جون مارك كان يرغب تعلم العربية بعد إسلامه وطلب مناداته بـ«يحيى»

نوفيلا.. عاشق البر عرف بأخلاقه الرفيعة وحبه للسعودية

TT

أبدى جون مارك، وهو واحد من الضحايا الفرنسيين الذين لقوا حتفهم قرب المدينة المنورة أول من أمس، بعد أن استهدفهم مجهولون، رغبته، لسكرتيره الخاص، تعلم اللغة العربية، قبل لحظات من مغادرته مقر عمله في شركة شنايدر الكترك الفرنسية، التي يعمل لصالحها في الرياض، ليلقى حتفه على يدي مجهولين خلال رحلة مع مجموعة من أصدقائه الفرنسيين وزوجاتهم.

وكشف مقربون من مارك لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن أن زميلهم، عرف عنه أخلاقه العالية والرفيعة في كافة تعاملاته مع من حوله، وكان يحب مناداته بـ«يحيى» بعد إسلامه.

وعلى الرغم من مقتل، جون مارك، وزميله جيم نوفيلا، اللذين يعملان لصالح إحدى الشركات الفرنسية في العاصمة السعودية، إلا أن هذا الأمر، لم يثن زملاءهم الفرنسيين العاملين في الشركة ذاتها، من الحضور للعمل، في اليوم الذي تلا يوم مقتل زميليهما، وسط حالة من الذهول والصدمة، ظلت تلازمهم طيلة يوم أمس الثلاثاء.

وقال عمر جميعان الحصين مندوب العلاقات العامة في الشركة لـ«الشرق الأوسط»، إن مارك، اشهر إسلامه، قبل فترة قصيرة من مقتله، فيما أفاد بأن توجهه إلى المنطقة التي لقيت فيها المجموعة الفرنسية حتفها، كان بقصد أداء العمرة.

ولفت الحصين، إلى أن زميله مارك، والذي كان يعمل معه في ذات الإدارة، أبدى رغبته، قبل أن يذهب في رحلته التي لم يعد منها، في تعلم اللغة العربية، وفقا لسكرتيره الخاص، وذلك ليسهل عليه التعرف على معلومات كافية عن الإسلام.

ويعمل مارك، الذي يبلغ من العمر 47 عاما، وزميله نوفيلا، 44 عاما، مهندسين كهربائيين، لصالح إحدى الشركات الخاصة في الرياض.

وفي الوقت الذي فرقت فيه الأقدار، الرجلين الفرنسيين، في مقري عمليهما، حيث أن أحدهم كان يعمل في المقر الرئيسي للشركة في المدينة الصناعية الثانية جنوب الرياض، فيما يعمل الآخر في فرع الشركة الواقع وسط العاصمة، شاءت الأقدار أن يجتمعا في المصير ذاتها، وفي المكان نفسه.

وسادت موجة من الوجوم والصدمة، في أوساط زملائهم الفرنسيين العاملين معهم في الشركة ذاتها. وذكر عمر الحصين، أن العاملين الفرنسيين في الشركة، قضوا اليوم بأكمله، في إجراء الاتصالات، لمعرفة مزيد من التفصيلات عن زميليهما مارك ونوفيلا. وفي هذه الأثناء، تعمل الشركة التي يعمل لصالحها مارك ونوفيلا، على إنهاء أوراقهما المرتبطة بعملهما في الشركة، وإنهاء أوراق مستخلصاتهما المالية للفترة التي عملا فيها، والتي لم تزد عن العامين.

وكان نوفيلا رجلا لطيفا ويحب الحياة والعمل ويسعد بخدمة الغير، وعبر المهندس عثمان الشهري أحد العاملين في شركة شنايدر، والذي رافق نوفيلا في شهر أغسطس (آب) الماضي في رحلة عمل إلى باريس عن حزنه الشديد على رحيل زميله الفرنسي، واصفا إياه بأنه رجل طيب وخلوق ويسعد دائما بخدمة الغير. وقال الشهري: نوفيلا لم يكن ينقصه إلا الإسلام. وتمنى الشهري أن يتم القبض على الجناة في أسرع وقت، مشيرا إلى أن صورة الإسلام تتشوه يوما بعد آخر، بفعل هذه الفئة الإرهابية.

فيما أوضح المهندس غنام الغنام أحد المقربين لنوفيلا، أنه كان سعيدا برحلته لمدائن صالح، وأنه كان يحب السعودية بدرجة كبيرة، وكان يعشق البر مما حدا به إلى تجهيز سيارته بجميع مستلزمات الرحلات البرية. وذكر الغنام أن نوفيلا كان يقول دائما: أنا أعشق السعودية وأحب برها.

وأثنى الغنام على أخلاق نوفيلا وطريقة تعامله، مشيرا إلى أنه كان لا يفرق أبدا بين الموظفين لدين أو لعرق.

وأبدى الغنام حرجه الكبير من مقابلة الأجانب من فرنسيين وغيرهم، مشيرا إلى أن مثل هذه الحوادث تزيد السعوديين بعدا عن دعوتهم. وقال: كيف ندعوهم للإسلام ومثل هذه الأيادي القاتلة تتربص بهم من دون سبب.

وحول إن كان لنوفيلا أية آراء أو توجهات سياسية أو دينية، نفى زملاؤه المقربون منه تطرقه في أحاديثه في لمثل هذه الموضوعات، متفقين على أنه كان رجلا عمليا وخلوقا.