خادم الحرمين لشيراك: الجناة لن يفلتوا.. والرئيس الفرنسي يشكره على المساعدة المقدمة للعائلات

باريس: المجموعة التي تعرضت للهجوم كانت من 14 فرنسيا و12 بلجيكيا انطلقوا في رحلة بمبادرة فردية

TT

أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، أعرب فيه عن تعازيه ومواساته وشعب المملكة العربية السعودية، له وللشعب الفرنسي ولأسر ضحايا الحادث الاجرامي، الذي تعرضت له مجموعة من المقيمين فرنسيي الجنسية أول من أمس، أثناء عودتهم من رحلة برية على طريق المدينة المنورة ـ تبوك، سائلاً الله سبحانه وتعالى للمتوفين الرحمة والمغفرة، ولذويهم الصبر والسلوان.

وأكد الملك عبد الله خلال الاتصال الهاتفي، أن من قام بهذا العمل الإرهابي ضد الأبرياء «لا يمثل إلاّ نفسه، ولن يفلت من يد العدالة، وسيمكن الله منه، وستبقى المملكة بعون الله واحة أمن واطمئنان».

وجاء على موقع الإنترنت لقصر الأليزيه، أن شيراك شكر أيضا الملك عبد الله بن عبد العزيز لاتصاله الهاتفي وللمساعدة التي قدمتها السلطات لضحايا الاعتداء، الذي أودى بحياة أربعة فرنسيين ولإعلانه أن السلطات السعودية «تضع كل الوسائل المتاحة لديها من أجل ملاحقة المجرمين ومحاكمتهم ومعاقبتهم».

وأعربت باريس عن شكرها لـ«روحية التعاون» التي أظهرتها السلطات السعودية وعن «استعداد» فرنسا للتعاون في التحقيق الجاري، داعية الى انتظار الشهادات التي سيدلي بها الشهود من الفرنسيين، ومن غير الفرنسيين قبل الخوض في تفاصيل أخرى. ونفت الخارجية الفرنسية، أن تكون فرنسا قد تلقت أية تهديدات محددة، أو أنها تلقت أي تبن للاعتداء. وطلبت السفارة الفرنسية في الرياض والقنصليات الفرنسية المختلفة في السعودية من المواطنين الفرنسيين الموجودين في المملكة توخي المزيد من الحذر في تنقلاتهم والبقاء على اتصال بالمكاتب القنصلية.

وكشفت باريس أمس، عن تفاصيل إضافية عن حادث الاعتداء، وأفادت الخارجية الفرنسية أمس بأن المجموعة الفرنسية التي تعرضت للاعتداء هي جزء من مجموعة من 26 شخصا من المواطنين الفرنسيين (14 شخصا) والبلجيكيين (12 شخصا) انطلقت من الرياض صباح 22 فبراير(شباط) في رحلة سياحية «نظمت بمبادرة فردية» الى موقع مدائن صالح الأثري في عدة سيارات ذات الدفع الرباعي، وأن 17 شخصا من المجموعة عادوا صباح 26 فبراير، باتجاه الرياض، بينما قرر الباقون وهم ثلاث عائلات من تسعة أشخاص التوجه الى ينبع، شمال غرب المملكة. وبحسب الخارجية الفرنسية، فإن الاعتداء وقع على الطريق باتجاه ينبع، بينما كانت المجموعة ترتاح على جانب الطريق وتتناول وجبة طعام، حيث وصلت سيارة أطلق من فيها النار على الرجال من غير استهداف الأطفال أو النساء.

وأفاد وزير الخارجية فيليب دوست بلازي، بأن «أحدا لم يعلن حتى الآن تبينه للاعتداء»، وأنه «لا يعرف» ما إذا كان المهاجمون قد سألوا الفرنسيين عن هوياتهم قبل إطلاق النار عليهم. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي، إن فرنسا «لم تتلق تهديدات محددة» وأن «هناك عدة فرضيات» حول الجهة المسؤولة عن الهجوم. لكن ماتيي رفض الخوض في التفاصيل، داعيا الى «ترك التحقيق يسير في مساره».

ومجددا، وصف وزير الخارجية فيليب دوست بلازي ما حصل أول من أمس، بأنه «بالغ الخطورة، لأن الفرنسيين لم يتعرضوا منذ زمن طويل لمثل هذا الاعتداء». وأشاد الوزير الفرنسي بـ«التفاهم التام» القائم مع السلطات السعودية لجلاء ما حصل ومحاكمة الجناة بـ«أسرع وقت». وكان مواطن فرنسي اسمه لوران باربو، كان موظفا في شركة طاليس للالكترونيات، قد قتل في جدة 26 سبتمبر (أيلول) عام 2004. وانتقل إلى المدينة المنورة السفير الفرنسي في الرياض والقائم بالأعمال في جدة. وقامت باريس بإرسال طبيب متخصص الى المدينة المنورة لمتابعة حالة بقية المجموعة.

ويبلغ عديد المواطنين الفرنسيين الموجودين في السعودية 3600 شخص، بينهم 2200 في الرياض و1400 في جدة.. وقامت القنصليات السعودية بالتواصل مع المواطنين الفرنسيين لدعوتهم لتوخي مزيد من الحذر.