؤخرا تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقال «إن المجتمع الدولي والإدارة الأميركية مطالبين اليوم بإطلاق تحرك جدي نحو إحياء عملية السلام وفق المرجعيات الدولية المتفق عليها والعودة سريعا إلى التفاوض لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مع توفير الإطار الزمني والضمانات اللازمة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه».

وأوضح أن الاضطرابات السياسية في المنطقة مسؤولة عن التداعيات الخطيرة التى تمر بها المنطقة العربية على المستويين السياسي والاقتصادي، مشترطا ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي كعنصر أساسي في التنمية الاقتصادية المستدامة، وتساءل: كيف يمكن تطوير التنمية البشرية والمنطقة مهددة بالمزيد من الازمات بسبب اطلاق ما يسمى بصراع الحضارات والمشاكل المتشابكة من فلسطين الى العراق مرورا بلبنان والسودان والصومال والتي تجاوزت في تفاعلاتها وتأثيرها الحدود الاقليمية. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية مجددا إلى تحقيق الوفاق الوطني والمصالحة بالعراق باعتبارهما طوق النجاة للشعب العراقي وضمان وحدة أراضيه.